لعنة تاريخية حلت بشعبٍ قحطان العرب في غفلةٍ من زمن، ما إن اعتلى أمر أرضه الرويبضة حتى كتم الناس أنفاسهم الممثقلة، مد الشيطان حبالهم حتى باتوا يتحدثون باسم اليمن! كالرويبضة التي دل عليها حديثٍ الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال " سيأتي على الناس سنوات خداعات، ينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال الرجل التافه يتحدث في أمر العامة"..
سلوكيات جماعة الحوثي المتناقضة، باتت السُنَّة التي يراها الناس تطبيقًا للحديث على الواقع المُرير، الأمر من ذلك أنهم يعتقدون أنهم أصحاب حق من الله، يتسللون من صنعاء ذهابًا وإياب يدَّعون تمثيل اليمن في مناسبات يرتادوها ويديروها بصفاقة طائفية عرقية ومذهبية لم يمارسها إلا أطنابهم في العراق، بلد الأمجاد الذي حولوه إلى خرابة، وأحالوا عاصمة الدولة العباسية بعد أن كانت حاضرة الدنيا إلى مزبلة تملأها القمائم وتسكنها الحشرات من كل نوع..
عصابة منفلتة تفتقر إلى أبجديات الضبط القيمي والأخلاق الديني والمعرفي، ذهبت لتشييع حسن نصر الله الذي دفنه الشعب اللبناني في مزابله فرحًا منذ أن سمع بمقتله وذهابه إلى الجحيم..
ذهبوا ودموعهم تذرف وقلوبهم تخشع ورؤوسهم منكسة عند أقدام حفيدة نصر الله، مقامات حزن ودموع لم يقفوها ولم يذرفوها عند مقتل صالح الصماد أو كل من ذهب ضحية لجنونهم في الحرب ضد الشعب اليمني الصابر بل يرغمون الناس على الزوملة والرقص عند تشييع أقاربهم وفلذات أكبادهم إلى مثواهم الأخير..هنا فرح بالموت ورقص وهناك دموعٌ ونشيج!!
.
يكفر شاعرهم السلالي الجنيد في شعره، يقارن نعش الهالك حسن بعرش الرحمن، واجتماع أولو العزم من الرسل لتشيعه وبأن الملائكة ستحمله على أكتافها إلى مثواه الأخير ، نفاق وكفر لم نسمعه إلا عند تشييع جنازة حافظ الأسد هنيئًا لرسول الله بقربك يا زعيم الأمة يردد المذيع ويزيد عليها كاد أن يقول أن الله سيحتفل بمقدمه ويفتح له أبواب الجنة بيده..
ذهب أحد الأذناب المعزيين بعيدًا ليقول فداك الشعب اليمني يا حسن، وكأن الشعب اليمني قطيع في حضيرة أبيه وأمه كي يذبحه ترضيةً للشياطين القتلة، يتزلف والشعب اليمني كله يبصقه يلعنه ويسخطه على الوسائط كلها!!
يتحدثون على أسماع الدنيا وأشداقهم تتلوى مرتعشة بالحزن دون خجلٍ على قاتل النساء والأطفال في اليمن وسوريا والمتسبب بخراب لبنان وتعطيله لصالح ملاليه في إيران ومشاريعها التوسعية في المنطقة على حساب كرامة الشعوب أمنهم واستقرارهم..
في صنعاء يلبسون لبوس الرجال يتقمصون شخوصهم يزبدون ويرعدون وفي لبنان يلبسون العباءات ينوحون كما تفعل الثكالى عند فقدان بعولها، في طهران يلعقون أيدي الملالي ويقبلون عباءاتهم وفي صنعاء يرغمون الناس على تقبيل أياديهم والتمسح بأضرحتهم حيهم وميتهم..
ختامًا: هم كما هم يمارسون الغش الديني إذ لا يؤمنون بالله إلا كمانحٍ للسلطة لا مستحقًا للعبادة، ويؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم كجد للسلالة لا رسولاً للعالمين رحمة وعدالة، ويؤمنون بالقرآن كتوليفة لبراهين دالة على أن الحكم فيهم دون سواهم، وفي المجمل يؤمنون بالإسلام كدين يمنحهم الأفضلية العرقية لا دين كرم الله به بني آدم وحملهم في البر والبحر!
-->