الخميس ، ٠٣ يونيو ٢٠٢١ الساعة ١٠:٤٨ مساءً

ليس‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المبالغة‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬عمليات‭ ‬زراعة‭ ‬الألغام‭ ‬الأرضية‭ ‬التي‭ ‬نفذتها‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬منذ‭ ‬انقلابها‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬العام‭ ‬2014‭ ‬هي‭ ‬الأوسع‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬وواحدة‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الجرائم‭ ‬المرتكبة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬المليشيا‭ ‬بحق‭ ‬حاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬اليمنيين‭.‬

لقد‭ ‬زرعت‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية‭ ‬الألغام‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬أليها،‭ ‬واندحرت‭ ‬منها،‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭. ‬تفعل‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ ‬ودون‭ ‬تفريق‭ ‬بين‭ ‬مواقع‭ ‬عسكرية‭ ‬ومدنية‭. ‬ألغام‭ ‬الحوثيين‭ ‬تتربص‭ ‬بين‭ ‬منازل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمدارس‭ ‬والمساجد‭ ‬والأسواق‭ ‬ومناطق‭ ‬الرعي‭ ‬والزراعة‭ ‬ومصادر‭ ‬المياه‭ ‬والمصالح‭ ‬العامة‭ ‬والطرق‭ ‬الرئيسية‭ ‬والفرعية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬السيادية‭ ‬كالمطارات‭ ‬والموانئ،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬وممرات‭ ‬الملاحة‭ ‬الدولية‭.‬

البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الألغام‭ ‬رصد‭ ‬سقوط‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬آلاف‭ ‬ضحية‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬بين‭ ‬قتيل‭ ‬ومصاب‭ ‬غالبيتهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والاطفال‭ ‬بسبب‭ ‬شبكة‭ ‬الألغام‭ ‬التي‭ ‬زرعتها‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية،‭ ‬كما‭ ‬خلفت‭ ‬تلك‭ ‬الألغام‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬مبتوري‭ ‬الأطراف‭ ‬وتركتهم‭ ‬بإعاقات‭ ‬جسدية‭ ‬دائمة،‭ ‬ولم‭ ‬تسلم‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬المواشي‭ ‬التي‭ ‬نفق‭ ‬الآلاف‭ ‬منها‭ -‬أبقار،‭ ‬أغنام،‭ ‬جمال‭- ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الرعي‭ ‬بمحافظات‭ ‬الحديدة،‭ ‬مأرب،‭ ‬الجوف،‭ ‬الضالع،‭ ‬وشبوة‭.‬

وخلفت‭ ‬تلك‭ ‬الألغام‭ ‬الحوثية‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬المؤلمة‭ ‬لضحايا‭ ‬مدنيين‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬والكهول،‭ ‬ومآسي‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تنتهي،‭ ‬إحداها‭ ‬مأساة‭ ‬الطفل‭ ‬‏ناصر‭ ‬محمد‭ (‬13‭ ‬عام‭) ‬والذي‭ ‬يحمل‭ ‬على‭ ‬جسده‭ ‬ندوبا‭ ‬غائرة،‭ ‬وفي‭ ‬قلبه‭ ‬جروحا‭ ‬بليغة‭ ‬جراء‭ ‬وقوعه‭ ‬فريسة‭ ‬لغم‭ ‬حوثي‭ ‬بعد‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬منزله‭ ‬للعب‭ ‬مع‭ ‬أصدقائه،‭ ‬انطلقت‭ ‬شظايا‭ ‬لغم‭ ‬نحوه‭ ‬ففقأت‭ ‬إحدى‭ ‬عينيه،‭ ‬ليبقى‭ ‬بعين‭ ‬واحدة‭.‬

اللاأخلاقية‭ ‬في‭ ‬زرع‭ ‬الالغام‭ ‬

لكن‭ ‬حتى‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬المكلفة‭ ‬برصد‭ ‬الألغام‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬حجم‭ ‬الكارثة‭ ‬والأعداد‭ ‬الفعلية‭ ‬لضحايا‭ ‬ألغام‭ ‬الحوثيين‭. ‬

وقد‭ ‬أكدت‭ ‬التقارير‭ ‬الحكومية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ (‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الألغام‭) ‬أن‭ ‬الألغام‭ ‬التي‭ ‬تزرعها‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬مخازن‭ ‬وعتاد‭ ‬الجيش‭ ‬اليمني‭ ‬قبل‭ ‬2014،‭ ‬وان‭ ‬تلك‭ ‬الألغام‭ ‬صُنعت‭ ‬محليا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحوثيين‭ ‬بإشراف‭ ‬خبراء‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬وحلفاءه‭. ‬

وأفاد‭ ‬مدير‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الألغام‭ ‬العميد‭ ‬ركن‭ ‬أمين‭ ‬صالح‭ ‬العقيلي،‭ ‬أن‭ ‬مليشيا‭ ‬الحوثي‭ ‬استخدمت‭ ‬مادة‭ ‬نترات‭ ‬الأمونيوم‭ (‬وهي‭ ‬مكون‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬المتفجرات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬التلغيم‭) ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مادة‭ (‬TNT‭) ‬كمادة‭ ‬متفجرة‭ ‬بداخل‭ ‬الوعاء‭ ‬المعدني‭.‬

