البركاني في الجزائر: اليمني حامل الرآية مجددًا

محمد مارش
السبت ، ٠١ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٣ مساءً

في الجزائر ، نطق البركاني بالكلمة العالية، بضمير الشعب اليمني تجاه القضيّة الفلسطينية. بتلك اللغة الحاسمة والنبرة القاطعة ، تمكّن الشيخ سلطان البركاني من أن يشحن الوجدان القومي كما يليق بقائد يعرف روح شعبه .  اليمني بطبعه، إنسان ثري العاطفة، صادق في التضامن وأصيل في نخوته تجاه نجدة الأخرين. وهذا ما ظهر بجلاء في لغة رئيس البرلمان اليمني وهو يلقي كلمة اليمن أمام البرلمانات العربية. 

لقد نجح البركاني في إظهار الموقف الواضح للدولة اليمنية من قضية فلسطين. استطاع أن يستعيد الرآية من أيادي السلالة المتاجرة بقضية الشعب الفلسطيني. وقطع الطريق عليهم في الهمز واللمز. كان الحوثي يعتقد أنه قد نجح في التفرد بالموقف اليمني وتصدير نفسه كحامل للقضية. غير أن الأوهام لا تصمد كثيرًا والشعب اليمني لا يخلو من شخوص يملكون بصيرة ويعرفون كيف يعيدون ضبط البوصلة جيدا. 

في المؤتمر السادس والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي  بالجزائر ، صدح صوت اليمنيين كما يجب أن يكون. ولسوف تغدو هذه الكلمة مرجعية عليا يستحضرها اليمنيون كلما أرادوا التأكيد على بسالة الموقف اليمني وثباته على إمتداد الظروف والتحولات. ذلك أن وضعنا كشعب يعيش على حافة الهاوية، لا يعني إسقاط موقفنا النموذجي إزاء أعدل قضية في الكوكب، وأخر إحتلال بغيض يسرق الأرض ويقتل سكانها الأصليين. 

لقد ظنّ كثيرون أن الوضع التاريخي لليمنيين وواقعهم المرير. يمكن أن يكون سببًا لتغييب صوتهم القوي بالقرب من إخوانهم المضطهدين في بلاد الزيتون. لكنها اليمن. لكنها تعز، الولادة برؤوس مليئة بالحكمة والغضب، بالموقف العقلي وبالعاطفة الصارمة. هذا هو ما مثله الشيخ البركاني وهو يتحدث بتلك الملامح المهيبة، حيث الكلمة ممتزجة بصدق الانفعال، وحيث الموقف الكاشف لألاعيب العالم كله بدأ جليًا أمام رؤوس الأشهاد. لقد تفسخ الضمير العالمي أمام قصة إبادة شعب كامل. لكن ضمير اليمنيين، كما مثله الشيخ سلطان، حي لا يموت ولا يتشوش. 

الخلاصة: يُصاب الساسة والدبلوماسيون بالتردد وتستحوذ عليهم مخاوف كثيرة حين يمثلون شعوبهم أمام الأخرين وحين يصيغون مواقفهم تجاه قضايا المنطقة. لهذا السبب تظهر لغتهم ضبابية ومواقفهم مرتخية. لقد أفسدت السياسة مواقف بلدان ومسؤولين كثر، وصارت لغتهم مصممة بشكل صناعي وكأنهم في ساحة محكمة أو قفص اتهام يخشون حكم الإدانة أو الإعدام. وحده اليمني، ما يزال محتفظًا بكامل أنفته. وحده الشيخ البركاني، تمتع بذلك القدر من البصيرة والتلقائية الحرة. لم يخش أن يضع الأمريكان علامة استفهام حول موقفه ولا خاف من أن يحرموه من تبريكاتهم. تحدث بلغة أخلاقية شفافة وأظهر كم أن العالم المتقدم متسبب بفساد كبير في نظام العدالة. وأن  مظهر الدم وهو يسيل مشهد بالغ الوقاحة. وعليه فلا يليق بإنسان سويّ أن يتحدث عن المجرمين بتهذيب. فالتهذيب أو الدبلوماسية المخاتلة هي خيانة للدم وعبث بأرواح البشر. يومًا ما ستستعيد الأجيال مشاهدة الكلمة، وترفع رموزها كما يليق بقدرهم وبكبرياء بلد يأبى التواطؤ ويرفض الخذلان. 

تعظيم سلام للرمز اليمني الكبير/ الشيخ سلطان بن سعيد البركاني.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي