مليشيا الحوثي والنووي الإيراني: قنابل الضغط الإقليمي في وجه الخليج

د. فائزة عبدالرقيب
الجمعة ، ١٨ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ١٢:٥٠ صباحاً

 

رغم نفي السعودية والإمارات لما اوردته وكالة رويترز بشأن مشاركتهما في محادثات مع الولايات المتحدة تتعلق بهجوم بري محتمل ضد الحوثيين، فإن مجرد تداول هذه الانباء يكفي لاستفزاز المليشيا الحوثية ودفعها إلى قصف اراضي البلدين وهو سلوك مألوف من مليشيا لا تردعها الاعراف الدبلوماسية ولا تقيّدها الحسابات السياسية.

 

مليشيا الحوثي الارهابية لا تحتاج مبررات لفتح الجبهات، فهي أداة في مشروع إقليمي تديره طهران، وساحته المفضلة هي حدود المملكة وأمن الإمارات. وإذا كانت إيران تموّل الحرب، فهي أيضاً تتحكم بمؤشر تصعيدها وتحرّك أدواتها بحسب مصالحها.

 

ما يعمّق خطورة المشهد هو التقدم الكبير في البرنامج النووي الإيراني، فبحسب الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، باتت إيران تمتلك أكثر من 8 أطنان من اليورانيوم المخصب، واكثر من 300 كجم من اليورانيوم عالي التخصيب بنسبة 60%، ما يمكّنها من تصنيع سبع قنابل نووية على الأقل. والاخطر أن كل ذلك يتم بعلم واشنطن والوكالة الدولية للطاقة الذرية وسط صمت دولي مثير للقلق.

 

وفي هذا السياق، تتحول الميليشيات إلى أذرع ضغط بيد طهران، وما يجري من مفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط حالياً قد يدفع طهران، إذا ما واجهت مأزقاً تفاوضياً، إلى توجيه مليشيا الحوثي لضرب السعودية او الإمارات بهدف خلط الأوراق وزيادة الضغط على الغرب.

 

في النهاية، لا يمكن الرهان على التفاهمات او الالتزامات حين يكون الخصم مليشيا لا تعترف بالدولة ولا تملك قرار الحرب والسلم بل تنفذ توجيهات طهران، فهي ليست سوى ادوات ابتزاز في مشروع إقليمي توسعي، عنوانه الابتزاز النووي، وغايته تقويض امن المنطقة.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي