سياسة المصلحة.. إيران انموذج

لؤي العزعزي
الاربعاء ، ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٤٤ مساءً

 

"الصبر الإستراتيجي"

 

الدول بشكلٍ عام، ودول المؤسسات بشكلٍ خاص هي دول تحكمها البرجماتية. تحركها المصلحة، ويتصرف ساستها لما يخدم الصالح العام. تفعل الدول أي شيء للحفاظ على بقائها وحماية سيادتها واستقلالها. لدرجة التنازل والتغاضي عن اشياء كثيرة.

فقد تضحى بشخصيات وإن كانت ذات رتب عالية، أو مكانة سامية. وقد تتخلى عن جزء من سياستها وشعاراتها بل وقيمها المعلنة. فهي تفكر فيما فائدة كل السياسات والشعارات إن سقطت الدولة أو النظام ككل. ما فائدة التمسك بالقيم والمبادئ إن تضررت المصالح الحيوية للدولة الشيء الذي يسقطها تباعًا "تأثير الدومنو" فكل شيء في الدول قائم على الإقتصاد. تتنازل دائمًا عن اشياء مقابل البقاء. ترقب السياسة الدولية التي تتحكم في كل شيء. هناك خطوط حمر أن تم تجاوزها استخبارات دول كثيرة تتدخل وتسقط الدول والمؤسسات. إضافة الى حروب اقتصادية وأخرى سيبرانية. عدت معطيات تتحكم في مجريات الأمور ولابد لساسة الدول اخذها في عين الإعتبار.

 

في الأشهر الأخيرة اظهرت إيران عرض واضح وبين لهذه الإستراتيجية فيما اسميته "الصبر الإستراتيجي" فقد تخلت عن اقرب حلفائها عندما رأت انهم اصبحوا حمل ثقيل واضرار حمايتهم واسنادهم أكثر من فوائد خدماتهم. رأينا تغاضيها عن العديد من محاولات بل واغتيال اكبر قاداتها واكثرهم ثقلا عندما عرفت أن الرد سيكون بحرب شاملة. 

تخلت عمليًا عن أهم ما يميز سياساتها الخارجية الإستحواذية: عن الشعارات مثل " وحدة الساحات" و " محور الممانعة" تخلت عنها تمامًا واكتفت في الرد المدروس والحذر وحسب "قواعد الإشتباك" وعدم استهداف الأماكن الحساسة، والمهمه للعدو الأول كما تحرص على اعلانه وترسيخ فكرت العداء المصيري والتأريخي معه: " اسرائيل" وذلك عندما يُمس سيادتها واراضيها ومصالحها الوطنية بشكل مباشر. يكون الرد كمحاولة لحفظ ماء الوجه والحفاظ على هيبة الدولة ولإخماد الغضب القومي. يكون الرد خفيفًا بتنسق مسبق غالبًا مع طرف ثالث حليف للعدو الأول: " الولايات المتحدة" تحرص من ذلك عدم الإنزلاق وخوض حرب شاملة مفتوحة ومباشرة تعلم جيدًا انها غير مؤهله وغير جاهزة لخوضها.  وإن كان لها عنتريات فراغة معلن عنها كـ القدرة على حرق الدول المعادية في غضون ساعة ونيف. هي تحرص على بقائها وعدم الخوض في مغامرات تعلم جيدًا إنها الطرف الخاسر فيها. ولذلك لجئت في السنوات الأخيرة للحروب بالوكالة. وصدرت ثورتها السلالية إلى الدول المحيطة ومن ثم إلى دول اخرى للقيام بخوض المغامرات بدلا عنها لتكون في مأمن من الرد الإستراتيجي أو القريب.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي