مرة اخرى- كيس ليمون امام اشارة مرور!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
السبت ، ٠١ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ١١:٢٨ مساءً

في عام 1995 تكونت شركة طيران خاصة رخيصة بريطانية اسمها ايزي جيت و مقرها لوتون بريطانيا. توسعت الشركة بخطوطها و خدمتها الرخيصة على كل مدن اوروبا بسبب الاتحاد الاوروبي و انفتاحه كدول. سعر التذاكر فيها بين الدول ارخص من تذاكر القطارات بين مدن المانيا مثلا . اليوم تمتلك الشركة 266 طائرة من انواع الايرباص والبوينج ومقدمة على طلبيات شراء 157 طائرة جديدة لتتوسع اكثر. احدكم سوف يقول ياخي، الذي يدير تلك الشركة عقل اوروبي اشقر، حرام عليك تقارنه بنا شوف لك مثال اخر.

طيب نشوف الهند، فالهند قوة صاعدة مثل الصاروخ برغم انها تعتبر من دول العالم الثالث، يعني قبل 25 سنة كانوا كمتوسط دخل فرد، واقول متوسط دخل افقر منا، فيها شركات طيران متعددة، ناخذ واحدة كمثال، للننظر لماذا ينجح غيرنا من الصفر. شركة انديجو الهندية تأسست في 2006 والان معها 306 طائرة وتم توقيع اتفاقية مع ايرباص لشراء 500 طائرة بقيمة 50 مليار دولار وهدفها أن ترفع العدد إلى 1330 طائرة . الان بيقول واحد منكم حرام عليك ياشيخ، كذا سوف تجيب احباط لنا، تقارن الهند بنا وانت تعرف ان الطيران اليمني تأسس بصراحة قبل استقلال الهند وتم اعادة الترتيب بعد الثورة، لكن نحن علينا بس نصبر لاننا نعيش منعطفات خطيرة ولذا صبرك علينا. طبعاً اخي، هذا المثال لنا مش نجاح ولا شيء، لاننا نحن اصل العرب وهذا اهم . في عندك مثال لمن هو افقر منا بدخله القومي لنتأكد اننا جيل فاشل ومن عقود وان عقولنا لاتعمل مثل بقية البشر.

إذا ننظر الى اثيوبيا فقبل 25 سنة كانت افقر من اليمن ب 4 مرات اي بواقع 7 مليار دولار دخل قومي للبلاد و 40 مليون فقير ومجاعات، وفي 2016 كان دخلها القومي 74 مليار دولار اي افضل من اليمن على ماكانت عليه قبل الحرب مرتين، وفي 2019 وصل معدل الدخل القومي لاثيوبيا 90 مليار دولار واليوم تجاوز 122 مليار ونحن في حدود 19 مليار دولار اي يوازي الدخل القومي اليمني الان ب 6 مرات اي تضاعف 17 مرة عن قبل 25 سنة. ولو نظرنا لمؤسسة الطيران الاثيوبية فقد كانت قبل 25 مجرد شركة فاشلة بمعنى صفر.

أما اليوم الخطوط الاثيوبية تريد ترفع عدد طيرانها من 92 طائرة إلى 271 طائرة خلال العشر السنوات القادمة وتحقق نجاحات وحتى مطاراتها لاتشبه الدكاكين عندنا، وهم كانوا بدخلهم القومي أقل منا قبل 25 سنة والان تنهضة امامنا دولة لها مجالها ورؤيتها ومشروعها، فاين نحن منها اليوم .

نحن معنا شركة اليمنية تأسست في بعد الثورة بشكل حقيقي، اي عمرها من 1962 وبعدها صارت شركة مع المملكة، وثم دمجنا خطوط الجوية لليمن الديمقراطي فيها من أجل تتحول إلى شركة اقليمية كبيرة، وبدل من ذلك صرنا مضحكة واليوم معنا 6 طائرات.

هذه امثلة بسيطة لمؤسسات حيث نفشل نحن ونستمر بذلك، وغيرنا ينجح من الصفر. فحالنا في اليمن يشبه اسرة فقيرة معهم كيس ليمون امام اشارة مرور او معهم كم كيس زعقة وجالسين نتخاصم مع بعض على توزيع الثروة، وان العالم يستهدف تجارتنا وطموحتنا وثرواتنا وفي الاخير الوضع معنا مجرد كيس ليمون لان بناء الثروة تحتاج مشروع حقيقي لليمن وعقل حقيقي ولا اعتقد اننا نمتلك ذلك من المؤشرات من عقود عدة ودون زعل مني.

كان لدينا فرصة مثلا فيما طرح هنا نحول اليمن لمحطة ترنزيت لدول القرن الافريقي واليمن الى وسط افريقيا ومدغشقر وكان يمكن لليمنية تكون مثلها مثل اي شركة تتوسع فتصنع ثروة للاجيال وتستمر.

وفي الأخير عني افهم ان مشاكل اليمن نحن السبب فيها والسبب الجهل والارتجال وافتعال الفهم واما الخارج فهو فقط ينظر لمصالحه، ويحققها لكن بكم كرتون تمر أو تونة كمساعدات. ولذا سوف يظل تفكيرنا دائما يدور على كيس الليمون نتصارع عليه كاكبر ثروة نمتلكها ونريد تقسيمها. وعندما نتحدث عن الشراكة مع الخارج فسوف نجد امامنا منهم كم كرتون تمر وتونة.

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي