يهتفون بأصوات شاحبه تلاحقهم خطوات مرعبة ، لم ترحم براءة طفولتهم تلك الوجوه المتوحشة التي لا حقتهم لأنهم قالوا لا لما يحدث .
حقاً لقد شيد الانسان القوي للإنسان الضعيف سجون وسلاسل و ووحوش تعذيب وسماها قانون للظلم بإسم القانون وسلب منه جوهره .
استيقضت في ساعات الصباح وخرجت إلى شرفة المنزل في مدينة قعطبة لأشاهد حال الطبيعة وعندي أمل بيوم جميل ، شرد بصري و بقيت أتابع المشهد بانتباه ، شاهدت ألة حفر وهي تعمل وأطفال ينادون بكلمات ممنوع والخوف والرعب يسكنهم وحناجرهم الشاحبه تخفت وأقدمهم تتعثر. ومسلحين يلاحقوهم وتراجعوا إلى أن اختفوا عن الأنظار وبين فترة يكرروا ذلك ، توقف صاحب ألة الحفر عن العمل وترجل منها وارغموه للبقاء إلا أنه رفض وغادر بمفرده لمغادرة المكان وابتعد إلا أن شخص كان ينادي أسحبوه ليعود للعمل أقترب منه مسلح وحاول اقتياده لكنه رفض ، تقدم مسلح آخر نحوه بخطوات سريعة ووجه بندقيته نحو رأس سائق الة الحفر، اغضمت عيني خوفاً من مشاهدة الدم ، فتحت عيني وكأني في فلم ، جروه للعودة للعمل لكنه أصر على الرفض والمغادرة ويقول أنا ممنوع كيف اشتغل ، لم يمنعهم أحد أثناء ما حصل الكل يتفرج ومصدوم مما حصل كصدمتي ..
بعدها وصل مدير مكتب اراضي الدولة وترجل من على سيارته ومنعهم عن العمل ، هرع المسلحين نحوه حاولوا أخذ بندقيته لكنه قاوم بالرغم من تقدمه بالسن ، كانت فرصة لسائق ألة الحفر أن يغادر المكان .
لاحظت شخص مسلح على متن دراجة نارية يأتي ليلقي نظره ويغادر وهكذا دفعني الفضول أساله ايش معك قال هذه ارضي وانا امنعهم ويرفضوا ولا احد يستجيب ويحاولوا اخذها بالقوة ومافيش دولة ولا قانون ظلم يا أخي و ملامح القهر والوجع تظهر على وجهه .
ما حصل لصاحب ألة الحفر أدمى قلبي كثيراً و ظل المشهد عالق في ذاكرتي ولم أصدق أن كل هذا يحصل في البلاد وأن القانون يطبق على الضعيف .
صدقوني هذه قصة واقعية دون كلماتها قلبي لكن صدمت عندما علمت عن صفة من يقف وراء كل هذا الظلم ..
-->