أرونا ماذا تعملون!

صفوان سلطان
السبت ، ٠٨ فبراير ٢٠٢٥ الساعة ١٢:٠٢ صباحاً

 

تابعت ردود الفعل المتباينة على بيان التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، والذي طالب مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بتحمل مسؤولياتهم الحقيقية، إلى جانب بقية السلطات المحلية والتشريعية، في مواجهة معاناة المواطن والوطن ككل. البيان حمل موقفًا سياسيًا هو الأقوى منذ فترة طويلة، ومع ذلك، بدلاً من أن يُقابل بالترحيب من قبل السياسيين والمطلعين على بواطن الأمور، وجدنا البعض يتعامل معه بالسخرية والتهكم، بدلاً من البناء عليه ورفع سقف الطموحات الشعبية.

 

الحقيقة البسيطة التي لا يمكن إنكارها هي أن الحكومة التي لا تلبي احتياجات مواطنيها ولا تؤمّن لهم ضروريات الحياة لا مبرر لوجودها. أما أن يستمر المواطن في الاحتجاج ثم يرضى بـ”إبرة فولتارين” تُخدّر غضبه الثوري، ويقبل بجزء من حقوقه كل مرة كما لو كانت “منة”، فتلك كارثة متكررة لا يمكن السكوت عنها.

 

 

“إن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ.”

هذا المثل ينطبق على بعض أعضاء الأحزاب، الذين لم يكتفوا بالتنكر لمواقفهم السياسية، بل تجاوزوا ذلك إلى السفه في التعليق على البيان، رغم أنهم ينتمون إلى قوى سياسية فاعلة في السلطة وفي التكتل الوطني. بعضهم اختار لعب دور “عبود في الحدود”!، ذلك العسكري البسيط الذي لا يدرك ما يجري في بلده. فإما أنه يدّعي الجهل ليبرر موقفه المتخاذل، أو أنه غارق في غبائه إلى الحد الذي يستحق فيه العذر، لكن اللوم هنا يقع على مكونه السياسي الذي فشل في إطلاعه على حقيقة ما يدور حوله.

 

عندما يطالب حزب، مكوّن، أو حتى فرد، بضرورة توفير احتياجات المواطن، فإن الهجوم عليه ليس سوى وقوفٍ في صف من يسلبنا حقوقنا. فلتخبرونا إذن: ماذا قدمتم أنتم؟ وأرونا ماذا تعملون!

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي