فخامة الرئيس العليمي والسهام الطائشة.

د. عبده مغلس
الجمعة ، ١٤ مارس ٢٠٢٥ الساعة ٠٦:٤٣ مساءً

 

 

أولا:قراءة في المنهج:

كتاب وحي الله هو كتاب دينه وتبيان كل شيئ فيه منهج نظام الله للعالمين، نظام لعبادة الله والاستخلاف واستعمار الأرض والتعارف وينظم علاقات الإنسان الفرد في حياته لدنياه وأخراه، وعلاقته بأسرته ومجتمعه ودولته ومع الأخر، ومن يتبع منهجه في سننه وقوانينه ونظمه، ظمن الله له حياة لا جوع ولا عري فيها، ومن أعرض عن ذلك فله حياة ضنكا.

١-منهج القراءة الخاطئة والقرار الخطيئة.

 منهج القراءة الخاطئة والقرارات الخطيئة، هو منهج ابليسي، قاده للفسوق عن أمر ربه، وأخرجه من رحمة الله، وأدخله جهنم.

هذا المنهج يقوم على الرؤية الأحادية، الممثلة للهوى، والمصلحة الشخصية، وكثير من الناس يتبعون هذا المنهج، ولذا فالقرآن يصف لنا من يتبعون هذا المنهج، حيث يؤكد سبحانه، بأن أكثرهم لا يؤمنون، أكثرهم فاسقون، أكثرهم للحق كارهون، أكثرهم لا يعلمون، لا يعقلون، يجهلون، أكثرهم يتبعون الظن، حتى الإيمان بالله يخالطه الشرك، وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون، وما وجدنا لأكثرهم من عهد، هو منهج الضلالة والإضلال.

٢- منهج العلاقة بين الحاكم وملائه والناس.

هناك علاقة منهجية أشار لها كتاب الوحي،وهي إرتباط النخبة والأمة بالقائد، ويقوم على الولاء والإخلاص، منهجية تضبط هذه العلاقة وتضمن نتائجها الحتمية، للأمة، والدولة، والحاكم، والمحكوم، لينعم الجميع بالإستقرار والأمن والسلم والسلام والتعايش والنهضة.

يقول سبحانه:

﴿۞ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلۡأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىٰۤ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُوا۟ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُكُم بِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِیعَۢا بَصِیرࣰا﴾ [النساء ٥٨]

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی شَیۡءࣲ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ خَیۡرࣱ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِیلًا﴾ [النساء ٥٩]

﴿قَالَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا یَـٰۤأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَیۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِیُّ ٱلۡأَمِینُ﴾ [القصص ٢٦]

﴿قَالَ مَا مَكَّنِّی فِیهِ رَبِّی خَیۡرࣱ فَأَعِینُونِی بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَیۡنَكُمۡ وَبَیۡنَهُمۡ رَدۡمًا﴾ [الكهف ٩٥]

﴿قَالُوا۟ نَحۡنُ أُو۟لُوا۟ قُوَّةࣲ وَأُو۟لُوا۟ بَأۡسࣲ شَدِیدࣲ وَٱلۡأَمۡرُ إِلَیۡكِ فَٱنظُرِی مَاذَا تَأۡمُرِینَ﴾ [النمل ٣٣]

خمس آيات تحدد العلاقات الضابطة بين الحاكم والمحكومين، الأولى تحدد أن المسؤولية أمانة، والحكم يقوم على العدل، والثانية تحدد طبيعة الطاعة والاختلاف، والثالثة، تحدد طبيعة القوة والأمانة لمن يتم اختياره للمسؤولية، والرابعة، تحدد طبيعة إعانة الحاكم بقوة ليجعل من قوة القانون والنظام حاجزا يمنع من يؤجّجون ويموجون في الفساد والإفساد ويسعون لدمار المجتمع، فلا يستطيعون بعدها تجاوز هذا الحاجز بمختلف السبل، والخامسة، تحدد طبيعة أنه يجب أن تكون القوة والبأس لمكونات المجتمع مع الحاكم في كل أمر يتخذه.

هذا هو المنهج القرآني الضابط لعلاقة الحاكم والمحكومين، المنتج للأمن والأمان والاستقرار والاستخلاف واستعمار الأرض والتعارف.

 

ثانياً: قراءة في خيار الشرعية.

منذ لحظة إنقلاب الإمامة على شرعية دولة الجمهورية ونظامها، أدركت أنه لا خيار لإسقاط الإمامة غير شرعية دولة الجمهورية، ومشروعها الإتحادي، وعندما استعانت شرعية الدولة بتحالف دعمها بقيادة المملكة، أصبح منهجي لاستعادة وطني اليمن بنظامه الجمهوري يعتمد، على ثلاثية لم أحد عنها هي "الشرعية ومشروعها وتحالف دعمها بقيادة المملكة" فالشرعية اليمنية بمشروعها الاتحادي، وقيادتها، وتحالف دعمها بقيادة المملكة، هي ضمانة استعادة الجمهورية وإسقاط الإمامة، وكل هجوم على الشرعية اليمنية، هو منهج ابليسي، يهدم الحق في النظام الجمهوري، ليعلي الباطل في الإمامة، فلا بديل للشرعية، غير منهج إبليس، في الضلالة والإضلال والباطل، الذي تمثله الإمامة ومليشياتها الإرهابية.

 

ثالثاً: قراءة في المشهد.

من خلال متابعتي لكل من يكتب مهاجماً الشرعية اليمنية ورئيسها، أجدهم يتبعون المنهج الإبليسي في القراءة الخاطئة والقرارات الخطيئة، حيث يركزون سهامهم الطائشة لغير الهدف، فهم يركزون هجومهم على فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ويحملونه مسؤولية كل أخطاء وخطايا، حكومة المكونات والأحزاب السياسية، ويطلقون سهام الزيف، من جعبة المصلحة، سواء كانت مصلحة شخصية، تقوم على تأجير عقولهم وأقلامهم، لأجندات تستهدف الشرعية ورأسها، أو مصلحةً لحزب أو مكون، بهدف تصفية الحسابات، وتقاسم المصالح والمحاصصة، بين الأحزاب والمكونات.

ذريعة حملة السهام الكاذبة، أن فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، كونه الرئيس، فهو المسؤول عن كل اخطاء وخطايا الحكومة، دون أن يدركوا أن لا أحد من هذه المكونات يتعامل مع الشرعية وفق المنهج الرحماني الذي سبق شرحه في الآيات الخمس، ومتناسين أن الحكومة اليمنية، تقوم على أسوأ أنواع الحكم السياسي " المحاصصة" الذي غيب مشروع اليمن، لصالح مشاريع الأحزاب والمكونات، والمشاريع الخاصة، ولا يدرك من يقومون بحملة الإفك، أن ليس لفخامته الخيرة في وزراء المحاصصة، فكل حزب أو مكون سياسي، يقدم مرشحيه ليشغلوا نصيبه في محاصصة الحكومة، وعليه فليس لفخامته، دور في الإختيار للتعيين، فهو يقرر فقط تعيين واحد من الذين يرشحهم الحزب أو المكون، ليكونوا ممثليهم في الحكومة، فمسؤولية الاختيار لمسؤولي المحاصصة تقع بالكامل على أحزابهم ومكوناتهم، وعليه فهذه الحملات كلها تعتمد المنهج الإبليسي، فهم يرتكزون على رؤية أحادية، ويتبعون الظن والهوى، فيوجهون سهامهم، للوجهة الخطأ.

فالوجهة، والجهة المسؤولة، في نظري، عن معانات الناس، وعدم الحسم في مواجهة الإمامة الحوثية، ومليشياتها الارهابية، هي الأحزاب والمكونات، ووزرائهم الذين يمثلونهم في حكومة المحاصصة، فعليهم وحدهم تقع المسؤولية الكاملة، في معانات الشعب، علينا توجيه الخطاب والسهام لقيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، ولكل المكونات، لنقول لهم أن صراعاتكم ومشاريعكم الخاصة هي سبب:

١-نكبة اليمن.

٢- دخول مليشيا الإمامة صنعاء. 

٣-عدم الحسم وتأخر استعادة صنعا.

٤- استشراء الفساد.

٥- معانات الناس.

هذه هي الوجهة الحقيقية لمن يريد الإنتصار للشعب ومعاناته، فليوجه سهامه نحوها لتصحيح المسار، ونطالبهم أن يلتزموا بتنفيذ ما اتفقوا ووقعوا عليه، من مرجعيات ومؤتمرات واتفاقيات.

كلامي لن يعجب الأحزاب والمكونات، لأنها منذ نشأتها وهي تقود اليمن من نكبة لنكبة، ومن حرب لحرب، وهذه هي الحقيقة المرة التي يكرهون الإقرار بها، ويكرهون سماعها، وهذا قول ناصح أمين، لعلهم يقدمون مصلحة اليمن على مصالحهم ومصالح أحزابهم ومكوناتهم ويكفرون عن أخطائهم.  

جمعتكم قراءة كاملة للمشهد، وليس قراءة ابليسية، ترى زاوية المصلحة الخاصة، ولتحذر هذه المكونات من المتغيرات العاصفة، ولها في غيرها عبرة واعتبار.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي