ليلة استسلام الحوثي لليهود

أحمد الشميري
الثلاثاء ، ٠٦ مايو ٢٠٢٥ الساعة ١١:١٠ مساءً

 

هل فهمت اللعبة يا شعب اليمن، الحوثي وإيران وأمريكا واليهود حلفاء لتدميركم لقتلكم، أمريكا منعت تحرير الحديدة لكنها دمرت الموانئ والمؤسسات بالكامل، منعت تحرير صنعاء لكنها دمرت كل البنية التحتية بإحداثيات قدمها حوثيين.

اليوم انتهت مهمة الدمار واستسلم الحوثي بتوجيهات إيرانية، استسلم الحوثي لأن الاتفاق بين إسرائيل وإيران كان على تفكيك الدول الإسلامية والعربية واستهدف مقدساتهم طوال العشر السنوات الماضية، لقتل شعب سوريا، لقتل شعب اليمن الذي كان الصوت القوي والشجاع والعملي طوال عقود من الزمن بمواقفه مع قضايا الأمة العربية والإسلامية، وقالها مسؤولون أمريكيون في عام 2003 شعارات الحوثي لا تستهدفنا.

استسلم الحوثي لأن إيران نجحت في تحقيق أحلام إسرائيل بتنفيذ خطتها للسيطرة الكاملة على غزة، استسلم الحوثي لأن كل المصانع والمشاريع التنموية التي شيدت عقب الثورة اليمنية دمرت بالكامل، لأن المطار والكهرباء والموانئ دمرت، لإن اليمن عاد إلى فترة ما قبل عام 1962م، جاهل، ومدمر وضعيف وخائف وذليل وجائع.

استسلم الحوثي لأن المفاوضات حول البرنامج النووي تجري بشكل كما هو مخطط لها، وما مهلة الأربعة الأيام وما حل بعدها من دمار باليمن كان هدفه تحسين موقف إيران التفاوضي، وايضاً خوفاً على بقية الموانئ الإيرانية بعد انفجار ميناء رجائي ببندر عباس. 

لولا إيران والحوثي وحزب الله لما تعاظم نتنياهو وتجبر وأباد غزة، لولا إيران والحوثي وحزب الله لما قصف نتنياهو اليمن وجاب في أجوائها ولم يتعرض حتى لطلقة نارية من سلاح كلاشنكوف أو من قناص يراقب أطفال تعز ليقنصهم في غفلة وهو يتزودون بالمياه.

هل فهم الشعب اليمني اللعبة والمؤامرة التي تحاك ضده، ربما كانت الشرعية أكثر ذكاء في هذا الصراع وحرصت على عدم الانجرار في الحرب لأن المشروع واضح.

اعتقد أن الاتفاق لن يدوم إلا في حالة واحدة أن الحوثي التزم للأمريكان والإسرائيليين بالعودة لتنفيذ الأجندة بإبادة الشعب اليمني والاتجاه نحو مأرب والضالع وتعز ولحج تحت مبرر تحرير غزة، فهذا المشروع المطلوب منه والذي كان ايضاً مطلوب من حزب الله في سوريا، وبطبيعة الحال الحوثي لا يعيش إلا على الحروب ولن تكون نهايته إلا على يد الشعب اليمني وقريباً جداً، لأنها وصلت عند الجميع إلى الحلقوم ولم يعد هناك مزيداً من الصبر ما لم يسلم سلاحه وسيتسلم كما استسلم لليهود والأمريكان.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي