مصطفى النعمان وتصريحاته المثيرة للجدل.. قراءة في تداعيات المواقف الرسمية

محمد الظرافي
الثلاثاء ، ٠٦ مايو ٢٠٢٥ الساعة ٠١:٢٣ صباحاً

 

في خضم التوترات السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة اليمنية ؛ جاءت تصريحات نائب وزير الخارجية اليمني - مصطفى النعمان - لتثير جدلًا واسعًا وانتقادات حادة من قبل مسؤولين وناشطين كثر.

ففي مقابلة مع شبكة PBS الأمريكية حذر النعمان من أن إضعاف جماعة الحوثي دون وجود بديل قوي قد يترك فراغاً أمنياً خطيراً قد تستغله جماعات متطرفة مثل القاعدة أو داعش.  

 

هذه التصريحات التي صدرت عن مسؤول يمثل الحكومة اليمنية المشردة في الخارج بسبب الحوثيين قوبلت بانتقادات حادة حيث رأى فيها البعض تبريراً غير مباشر لوجود الحوثيين واعتبرها آخرون محاولة لتقويض الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء التهديد الحوثي.  

 

وفي جلسة نقاشية عقدها "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن، أكد النعمان أن "إضعاف الحوثيين لا يمكن أن يتحقق عبر الضربات الجوية فقط" محذراً من أن العمليات الجوية رغم تأثيرها التكتيكي تفتقر إلى استراتيجية سياسية متكاملة وأن استمرارها دون شراكة مع الحكومة اليمنية يفتح الباب أمام مستقبل غير مضمون.  

كما أشار النعمان إلى أن الحكومة الشرعية تعاني من نقص شديد في المعدات العسكرية قائلاً: "لا نملك قوة جوية ولا طائرات هليكوبتر ولا دبابات ولا مدفعية" مشيراً إلى أن هذا الضعف يعوق قدرة الحكومة على الاستفادة من أي تراجع في قدرات الحوثيين نتيجة للغارات الجوية الأمريكية.  

 

وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية قال النعمان إن تخفيض تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) أجبر العديد من المشاريع الإنسانية على الإغلاق لا سيما في الجنوب محذراً من أن البلاد قد تنتقل من الجوع إلى المجاعة.  

 

هذه التصريحات أثارت موجة من السخط في الأوساط اليمنية حيث اعتبرها البعض تصريحات غير مسؤولة تعكس ضعفاً في الموقف الرسمي للحكومة اليمنية وتثير تساؤلات حول مدى التنسيق بين المسؤولين اليمنيين والشركاء الدوليين في مواجهة التهديدات التي تمثلها جماعة الحوثي. 

 

وفي ظل هذه التصريحات المثيرة للجدل يتساءل الكثيرون عن مدى تأثيرها على الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الصراع في اليمن وعن الخطوات التي يجب أن تتخذها الحكومة اليمنية لتوحيد صفوفها وتقديم رؤية واضحة وشاملة لمستقبل البلاد بشكل عام.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي