تفاءل البعض بأن يكون اتفاق وقف الهجمات على الملاحة في البحر الأحمر بين الحوثيين والولايات المتحدة بداية لاستقرار اليمن وتهدئة المنطقة. لكن، بعد ساعات من الاعلان، تبددت الآمال مع تأكيد الحوثيين، عبر محمد عبدالسلام، رئيس وفد مفاوضاتهم، أن الاتفاق لا يشمل اسرائيل، وأنهم سيواصلون استهداف سفنها ما دامت الحرب على غزة مستمرة. هذا الموقف اثار تساؤلات عن نوايا الحوثيين ومدى التزامهم بالتهدئة. سرعان ما تصاعدت الاحداث، حيث شن الحوثيون هجماتهم على اسرائيل، وإن كانت دون اضرار كبيرة، لكن الرد الاسرائيلي جاء مدمرًا. غارات جوية استهدفت البنية التحتية اليمنية مخلفة خرابًا واسعًا ومعاناة مضاعفة للشعب اليمني. في الوقت ذاته فأن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،٩ كانت قد اكدت أن بلاده سترد بقوة على اي تهديد، منذرة بمزيد من التصعيد إذا استمر الحوثيون في هجماتهم. هذه التطورات تكشف حقيقة واضحة: بأن الحوثيين لن يجنحوا للسلام ولا يهمهم مصير اليمنيين، فبينما يرزح الشعب تحت وطأة الفقر والجوع والنزوح، يصر الحوثيون على مغامراتهم العسكرية، غير عابئين بتحويل اليمن الى ارض محروقة مستباحة للضربات الاسرائيلية. هذه الضربات دمرت منشآت حيوية، وجعلت اليمنيين يدفعون ثمن التصعيد غاليًا وسط الخوف والهلع وتدهور الأوضاع المعيشية.
ان استمرار الحوثيين في استهداف إسرائيل، رغم الاتفاق الأمريكي، يؤكد أن هدفهم إدامة الفوضى وخدمة الاجندات الإيرانية على حساب اليمن. وان الاتفاق الذي كان يُفترض أن يوقف الهجمات، تحول إلى شرارة تصعيد أخطر. إذا لم تُبذل جهود دولية جادة للضغط على الحوثيين وداعميهم، فإن اليمن سيغرق في دوامة دمار لا نهائية. والسؤال يبقى: هل ستكون الايام القادمة بداية حل، ام مزيدًا من الخراب؟
-->