قالها قائد المتمردون السلاليون الحوثة بوضوح ودون مواربة ولازالوا بأن الجغرافيا التاريخية التي لنا بعد انقلابهم أصبحت بأيدينا، فلا يقصد بذلك الجبال والشوارع والسهول بل يدركوا ما يقولون، أي الجغرافيا وما تحمل من خيرٍ وبشر، شيعتنا كما قالها المحضوري قبل هلاكه في مقابلة له مع المبدع عرف الصرمي سنحان شيعتنا وهم على قمة السلطة، وأسياد الجمهورية حينها ولو كان يعلم إخلاصهم وإيمانهم لما قالها..
قالها نكرانًا للفضل الذي أغدقه عليهم قادة النظام الجمهوري جميعهم بل وميزهم بالوظائف الحساسة والغنية على باقي فئات الشعب ومناضليه.
تخادم الطرفان ملياً ولا زالت آثار الهيمنة تسري في عروق الضحايا وأصحاب دعوى الحق الإلهي رأينا انفلات زمام الحرس الجمهوري من يد المؤسس له، وانسياقه مع الموجة الجهوية وتمرد الملصي ورفضه لأوامر قادته واتبع الطارئين..
لأنه لم يتربَ جمهورياً ووطنياً، حذفت مادة التربية من المناهج الدراسية ولم يدرس عبر قنوات التوجيه المعنوي والإعلامالرسمي بكل وسائله لم تدرس قيم الدولة والثورة والجمهورية، لم يتفقه بأمر الواجب الوطني عبر ما تقدم برغم ضخامة الإنفاق عليها ومكنتها المادية إلا القلة، ولم تدرس أهمية التضحية في سبيل الوطن والكفر بالداعي القبلي السلالي المذهبي الجهوي أو البرجماتي فضل الجهل على حاله..
رأينا سائلة البخيتي تستقبل بعض ممن كانوا معهم من الحرس ثم فروا إلى الساحل ثم عادوا إليها مرةً أخرى أفرادًا وقادة، وهرب المذيعون من قناة اليمن اليوم والذين كانوا بالأمس حلفاء المسيرة عودًا إلى السائلة ليستقبلهم البخيتي، مرحباً بالعودة إلى أحضان الوطن!!
ولا ندري ما تعريف الوطن وفلسفته عندهم أجمعين، وما تعريفهم للكهنوت والنظام الجمهوري والحرية والديموقراطية، وتعريفعم لكل اليمن المحرر بكل شعبه ورجاله وسهوله وما حكم العائدين إليه؟! أم أنهم كما يتقيأ البعض وينعتهم بالعمالة والاحتلال؟
إنها المهزلة السياسية والفكرية بكل عاهاتها، أبعادها، وإنه الجهل ببشاعته وأنيابه المغروسة في عقول البعض، قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بدعمٍ مصريٍ كامل وكلما سمعتُ أحد المصريين يندب قتلاهم وورطتهم كما يفسرها البعض في دعم الثورة اليمنية ضد أيام الإمامة..
نشعر بالأسى والخجل منهم ممن وقف ضد الثورة وحاربها حينها، وعندما الشعور بفقدان المصلحة تآمروا عليها بعيداً عن قيم الوفاء، أرادوها أن تكون جمعية خيرية بقرة حلوب إما أن تصرف وتُرضع أو ننهنها ونُعيقها دون هواده..
الحفر المعرفي والعلمي والثقافي في العقول الفارغة والكسولة هو الحل، يجب أن يستمر من قبل كل الوطنيين الكتاب الصحفيين والأكاديميين الخُلَّص دون توقف، وأن يتواصل التثقيف وتحييز الناس إلى صف الوطن والشعب كل الشعب بشكل مستدام..
والوقوف على أسباب ظواهر عودة الإمامة المستدامة كي نخلص من الكارثة وإلى الأبد، يطرقونها من المنظور العلمي الديني الوطني والسياسي السليم، والعمل على تحويل الأفكار إلى واقعٍ عملي ملموس وهجر الشعارات اللاهية..
ونسف بذور التنافر بين القوى الوطنية وتوحيد صفوف الجيش الجمهوري تحت راية واحدة، وإسناد الأمر إلى من لديه استعداد أن يكون خادماً للجميع دون تمييز على أي أساس..
لقد بدأت مؤشرات الوعد بالنصر أكثر قربًا وبدأت شعارات الإمامة الحوثية بالتلاشي وأرواقها السوداء بالاحتراق..
وإلا فالملامة على من ولى لا على من تولى..وصدق من قال
لا تلم قادتنا إن ظلموا*** ولم الشعب الذي أعطى الزماما
-->