بكل بساطة لانه لم يعش فى اليمن !!!! وانا هنا لا أتحدث عنه فقط ولكن عن كل من يشبهه .. لو كان مصطفى نعمان قد عاش الواقع اليمني عن قرب، لما قال ما قال. لو أنه عرف الجبهات، والتقى بأولئك الشعث الغبر في ساعات الزحف الحاسمة، لما تفوّه بتلك العبارات. لو أنه ركب الشاصات، واستنشق غبار الصحارى والبراري، ولامس بارود الرصاص المتطاير من المتاريس، وتسلق شماريخ الجبال مع الأبطال، لما تجرأ على التنظير جزافاً إن هذا الواقع المرير وقصور الفهم لدى البعض يفرض مراجعة طرق تعيين المسؤولين أن كان ولابد من بين المغتربين أوالمهاجرين أو الدبلوماسيين الذين لم يعرفوا الوطن إلا عبر الزيارات السياحية أو المناسبات العائلية فالوطن الجريح لا يحتمل من لا تكون مرجعيته ميدان النضال ويؤمن بقوة الحق فى وجه طغيان الباطل .. ولا يحتمل من لا يفهم النفوس الشامخة الابية التى عانقت كل المخاطر للذود عن كرامتها وثوابتها الوطنية ... من لا يشعر بنبض رجال وطنه الاحرار و مقاتليه الابطال . لذلك لا بد من برنامج صارم لإعادة تأهيل ودمج هؤلاء في الواقع اليمني القتالي والاجتماعي، والبيئ يجب أن يعيشوا تجربة الجبهات ويتنفسوا الثبات الذي يتسلح به أبطالنا، ويتعلم منهم دروس العزيمة والإصرار التي تصنع النصر رغم قسوة الظروف واختلال الموازين لا بد من قرار واضح لكل من يتولى مسؤولية في الدولة أن يقضي على الاقل مدة شهر في كل جبهة من جبهات القتال، ويعيش كل تفاصيل نضالهم وثباتهم يعيش التفاصيل يسمع الحكايات ويشارك الخبز والحر والبرد والمخاطر، قبل أن يجلس على كرسي الوظيفة ليتحدث باسم الوطن ويعبر عن تطلعات شعبه. فمن لم يعش مرارة العدوان الحوثي على المدن والقرى، ولم يذق لهيب القصف، ولا عرف وجع النازحين لا يستطيع ولا يحق له أن يقرر مصير القضية الوطنية ....
فؤاد التميمي
-->