الحزن اليمني العميق..!

محمد الظرافي
الجمعة ، ٠٩ مايو ٢٠٢٥ الساعة ٠٦:٠٤ مساءً

 

في قلب الجزيرة العربية ، هناك بلد أنهكته الحرب وأثقلته الأزمات الاقتصادية ، حتى بات الحزن وجهاً يومياً ومألوفاً للملايين من أبنائه. 

اليمن الذي كان يُعرف بأرض السعيدة أصبح اليوم مرادفاً للمعاناة المستمرة والمستقبل الغامض!

 

حرب لا تنتهي منذ اندلاع الحرب في عام 2015، واليمن يعيش في دوامة دموية لا تبدو نهايتها قريبة. 

مدن مدمرة - بنى تحتية منهارة - وأسر بأكملها شُتّتت بين اللجوء والنزوح.

يعيش اليمنيون تحت وطأة القصف والخوف فقدت آلاف الأسر أحبّاءها ، وتحولت أحلام الشباب إلى رماد.

 

اقتصاد منهار وجوع لا يرحم يرافق هذه الحرب تدهور اقتصادي حاد ، أفقد العملة اليمنية قيمتها ، ورفع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة وقل من يصلها إليها من المواطنين بسهولة. 

يعيش أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر ويعاني الملايين من انعدام الأمن الغذائي. 

المدارس مغلقة ، والمستشفيات تعاني نقصاً في الأدوية والأجهزة والسوق الداخلي ممتلئ بالأدوية المهربة والمغشوشة ومنتهي الصلاحية بسبب ضعف الرقابة وإنعدام النظم التي تنظم أسواق الأدوية ، فيما لا يجد كثير من المرضى سبيلًا للعلاج سوى الصبر والدعاء وانتظار الأقدار.

 

حزن يسكن الوجوه لا يُخفى الحزن عن ملامح اليمنيين في عيون الأطفال ترى الخوف والحرمان وفي أحاديث الكبار تسمع حسرة على وطن كان يوماً آمناً مزدهراً.

باتت الأفراح نادرة ، وطقوس الحياة البسيطة تُواجه بعقبات لا تنتهي كثير من اليمنيين لم يتذوقوا طعم الفرح منذ سنوات ، وأصبحت الذكريات الجميلة مجرد صور ذابلة في الأذهان.

 

ورغم كل شيء ... لا يزال الأمل حاضراً ورغم كل هذا الحزن العميق ، يظل هناك بصيص من الأمل في قلوب اليمنيين. يظهر في تمسكهم بالحياة ، في ابتسامة طفل يتعلم في خيمة مدرسية مؤقتة ، أو في يد طبيب يعمل بلا أجر ، فقط لإنقاذ الأرواح. اليمنيون ، أو في قلم معلم يدرس الأجيال بلا راتب وبرغم كل شيء لا يزالون يؤمنون بأن الغد قد يكون أفضل ، وأن السلام سيطرق أبوابهم يوماً وأن الواقع سيصبح من الذكريات عما قريب.

 

فقدان الأوطان حسرة لايعلم مُر شعور عمقها إلا من ذاق التشرد و النزوح واللجوء في أصقاع الأرض هرباً بروحه وروح من يعول من بطش الجوع والخوف ومن المليشيا المتناثرة في وطنه الحزين.

 

فيا شعبنا العظيم الصبر الصبر وإن السلام آتٍ لامحالة وإن دوام الحال من المحال وإن المجرمين لسوف يحاسبون عما ارتكبوه من جرائم ومجازر وتشريد سواءا منكم إن لم يجنحوا للسلام بسلام أو بكل تأكيد هناك حيث العدالة المطلقة يوم الحساب أمام رب الخلائق!

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي