إجراءات البنك المركزي ستذهب أدراج الرياح

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ٠٣ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:١٦ مساءً

الإجراءات الأخيرة التي إتخذها وأعلن عنها البنك المركزي فرع عدن بوقف التعامل مع بعض البنوك في صنعاء ، وسحب العملة النقدية القديمة وإستبدالها بأخرى جديدة أظنها إجراءات يـُخال بأن باطنها فيها الرحمة لمناطق الشرعية وظاهرها من قـِبـَلها العذاب لمناطق حكومة صنعاء ، كما أن فيها تساؤلات لا تستطيع إدارة البنك المركزي فرع عدن الرد عليها أو تبريرها لأنها ببساطة وفي رأيي بأنها إملاءات فـُرِضـَت عليها من قوى خارجية تريد الإصطياد في الماء العكر وإجهاض خارطة الطريق للسلام في اليمن كما يقال بأنها تطبخ على نار هادئة لدول إقليمية ، وهكذا حتى تستمر مسرحية الأزمة اليمنية المكتوبة بسيناريو هزلي لقوى دولية تستهدف اليمن وشعبه .

 

     والأسئلة التي تدور في خلدي ومثلي الكثيرون لماذا تأخرت هذه الإجراءات حتى ظهرت في هذا التوقيت ؟ وهل هذه الإجراءات ستضعف موقف حكومة صنعاء إقتصادياً ويتهاوى ريالها للحضيض كما هو الحال الحالي المعاش لريال الشرعية ومن ثم نرى ريالها قد إستعاد عافيته وينقلب السحر على الساحر ؟ ، وهل حكومة صنعاء ستستسلم للأمر الواقع وتتعاطى مع الوضع الجديد وتبدأ تنهار إقتصادياً ؟ ، وهل حرب الشرعية الإقتصادية ستجني ثمارها وتؤتي أكلها كما لم تفعلها حربها العسكرية ضد حكومة صنعاء ؟ .

 

     الحركة الحوثية لم تـُصْنـَع من قـِبـَل القوى الدولية إلا لتبقي البعبع لبعض الأنظمة فبالتالي لن تقف هذه القوى مكتوفة الأيدي أو بموقف المشاهد لترى صنيعتها تنهار إقتصادياً وهي من وقفت معها ودعمتها عسكرياً ، وجميعنا يتذكر توقف العمليات العسكرية لجيش الشرعية الوطني عندما إستعاد مدينة الحديدة من مخالب قوات حكومة صنعاء ووقف على مرمى حجر من السيطرة على ميناء الحديدة ليستعيد مدينة الحديدة بمينائها ، فتدخلت بإتصال واحد تلك القوى الدولية وأمرت الجيش الوطني للشرعية بالتوقف عن إقتحام الميناء والتراجع لخطوط هي رسمتها ومن ثم أمرت الطرفين للدخول في مباحثات ستوكهولم ومالبثت تلك المباحثات زمن قصير إلا وعادت قوات حكومة صنعاء وسيطرت مجدداً على الحديدة ومينائها ، وهاهو الآن يستقبل البواخر تلو البواخر وفي الطرف الآخر تقف الشرعية اليمنية تندب حظها العاثر وضعفها الظاهر وهي ترى ميناء عدن المسيطرة عليه قد شـُلـَّت حركته وتحول إلى أطلال تسكنه القوارض والحشرات الضارة وتقتات منه القطط والكلاب .

 

     في رأيي أن القادم الذي سيكون واقع ملموس مـُعاش هو تراجع إدارة البنك المركزي فرع عدن عن قراره وإلغاء الإجراءات التي إتخذها وقرر العمل بها ومن ثم سيتهاوى الريال أكثر مما كان عليه سابقاً ، أما أولئك المتشدقين المزعبقين الذين يسمون أنفسهم محللين إقتصاديين سيتوارون خلف خيبتهم عندما قالوا أن هذه الإجراءات المعلنة ستقضي على إقتصاد حكومة صنعاء وتصيبها بمقتل ، فكل أولئك لا يعلمون ماهية الأزمة اليمنية ومعضلاتها ومن هي الجهات التي صنعت هذه الأزمة وما الغرض من صناعتها ، والخلاصة أن هؤلاء ينظرون فقط لتحت أقدامهم ولو رفعوا رؤوسهم للأفق سيكتشفون صحة كل ما قلته في مقالي هذا ، وخلاصة الخلاصة أن عنتريات إدارة البنك المركزي فرع عدن وإجراءاته الأخيرة ستذهب أدراج الرياح ففاقد الشيء لا يعطيه .

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي