في هولندا..كانت المفاجأة!

د. عادل محمد باحميد
الاربعاء ، ٢٩ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٠ مساءً

 

لم أكن أتوقع ذلك التفاعل والاندفاع جاءوا في ليلة صيفية من كل حدب وصوب تحدوهم الأخوة والمشاعر المشتركة، ويسبقهم وداد اللحمة الوطنية، ذلك الذي تركته اللقاءت الوطنية والعلاقة الوظيفية مع الإخوة على أرض الملايو..

 

ما أعظمك يا وطني وأعظيم أهلك وناسك، فمهما طارت أطيارُك فشرّقت أو غرّبت، تبقى أنت على الدوام من يسكن مُهج قلوبها .. تأويك بين جناحيها .. تحلّقُ بك حيث طارت .. وتسكنُ فيك حيثما سَكَنَتْ وحلّت وارتحلت .. فما أجملك من وطن ..

 

كان لقاءً عفوياً مفعمًا بالصدق والتثاقف والنقاش متعدد الأبعاد عن الغربة، الوطن، والعيش في بلاد المهجر الهم الوطني، إذا باعدت المسافات بين اليمنيين جمعهم الوطن وإذا ضاقت بهم الأحوال تداعوا لإسناد بعضهم البعض، يبذل كل واحد ما بوسعه للتخفيف وإذا عجز أحدهم جادت عيونه دموعًا تعبيرًا عن لواعجه تفاعلاته وحزنه إنهم الأحبة في هولندا..

 

عرفتهم كباراً .. وعايشتهم كباراً .. وفارقتهم كباراً .. والتقيتهم اليومَ .. فوجدتهم بعد أعوامٍ ولا زالوا كباراً .. وهكذا هو حالهم على الدوام .. يكبرون بذاك الحب والولاء والانتماء للوطن العظيم .. يكبرون بأخلاقهم واتحادهم وتكاتفهم .. يكبرون بأرواحهم المتّقدة عزيمةً وإرادة .. يكبرون بقلوبهم المفعمة بحب الخير وباندماجهم الايجابي البنّاء حيثما كانوا .. 

 

أحبتي وإخوتي من سنحت لي الفرصة بلقائهم وإن كان على عجل وخلال زيارتي لهم في مملكة هولندا كانت المفاجأة.. نعم كانت ساعات قليلات .. غير أنهم غمروني خلالها بكل معاني المحبة والإخوة وكرم الضيافة وبشاشة الاستقبال .. فوجدتني وكأنما قد سافرت إلى الوطن الكبير.. وتركوني أطارد الكلمات بعد أن عجزت عن التعبير عن شكرهم والوفاء بحقهم ..

 

 فهنيئاً لهم هذه الروح الجميلة .. ودعواتي لهم بكل توفيق وفلاحٍ ونجاح في محطتهم الجديدة .. آملاً أن تعود الأطيار المحلّقات يوماً إلى أعشاشها .. فمن سيحميها ويبنيها غيركم !! .. وعسى أن يكون ذلك قريبا .

ختامًا إعتذار واجب.. 

لكل أحبتي الذين لم أتمكن من التواصل معهم أو اللقاء بهم لضيق الوقت أو بعد المسافات أو الانشغال أو سهواً أو تقصيراً غير مقصود لكم مني كل الاعتذار .. وعسى أن تلتقي دروبنا عن قريب ..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي