وحدها عصى الوحدة الوطنية ستلقف إفك الإمامة ومليشياتها الحوثية الأرهابية

د. عبده مغلس
الجمعة ، ٢١ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٢٦ مساءً

الاعتراف بالعلة الخطوة الأولى للعلاج، حقيقة طبية وعلميّة واجتماعية.

الذي أوصل شرعية الدولة والمشروع إلى هذا الوضع الذي نعيشه اليوم، هو تفكك صفهما كمكونات، مؤمنة بالثورة والجمهورية، والدولة اليمنية، ومشروعها الاتحادي، حيث طغت على هذه المكونات، مشاريعها الشخصية والخاصة، والحقد على بعضها البعض، على مشروع اليمن الدولة والوطن، وهو نفسه الوضع الذي جعل ويجعل من المليشيات الحوثية الإرهابية، تعتقد أنها الواقع الوحيد الذي لا واقع غيره، مما جعل ممثلها محمد عبدالسلام، في مقابلته على قناة الميادين الأخيرة، يعلن بصلف وغرور، ومراهنا  بذلك الإعلان، على تفكك مكونات الشرعية وحلفائها، بأن المليشيات الحوثية الارهابية أصبحت هي الواقع الجديد والوحيد، الذي لا واقع غيره في اليمن، فلم يعد بزعمه وجود لا للثورة والجمهورية، ولا للشرعية اليمنية، ولا للثوابت الوطنية الثلاث، المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني والدولة الاتحادية، وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار ٢٢١٦ فليس لها أي أثر أو وجود. 

وأضافت المليشيا الارهابية في بيانها في الحوار المذكور، أن هذه الثوابت المجمع عليها، وطنياً، واقليمياً، ودولياً، لم يعد لها ذكر، لا في خارطة الطريق، ولا عند تحالف دعم الشرعية، ولا المجتمع الدولي، حتى أنه وصف بيان مجلس التعاون الخليجي الأخير، حين ذكر هذه المرجعيات بأنه مجاملة دبلوماسية، وكلنا نعلم يقيناً، موقف الشرعية المعلن والواضح، المتمسك بهذه المرجعيات الثلاث، عبر خطابات ولقاءات فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد محمد العليمي، وكل زملائه أعضاء مجلس القيادة، ورئاسة الحكومة اليمنية والخارجية، وكذلك المواقف المعلنة والواضحة والساندة من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة ودولة الإمارات، والمؤسسات القيادية والدستورية والإعلامية، في كل دول التحالف، الداعم والمتمسك بخيار المرجعيات الثلاث، كأرضية للسلام والحل في اليمن، وهو أيضاً الخيار المعلن للمجتمع الدولي، عبر قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة باليمن مما ينفي قطعاً هذا الكذب المزعوم ، والذي ليس غريباً على من كذبوا على الله ورسوله وحرفوا دين الله.

نحن أمام صلف وغرور للقوة لم يسبق له مثيل في التاريخ، صلف وغرور لمليشيا إرهابية، تعلن أنها انتصرت على الشعب اليمني، وشرعيته ودولته، وانتصرت على تحالف دعم الشرعية، وانتصرت على امريكا وبريطانيا والغرب وإسرائيل، ولذا هو موقف واهم، تظن به المليشيا الارهابية، أنها في موقف القوة المطلقة، لتفرض واقعها وما تريد، وأن عليها قطف ثمار هذه الانتصارات المزعومة.

المليشيا الحوثية الارهابية وممثلها لا يقرأون التاريخ ، ونسوا أن فرعون وهامان وجنودهما وسحرتهم، كانوا واقعاً هزمتهم عصا، وتناسو أن نيرون كان واقعاً أحرق روما، فهُزم نيرون وبقت روما، وتناسوا أن امبراطورية فارس والروم كانتا واقعاً إمبراطوريا، فهزمه رعاة إبل وبدو من الصحراء، ونسوا أن هتلر ونازيته كان واقعا استولى على أوربا، فهزمه تحالف أوربا.

واقع القوة زائل لا محالة، بينما واقع الحق هو الباقي هذه سنت الله ولا تبديل لها، والمليشيا الحوثية الارهابية واقع قوة لوهم وباطل وهو زائل لا محالة.

وهنا على الحق أن يصنع واقعه في مواجهة الباطل، فأمام صلف القوة وغرورها وباطلها، ليس أمام الشرعية بكل مكوناتها، في الدولة وخارجها، من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمؤسسات الدستورية، والأحزاب والقبائل والمكونات الاجتماعية، غير توحيد الصف لاسقاط مشروع اسقاط الجميع، الذي أعلنته المليشيات الارهابية عبر ممثلها، والذي أعلنت فيه حربها على الجميع وطنياً واقليمياً ودولياً.

على الشرعية ومكوناتها التسلح بمنهج الله بكتابه، الذي لم يفرط الله به في شيئ، فهو يصف حال التمزق، الموهن للشرعية، والمضعف لها، والمشتت لجمعها وقوتها، بقوله سبحانه:

﴿فَتَقَطَّعُوۤا۟ أَمۡرَهُم بَیۡنَهُمۡ زُبُرࣰاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَیۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون ٥٣]

﴿مِنَ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعࣰاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَیۡهِمۡ فَرِحُونَ﴾ [الروم ٣٢]

﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ فَرَّقُوا۟ دِینَهُمۡ وَكَانُوا۟ شِیَعࣰا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِی شَیۡءٍۚ إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ یُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا۟ یَفۡعَلُونَ﴾ [الأنعام ١٥٩]

﴿وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخۡتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَهُمُ ٱلۡبَیِّنَـٰتُۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیمࣱ﴾ [آل عمران ١٠٥]

كما يصف منهج العلاج لحال التمزق والوهن بقوله سبحانه:

﴿۞ شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّینِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحࣰا وَٱلَّذِیۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ وَمَا وَصَّیۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَمُوسَىٰ وَعِیسَىٰۤۖ أَنۡ أَقِیمُوا۟ ٱلدِّینَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِیهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِینَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَیۡهِۚ ٱللَّهُ یَجۡتَبِیۤ إِلَیۡهِ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِیۤ إِلَیۡهِ مَن یُنِیبُ﴾ [الشورى ١٣]

﴿وَٱعۡتَصِمُوا۟ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِیعࣰا وَلَا تَفَرَّقُوا۟ۚ وَٱذۡكُرُوا۟ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَاۤءࣰ فَأَلَّفَ بَیۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦۤ إِخۡوَ ٰ⁠نࣰا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةࣲ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ یُبَیِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَایَـٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [آل عمران ١٠٣]

وعلى الجميع اليوم،التمسك بمنهج الله بكتابه، وهو الاعتصام بحبل الله، وثوابتنا الوطنية، لمواجهة فرعون العصر، المليشيا الحوثية الإرهابية، وحدها عصى الوحدة الوطنية، التي ستلقف إفك الإمامة، ومليشياتها الحوثية الأرهابية، فوحدة صف الشرعية خيارها الوحيد للنصر واستعادة اليمن. جمعتكم جمع للصف وتحقيق الوحدة الوطنية.  

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي