تسع سنوات على التحرير: حضرموت تستدعي مشروعها الوطني الجامع

د. فائزة عبدالرقيب
الخميس ، ٢٤ ابريل ٢٠٢٥ الساعة ١٢:٥٤ مساءً

 

في مثل هذه الايام من العام 2016، تنفّست حضرموت الصعداء وانتزعت بفضل تكاتف ابنائها وتضحياتهم نصرًا تاريخيًا بطرد هيمنة تنظيم القاعدة من ساحلها ومدنها في لحظة فارقة من تاريخها الحديث. غير أن هذا الإنجاز وبعد مرور تسع سنوات، لا يزال يواجه تحديات متجددة تطرح سؤالًا جوهريًا: هل اكتمل مشروع التحرير ام أن النصر الامني ظلّ معلقًا عند ابواب التحرر السياسي والاقتصادي والثقافي؟

 

فرغم مرور كل هذه السنوات لا تزال الاوضاع الأمنية هشّة والهواجس قائمة ومحاولات الاختراق تتكرر مما يهدد بإعادة إنتاج الانكسار، ما لم يُستكمل التحرير بمشروع وطني جامع يليق بحضرموت وتضحيات ابنائها.

 

حضرموت ليست مجرد جغرافيا شرق اليمن بل هوية حضارية متجذّرة وخصوصية ثقافية واجتماعية صنعت منها منارة للعلم والدين والفكر والفن. لم تكن يومًا حاضنة للتطرف بل كانت ولا تزال موطن الفقهاء ومرتع الأدباء ومصدر إشعاع إسلامي معتدل امتد إلى تخوم جنوب شرق آسيا.

 

واليوم، تقف حضرموت امام اختبار جديد لا يقل اهمية عن معركة التحرير. فبينما تنتصب مشاريع ضيقة تسعى للهيمنة على قرارها تجد حضرموت نفسها امام حاجة ملحة لتوحيد صفها واستدعاء ذات الروح التي واجهت الإرهاب من اجل تحصين مستقبلها وقرارها من عبث الاجندات الخارجية والحسابات الفئوية.

 

إن وحدة حضرموت لم تعد ترفًا سياسيًا بل باتت ضرورة استراتيجية ويمنحها مشروع اليمن الاتحادي فرصة واقعية لتعزيز إرادتها وإبراز نموذجها الحضاري كشريك فاعل في صياغة مستقبل الدولة اليمنية على أسس الشراكة والعدالة والتمثيل الحقيقي.

 

حضرموت اليوم تخوض معركة استعادة القرار لا بالسلاح بل بالإرادة والوعي من اجل الا يُختطف صوتها مرة أخرى، لا باسم الدين ولا تحت شعارات السياسة. إنها معركة حضرموت التي نحبها: حضرموت المحضار وبلفقيه، حضرموت شبام ومكتباتها ومتاحفها، حضرموت العلم والنساء والرجال والعلماء.

 

فهنيئًا لحضرموت بأبنائها وبناتها الذين يواصلون النضال من اجل أن تظل حرة، موحدة، وصاحبة مشروع وطني جامع.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي