مشكلاتنا في اليمن بين غياب الرؤية وارتجالية الحلول

عبدالواسع الفاتكي
الاثنين ، ٠٥ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٩:٤٦ مساءً

يكثر حديثنا عن المشكلات ، واعراضها ويتكرر هذا الكلام أكثر من مرة وبأكثر من صيغة  ، وتظل المشاكل جاثمة فوق صدورنا ، دون أن نجد لها حلا ، ويستمر دوراننا في حلقة مفرغة ، الكل يشكو ، السلطة بمختلف مؤسساتها ، والمجتمع بكافة فئاته ، إذن ما الخلل ؟  وأين تكمن العلل ؟ ما الحل ؟ وما السبيل لمعالجة المشكلات وإصلاح الاختلالات ؟ 

الشعور بالمشكلة جزء من حلها وظاهرة صحية ، تضعنا في بداية الطريق للتفكير في الحل ،  لكن في تصوري أننا نشخص المشكلة تشخيصا شكليا ظاهريا ، دون أن نغوص في أسبابها ، وإن عرفنا الأسباب في أغلب الأوقات لا نعالجها ، ونركز اهتمامنا على معالجة بعض الأعراض ، وهذا ما يجعل المشكلة تطل برأسها من جديد .

ليست مشكلاتنا لغزا لا يمكن فهمه ، ولا أحجية يصعب فك طلاسمها ، طريقة فهمنا لها وتعاملنا معها هو ما يمنحها الاستمرار أو معاودة الظهور مجددا .

الإدارة بالأهداف مثل بقية دول العالم مهما كانت الإمكانيات قليلة تؤتي ثمارها ، وتحقق نتائجا إيجابية ، فكل إدارة حينما تضع لها أهدافا واقعية ، تتناسب مع الواقع والمتاح ، وترسم لها خططا واستراتيجيات للإنجاز ، بمقدورها أن تخطو للأمام ، ولو بنسبة قليلة ، وستحقق كل عام تحسنا في الأداء على طريق الهدف الكبير صفر مشاكل .

الافتقار لقاعدة بيانات متكاملة سبب رئيس لغياب الرشد الإداري في أي مرفق خاص او عام ، وعامل من عوامل تشتت وتضارب العمل الإداري وصعوبة الرقابة والمحاسبة .

مأسسة العمل الإداري ، وتوسيع الصلاحيات ، بعيدا عن المركزية الإدارية ، التي تختزل الصلاحيات في شخص واحد أو إدارة واحدة كفيل بالاستفادة من كل الطاقات ، وتوزيع المسؤوليات ، وهو ما يحد من الاحتقان داخل المؤسسة أو الإدارة  ، ويقطع الطريق أمام الصراعات والحسابات الشخصية .

مشكلاتنا كبيرة ومتشعبة ،  وهناك دول مرت بما نمر به الآن ، وكانت تعاني مما نعاني منه ، لكنها امتلكت الإرادة ، واستغلت المتاح والممكن  ، وانطلقت ولو ببطء للأفضل ، لا يمكن أن نقضي على عللنا في وقت وجيز ،  لكن بالإمكان أن نضعها على طاولة الحل ، ونبذل قصارى جهدنا لعلاجها خطوة بخطوة ، فأن نحقق نسبة نجاح كل عام أكبر من العام الذي سبقه ولو كانت ضئلية أفضل من أن نظل نندب حظنا ، ونشكو ونتبادل الاتهامات فيما بيننا ، بينما لم نخطو خطوة واحدة نحو التشخيص السليم  لوضعنا ، ومن ثم وضع المعالجات والحلول المناسبة ،  بعيدا عن الوعود المرتجلة أو التجاهل للفشل والقصور ، أو ترحيل المعضلات   والذي يضاعف من الاختلالات ويراكم تكلفة حلها .

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي