رسائل ومواقف اليمن.. في القمة التشاورية لعلماء المسلمين في اسطنبول!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٤ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١١:٤٠ مساءً

 

المتحدث فضيلة الشيخ الدكتور/محمد عيضة شبيبة، وزير الاوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية، إلى القمة التشاورية لعلماء المسلمين المنعقد بمدينة اسطنبول التركية التاريخية، مدينة ملتقى الحضارات..

كلّف رئيس الجمهورية الاستاذ الدكتور/ رشاد محمد العليمي، وزير الاوقاف والإرشاد، تمثيل اليمن، وحمّله رسالة اليمن للقمة التشاورية لعلماء المسلمين.. إذ قال لمعالي الوزير:

 

 "إذهبوا.. فجراح فلسطين مقدمة على جراحنا.. مأساة فلسطين مقدمة على مأساتنا.. قضية فلسطين مقدمة على قضيتنا.. ومن أجلها ننسى كل ما أصابنا..

رسالة للعلماء ولإخواننا الفلسطينيين الذين بعضهم اختلط عليه أمر اليمنين، فتحيّز للحوثي من دون مبرر، فموقف اليمن الرسمي والشعبي هو واحد سابقاً وحالياً ومستقبلا.

 وهناك رسالة للداخل اليمني، للمزايدين بغزة بالقضية الفلسطينية.. وهي رسالة صادقة وصميمية، بأن الذي يريد انتصار غزة والقضية الفلسطينية؛ لا يُثخن الجراح والآلام والقتل والحصار والتخوين، وكل أشكال والظلم ببلده وعلى أبنائه، ولا يسعى للفرقة والخلاف.

عليه أن يرتقي لمستوى فلسطين وغزة والقضية المركزية الأولى لليمنيين، وللأمة العربية والإسلامية واحرار العالم!

ومن كلّفه الأخ الرئيس، كان نعم المتحدّث والمفوّه والخطيب، فاوصل الرسالة، وبلغ الأمانة، فوضّح الموقف، وأزال اللبس، وألهب المشاعر، بأحاسيس مفعمة ومسوولة، وأحسن التوصيف، واجاد الربط، واستعمل التورية أفضل استعمال.

فلله درك يا فضيلة الشيخ يا معالي الدكتور/محمد عيضة شبيبة، يا وزير الاوقاف والأرشاد، على ما عبّرت عنه باسم كل اليمنيين في حضرة معشر العلماء في قمتهم التشاورية بإسطنبول.

 

عبرت عن الواقع باستحضارك للماضي التليّد، الذي كان الأكثر تقدماً في الإنسانية.. كلمة قصيرة واضحة، مفعمة بالأحاسيس والمشاعر، مومنة بحتمية الإنتصار، تصديقا لقول الرسول الكريم ، ناقدة بحرقة لمواقف العرب السلبية والمسلمين، معلناً موقف اليمن الصريح قيادة وحكومة وشعباً.

ومن حديث الشيخ الفاضل محمد عيضة شبيبة المعبّر عن اليمن. استلهم المواقف والرسائل الآتية:-

- موقف الرئيس واليمن هو أن فلسطين كقضية ومأساة وجراح والآم مقدمة على قضية ومأساة وجراح والآم اليمنين..

 علماً بأن شيخنا الفاضل أراد إيصال رسالة للحضور في التشابه الحاصل بين غزة واليمن، من جراح وآلام واشلاء.. لكن هناك بفعل عدو تاريخي، وهنا بفعل الحوثين الإرهابين المتمردين على الدولة والمجتمع والشعب..مآسينا هي بفعل من هم من أبناء جلدتنا الذين انقلبوا وتمردوا على الدولة اليمنية (الحوثيون) الموالون لإيران. 

- وموقف اليمن ديني وتاريخي وعروبي، وليس للمزايدة، إذ ان الرسول (ص)، قد رسم العلاقة اليمنية المميزة بالشام، فنحن أهل مدد، والشام أهل مغنم، ولا مغنم من دون مدد.. وهذا هو موقف اليمن قديماً ومستقبلاً.

- أراد الشيخ الفاضل إطلاق صرخة مدّوية لما آلت إليه الأمة في زماننا وكيف كانت عليه في زمن الجاهلية.. إذ كان الشعور الإنساني متقدماً كثيراً على ما نحن عليه.. فعدم سداد قيمة قماش من مشتري، واستغاثة تاجر زبيدي يمني في أسواق مكة، بسببه تشكل (حلف الفضول) لمناصرة كل مظلوم بالوقوف معه، والوقوف ضد الظلم والظالمين.. واليوم هناك في غزّة إبادة وسفك دماء، واشلاء تتطاير، واطفال تموت ودمار شامل.. غزة تحرق عن بكرة ابيها.. وليس هناك تحالف لا عربي ولا إسلامي ولا إنساني، مآساة.. أيها العالم ما هذا السكوت.. أولا يبكيك هذا الجبروت.. يستشهد الشيخ شبيبة.

- اعتقد انه في الفقرة السابقة.. رسالة مبطنة.. فيها دعوة لتطوير وتوسيع التحالف العربي والبناء عليه، وهو الذي وقف مع مظلومية الشرعية في اليمن وإيقاف التمدد الفارسي.. مدعو ان يقف اليوم مع مظلومية إخواننا الفلسطينيين والانتصار لهم. حتى نحاكي التاريخ باننا إنسانيين ولدينا مشاعر وضمير مثلهم .. فشكراً للمملكة التي شكلت التحالف العربي لتفعيل ميثاق الدفاع العربي المشترك لأول مرّة في اليمن.. مطلوب أيضا الأمر ذاته بشأن فلسطين.. إذ لو لم يتشكل التحالف العربي لصالح اليمن وسلطته الشرعية، لكانت البراميل تسقط كل يوم فوق رؤوس اليمنيين.

- الانتصار لفلسطين يتطلب أن تكون هذه الأمة العربية المسلمة أمة واحدة.. هدف واحد.. مشروع واحد.. قضية واحدة.. متفقة في كل صغيرة وكبيرة.. واذا نحن اختلفنا تخلّى الله عنا.. واذا تخلّى الله عنا هُزمنا.

- والفقرة السابقة تحمل بداخلها رسالة للحوثيين، لاختبار صدق موقفهم، إذ لا يمكن أن ننتصر جميعاً لفلسطين من اليمن، والحوثي يفرقنا، ويمزقنا، وله مشروع خاص به، قضيته تحقيق مصالح إيران.

 

وهنا ادعو حماس ان تتدخل بالوساطة للم الشمل بين اليمنيين بدل إظهار الميل للحوثيين على حساب أغلبية الشعب اليمني، فالمساهمة بحل مشكلة اليمنيين، هو انتصار لغزة وللقضية الفلسطينية أيضاً.

- النصر لا محالة حليف الفلسطينيين، هكذا جاء بكلمة الشيخ (شبيبة) ، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق.. فقال الشيخ .. فقط إما أن نتشرف ويكرمنا الله بأن نكون من صناع هذا النصر، أو تكون وصمة عار على جباه الأمة، لأننا خذلنا قضيتنا، وخذلنا فلسطين، وخذلنا المسجد الأقصى..اما النصر فهو آت لا شك فيه وليس عندنا شك.. لله درك أيها الشيخ الجليل.

- اليمن الشرعي يوصف (الصهاينة في فلسطين)؛ بالكيان الصهيوني اللعين المغتصب "المحتل" الإرهابي.. وليس كما يوصفه الحوثيون باعترافهم بإسرائيل عندما يقولون.. "الموت لإسرائيل" .. والفرق كبير.. موقفنا متقدم على كثير من الدول.. الحمد لله رب العالمين .

- وهنا أيضاً موقف متقدم بأن من يتعاطف مع الكيان الصهيوني الإرهابي أو يكون صاحب مرونة معه؛ فهو يتعاطف ويكون صاحب مرونة مع الإرهاب.

- واختتم فضيلة الشيخ حديثه فقال: حتى ننتصر لابد أن نتوحد.. لابد أن نترك المشاريع الداخلية التي تفتك ببعضنا البعض.. وحدوا الصف.. الخلاف دمار.. ومن العار ان يسود الدمار.

- هذا وأختم أنا بالدعوة للحوثي، واقول له تجاوب مع هذا الخطاب واترك مشاريعك الخاصة، واسعى لتوحيد الصف، وأخرج من عقلك المسيادة،والقتل وإسالة الدماء.

 لننتصر سوياً لبلدنا وفلسطين وكل قضية تحتاج لنصرة.

وتحية من الأعماق لفضيلة الشيخ (شبيبة)، على حديثه القيّم الذي يظهر إيمانه الشديد بحقن الدماء.. كيف لا، وهو من أبناء صعدة، وعاش المعاناة، وعاش تفجير المنازل، وعاش الجراح والآلام، ورأى الدماء بأم العين.

و شكرا لتركيا استضافتها للعلماء.. متمنيا للقاء العلماء الخروج بحل ينهي العدوان والحصار على غرة. والسلام..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي