الرئيسية > نوافذ ثقافية > في متاهة الذات المفقودة

في متاهة الذات المفقودة

" class="main-news-image img

 

 

 

 

وحدك

هناك..

في اتساع لا يحده مكان،

تذبل..

عين تبحث في العدم عن شيء،

عن ذاتٍ غائبة.

فراغٌ..

عتمةٌ خانقة،

خواءٌ يلتهم كل ما فيك.

 

آمالٌ..

فقاعات صابون تفرقع في الهواء،

علاقاتٌ..

أغصان يابسة تتكسر في مهب الريح،

فشلٌ..

يخيم كثيفًا،

وخسارةٌ..

موجة تجرف كل ما تبقى.

 

تبحث عنك..

في المرايا الصدئة،

في الوجوه الشاحبة،

ولا تجد سوى سؤالٍ مرير:

من تكون؟

تبلدٌ..

يغلف المشاعر بجليد،

وكراهيةٌ..

تتضخم في الأعماق،

بلا سببٍ واضح.

 

تبحث عن الحب..

عن نبض الحياة،

عن جمالٍ شارد،

عن ودٍ مفقود،

عن نغمٍ يداوي الروح.

 

فلا تجد..

سوى الفشل يتربص،

صدودٍ كالجبال،

حلمٍ معلق على حافة الهاوية،

رغبةٍ مكبوتة،

إرادةٍ ذابلة.

تكره ذاتك..

بضراوة لم تعرفها لشيء،

حولك..

هالة سوداء من المقت،

ظلام الكراهية يخنق الأنفاس،

دون أن تفعل..

ما يستحق هذا العذاب.

 

تناشد الموت..

رجاءً خافتًا،

لكنه هو الآخر..

يدير وجهه.

في واقعٍ..

يغلي كمرجل،

يمجك العالم..

يلفظك غريبًا،

وأنت تفرد جناحيك المكسورين،

تفتح قلبك المدمى،

تمد يديك المرتعشتين.

فقط أود أن أذهب بعيدًا..

إلى حيث يغيب الوعي،

أن أنسى..

أن يتلاشى إدراكي المرير،

في رعب الوجود..

بين الخلود السرمدي،

والعدم المطلق.

 

فقط أود أن أرتاح..

أن أنسى كل شيء،

حتى ظلي الشاحب،

حتى إدراكي لذاتي المنهكة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي