تعز .. قضية عبث وإهمال ما تحملها ملف

سميه الفقيه
الخميس ، ٠١ مايو ٢٠٢٥ الساعة ٠١:٠٠ مساءً

 

تعز، بات الإهمال واضحًا على كل معالمها واتجاهاتها، والتجاهل لما ينفع الناس فيها أضحى يطغى على أسواقها و شوارعها وأزقتها وأرصفتها وكل شبر فيها، وفي المقابل هناك سلطة محلية غائبة تمامًا عن خدمة تعز، لا مشاريع لا اهتمام لا نظافة لا إعمار ، لا تنمية، وكأن كل ما تغوص فيه تعز من كوارث ليس من مهامها، وكأنها ضيف شرف متفرغة للماحكات الحزبية وتصوير المواكب الوهم والنشر والكذب وإيهام الناس بأنها خدام تعز، إلا أن الواقع يحكي عكس ذلك، يحكي مأساة مدينة تغوص في قماماتها واختناقاتها المرورية وأمراضها وأوبئتها ، وحدث ولا حرج.

 

في تعز أينما نولي الحرف نلقى وجهاً من ألم، وحيثما نولي الكلمة نلقى وجهاً من ندم، حتى بات وجه المدينة نائياً أجرداً يعاني نتوءات الزمن وتقيّحات المكان، في مدينة هجرها كل حلم وغاص في تقيحات الواقع القبيح، ولم يبقَ منها سوى أطلالًا تبكي بعضها بعضا، وصارت النظافة فيها موسمية وكأنها شيء زائد عن الحاجة، أو شيء ثانوي لا أهمية له. فرغم مرور السنوات وتطور العالم من حولنا إلا أننا ما زلنا نبحث عن نظافة المدينة ونتمحور حول نظافة الشارع والحارة والرصيف، ولم نتعداها لشيء غيره من البناء والنماء والتطور..

 

بين الفينة والأخرى نسمع عن إضرابات لعمال النظافة لأسباب كثيرة جداً يدخل من ضمنها العبث والفشل والفساد الإداري وتضارب المصالح والتي تكون نتيجتها الحتمية تكدس القمامة في كل تعز، في مشهد متكرر عجز كل القائمين على أمور تعز عن تلافيه وحل مسبباته .. وإن حدث انفراج نسبي وحل مؤقت لإضرابات العمال لا تفتأ أن تعود من جديد لتعود تعز للغوص في القمامة.

 

والسؤال الدامي هنا هو: إلى متى ستظل النظافة في تعز استثناء وليست بشكل دائم وواجب يحتم على الجميع القيام به والالتزام به من أكبر رأس في تعز إلى أصغر رأس؟.. 

 

وإلى متى ستظل النظافة رهينة إضرابات تذهب واضطرابات ترجع دونما وجود حلول ناجعة لهذا العبث الحاصل في تعز؟..

 

 من المتسبب وعلى من تقع المسؤولية وإلى متى؟..ولماذا تعز تغافل عنها أهلها والمسؤولون عنها سواء في المجالس المحلية والبلدية ومكتب النظافة والتحسين ومشروع النظافة الذي تناوشتهم الأحقاد والمصالح الفردية والفساد، هذا الغول الذي هدم تعز حتى النخاع؟، وهل بات وجهها وهي بهذه الحالة يشرّفهم؟، وهل ما زالوا يجرؤون أن يظهروا به على الغير؟، ألا يخجلون وهم يمرون منها ذهابًا وإيابًا وهي بهذا النتن في كل حدب وصوب وإن حدث ونُظفت ساعة تُركت وأُهملت شهورًا وسنينًا أخرى؟

 

حقيقة، أن الأسئلة بدت كوخز الشوك يطعن أكبادنا وكحريق يكوي الروح كيا ونحن نرى تعز وقد عجز الجميع عن الانتصار لها ,إلا من رحم ربي, وقد شارفت أن تتحول لكارثة بيئية بكل المقاييس تهدد التعزيين بالتلوث البيئي والصحي وتجعل تعز مدينة موبوءة دائما وأبدا لولا بعض المحاولات لانتشالها من واقعها الضحل هذا، لكنها أيضاً تغدو محاولات موسمية سريعًا ما تذوي وتعود تعز لسيرتها الأولى من تكدس القمامة.. 

 

وفي تعز النظافة ليست براميل قمامة ومقلب فقط، بل أن للنظافة المفقودة في تعز وجوه وأسرار وخبايا كثيرة، ولا ندري إلى متى ستظل تعز قضية فساد وعبث وإهمال ما تحملها ملف بوجود سلطة محلية ومحافظ ك"شاهد يشوف كل حاجة" لكنهم لا يقدمون شيئًا لتعز سوى التجاهل والسبات كسبات أهل الكهف؟!.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي