حقيقة الحروب المزدوجة

د. محمد شداد
الاثنين ، ٠٧ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ٠٦:٤٤ مساءً

 

في تصريحٍ لها قالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيتس أن الضربات الأمريكية التي تقوم بها القوات الأمريكية على الحوثيين أضعفت القدرات الإيرانية بشكلٍ كبير.. 

تصريح يؤكد وبما لا دع مجال للشك على تبعية المليشيات الحوثية لنظام الملالي الإيراني، التبعية التي يحاول كلا الطرفين إخفاءها وإظهار الحوثية السلالية كقوة منفصلة تتخذ قرارتها بمنأى عن المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، الاكذوبة التي يحاولون الترويج لها وقد انطلت على الكثير ممن رُكِنَ عليهم كحملة للقضية الوطنية كمصطفى النعمان مثلاً..

 

فِريةٌ صنعتها الآلة الإعلامية الإيرانية وأذرعتها لتفادي الهجوم الأمريكي المباشر على طهران المسرحية التي حولت الأراض وبنية اليمن التحتية إلى مسرحًا تدميريًا لتصفية حساباتها مع الغرب الذي يخوض حروبًا مزدوجة "أي ضد الحوثي ومعاه" دون مراعاة للمطالب الحقيقية للشعب اليمني ومصالحه الكامنة في محاربة المشروع الفارسي واستعادة دولته المنهوبة..

 

أحرقوا ثوب القضية الفلسطينية عند أول صاروخ أطلقه كلا الطرفين الحوثي وأمريكا لتدمير اليمن بحثًا عن أفاعي الحوثية في شقوق الجبال وشعاب الأودية..

لم تكن الهاشمية والشيعة الذين هجَّروا 500 الف فلسطيني من أحياء فلسطين في بغداد وأعادوا للذاكرة مآسي الشتات الذي صنعته إسرائيل بحق الفلسطينيين عبر تاريخ حروبها ضدهم وما مأساة غزة الدائرة حتى الساعة إلا دليل قاطع على ذلك..

 

لم تحمل الصفوية يومًا هم العرب والغيرة على مقدسات المسلمين، ديكورات دينية سياسية قبيحة تخفي وراءها أهداف سيطرة ونفوذ تبتغي على إثرها تفكك أي مشروع عربي بدأ يأخذ حقه في التمكن والاستقرار بين شعوب الدنيا آخرها كان وقوفها ضد الثورة السورية ومحاولة إفشالها بالتعاون مع إسرائيل بكل الطرق..

شغفًا برجماتيًا فاجرًا لتمرير خططها لامتلاك قوة عسكرية ونووية لتفرض وتستكمل هيمنتها على الدول المحيطة بها واستحضار فاعلية عبادة النار المجوسية..

 

سعيًا حثيثًا تخطه إيران لتطبيق سياساتها التكتيكية عن طريق أذرعتها وصولاً للاستراتيجية التي ستكون بحسبتها ملكة للشرق الأوسط يابسته والبحار..إيران التي تعلو فخارًا بما ورد في كتاب الشاهنامه " كتاب الملوك".. للفردوسي عن ما ورد في القرآن وكل كتب الفقه الإسلامي والسنة النبوية..

 

أكد ذلك الرئيس الأمريكي ترمب في آخر تصريح له قال فيه أن تدمير نظام العراق تحت ذريعة امتلاكها أسلحة تدمير شامل كان خطيئة كبرى من قبل الديموقراطيين على رأسهم بوش اللعين وأنهم كانوا يعلمون أن العراق لا يمتلك تلك الأسلحة..

تعمدوا الكذب على العالم وقاموا بتدمير العراق وتسليمه كهدية مجانية لإيران لتسرق ثرواته وتقتل شعبه وتصنع منهم قنابل بشرية عنصرية طائفية تغذي حروبها في اليمن ولبنان وسوريا قبل التحرير..

 

فزاعة قراءة الغرب في رؤيته للأحداث التي تجري في اليمن سقطت عند أول قرار اتخذته أمريكا وبريطانيا قرار توقيف القوات اليمنية التي شارفت على اقتحام صنعاء وتحرير ميناء الحدية وإسقاط المشروع الإيراني في اليمن كليةً، الإنجاز الذي كان بإمكانه تجنيبهم كلفة السقوط الإخلاقي وحربهم على إيران عبر تدمير ما تبقى من بنية تحتية وعسكرة البراري والبحار اليمنية وخلق مأساة إنسانية إضافية أخرى سعيًا لاضعاف العصابة الحوثية الباغية وفك تبعيتها لإيران..

 

الرسائل الأمريكية واضحة والسياسات الإيرانية معلنة يقرأها العالم ويسمعها بوضوح دون مواربة، بأن الحروب الدائرة في الشرق الأوسط عمومًا حروب مصالح ونفوذ أمريكية إيرانية قد يتفقون عليها يومًا ما لأن جميعهم ليسوا في تصالح واتفاق مع الشعوب العربية الضحية الأولى بسبب امتلاكها لكل عوامل القوة لاستعادة الإمبراطورية العربية التي وصلت شرقًا إلى الصين وغربًا إلى حدود فرنسا..

 

السؤال الدامي الذي يبحث عن إجابة ماذا لو اتفقت إيران وإسرائيل وأمريكا على تقسيم الكعكة.. ما هو مصير شعوب المنطقة تحديدًا اليمن؟ ماهو المآل الذي ستفضي بنا إليه الحروب الدائرة في ظل تشضي مجتمعي وصراع سياسي وانقسامات عسكرية لم تعرفه اليمن عبر تاريخها؟ وهل ينتظر اليمنيون حلاً حقيقيًا ناجزًا يعيد صناعة نظام جمهوري يمني ديموقراطي حقيقي في محيط مختلف في نظمه السياسية كليةً عن الخيار الذي ارتضته الأمة اليمنية لنفسها وقاتلت عليه ومن أجله سنينًا وعقود؟؟..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي