في خضم واقع سياسي واجتماعي يموج بالانقسامات وتتجاذبه الصراعات، يبرز اسم القاضي البرلماني المناضل أحمد سيف حاشد كقامة وطنية عصية على الترويض، عرف عنه صلابة الموقف وصدق الكلمة، وإصراره الدائم على قول الحقائق التي يراها جلية، دون مواربة أو تجميل. هذا النهج الصادق والشجاع جعله بالضرورة يقف كحجر عثرة في طريق المتربصين وأصحاب الأجندات الضيقة، وأولئك الذين يضيقون ذرعًا بالحياة الحرة والكريمة.
واليوم، نشهد حملة شعواء وعنيفة من خطاب الكراهية والتحريض تستهدف هذه الشخصية الوطنية التي لم تلن عزيمتها يومًا عن التعبير عن قناعاتها والدفاع عن مبادئها. هذه الحملة الممنهجة تسعى إلى تشويه صورته والنيل من مكانته، في محاولة لإسكات صوت الحق الذي يمثله.
وفي هذا السياق المثير للجدل، يظل مبدأ راسخًا لا يمكن التنازل عنه، وهو أن سقف الحريات يجب أن يبقى مفتوحًا للجميع، بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع آرائهم. فالحوار البناء وتبادل وجهات النظر المختلفة هو أساس أي مجتمع يسعى إلى التطور والازدهار.
تجدر الإشارة هنا إلى أن القاضي أحمد سيف حاشد لم يذهب يومًا إلى حد تجميل صورة الأوضاع في صنعاء أو تصوير سلطاتها على أنها ملائكية أو أن فضاء الحريات فيها رحب بلا قيود. كل ما عبر عنه هو رأيه الشخصي وتجربته الذاتية، مشيرًا إلى أن مستوى الحرية المتاح له فيها، وفقًا لمعاييره وتجاربه، قد يكون أفضل مقارنة ببعض الأماكن الأخرى التي زارها أو شهد أوضاعها. هذا التقييم، الذي قد يتفق معه البعض ويختلف معه آخرون، يظل في إطار حقه في التعبير عن وجهة نظره.
وأنا شخصيًا، وبناءً على معرفتي العميقة بالرجل ورصيده النضالي الطويل والمشهود له، أجد مصداقية كبيرة في كلامه. لقد عرفت فيه المناضل الصلب الذي لم يتردد يومًا في قول "لا" في وجه الظلم والاستبداد، ولم يكف عن مقاومة ومناهضة كافة أشكال القمع والتعسف، والدعوة المستمرة إلى مقاومتها. هذا التاريخ الحافل بالمواقف الشجاعة والرافضة للباطل جعله يكسب احترام الكثيرين، وفي المقابل، خلق له أعداء كثر من أولئك الذين تضيق مصالحهم أمام صوت الحق والعدل.
لذا، فإني أعرب عن أسفي الشديد لما يتعرض له القاضي أحمد سيف حاشد من حملة تحريض وتشويه ممنهجة، تهدف إلى شيطنته وعزله في الوقت الذي يعاني فيه من مرض عضال وهو الان في رحلة علاجه بتكاليف شخصية ومبادرة مؤخرة من الجالية اليمنية في أمريكا. وفي هذا المقام، أعلن تضامني الكامل واللامحدود مع هذا المناضل الوطني الشريف، وأؤكد على حقه الأصيل في التعبير عن رأيه بحرية، دون خوف أو ترهيب. إن الدفاع عن حقه هو دفاع عن حرية التعبير للجميع، وعن قيم العدل والنزاهة التي نؤمن بها.
-->