كانت‭ ‬اليمن‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬حضر‭ ‬الألغام‭ ‬المضادة‭ ‬للأفراد‭ ‬“اوتاوا”‭ ‬عام‭ ‬1997،‭ ‬وأصدرت‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬تجرم‭ ‬وتحرم‭ ‬صناعة‭ ‬وتصميم‭ ‬واستيراد‭ ‬وتصدير‭ ‬وحيازة‭ ‬ونقل‭ ‬وزراعة‭ ‬هذه‭ ‬الألغام،‭ ‬وتم‭ ‬تدمير‭ ‬مخزون‭ ‬الجيش‭ ‬اليمني‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2007،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قيام‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية‭ ‬بتصنيع‭ ‬وزراعة‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الألغام‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬التقدم‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وأعاد‭ ‬الأوضاع‭ ‬لنقطة‭ ‬الصفر‭ ‬ووضع‭ ‬اليمن‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الموبوءة‭ ‬بالألغام‭.‬

والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬قيام‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية‭ -‬بإشراف‭ ‬خبراء‭ ‬مدعومين‭ ‬من‭ ‬إيران‭- ‬بتحويل‭ ‬الألغام‭ ‬المضادة‭ ‬للآليات‭ ‬إلى‭ ‬ألغام‭ ‬مضادة‭ ‬للأفراد‭ ‬عبر‭ ‬إيصالها‭ ‬بصفيحة‭ ‬ضغط‭ (‬دواسات‭) ‬تنفجر‭ ‬تحت‭ ‬ضغط‭ (‬3‭) ‬كجم،‭ ‬أي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تفجرها‭ ‬وطأة‭ ‬قدم‭ ‬طفل‭ ‬صغير‭. ‬

وقد‭ ‬قامت‭ ‬المليشيا‭ ‬أيضا‭ ‬بتصنيع‭ ‬العبوات‭ ‬الناسفة‭ ‬المبتكرة‭ ‬من‭ ‬متفجرات‭ ‬تقليدية‭ ‬كالصواريخ،‭ ‬وقذائف‭ ‬الدبابات،‭ ‬والمدفعية‭ ‬بعد‭ ‬ربطها‭ ‬بآلية‭ ‬تفجير،‭ ‬وتمويه‭ ‬الألغام‭ ‬والعبوات‭ ‬الناسفة‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬صخور‭ ‬لمحاكاة‭ ‬الطبيعة،‭ ‬وصناعة‭ ‬القنابل‭ ‬الأنبوبية‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬البولي‭ ‬فينيركلوريد‭ (‬من‭ ‬أنواع‭ ‬البلاستيك‭) ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬كجم‭ ‬من‭ ‬المتفجرات‭. ‬

وغالبا‭ ‬ما‭ ‬تستخدم‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية‭ ‬تقنية‭ ‬المجسات‭ ‬الحرارية‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬العبوات‭ ‬الناسفة‭ ‬والألغام‭ ‬التي‭ ‬تزرعها‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬صخور‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬العامة‭ ‬دون‭ ‬تفريق‭ ‬بين‭ ‬هدف‭ ‬عسكري‭ ‬ومدني‭ ‬أو‭ ‬رجل‭ ‬وامرأة‭ ‬أو‭ ‬كهل‭ ‬وطفل‭ ‬أو‭ ‬إنسان‭ ‬وحيوان،‭ ‬إذ‭ ‬تكفي‭ ‬حرارة‭ ‬جسد‭ ‬الضحية‭ ‬لتفعيل‭ ‬الصاعق‭ ‬فتنفجر‭ ‬العبوة‭ ‬الناسفة‭ ‬بمجرد‭ ‬اقتراب‭ ‬الضحية‭ ‬منها‭.‬

يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬وطأة‭ ‬قدم‭ ‬على‭ ‬أسلاك‭ ‬الضغط‭ ‬إلى‭ ‬تفجير‭ ‬العبوات‭ ‬الناسفة،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬تفجيرها‭ ‬بواسطة‭ ‬جهاز‭ ‬التحكم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭.‬

وفي‭ ‬مسعى‭ ‬منها‭ ‬لاستهداف‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الفرق‭ ‬الهندسية‭ ‬لنزع‭ ‬وتطهير‭ ‬الأراضي‭ ‬اليمنية‭ ‬من‭ ‬الألغام‭ ‬وإيقاع‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬بين‭ ‬المدنيين،‭ ‬قامت‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية‭ ‬بتعديل‭ ‬الألغام‭ ‬الأكبر‭ ‬حجما‭ ‬لتتضمن‭ ‬جهازا‭ ‬مضادا‭ ‬للرفع،‭ ‬حيث‭ ‬تنفجر‭ ‬بمجرد‭ ‬محاولة‭ ‬إزالة‭ ‬اللغم‭.‬

هذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬الحوثي‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬البر،‭ ‬فقد‭ ‬قامت‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية‭ ‬بتصنيع‭ ‬الألغام‭ ‬البحرية‭ ‬وزراعتها‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ومضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬لاستهداف‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬وناقلات‭ ‬النفط‭ ‬وتهديد‭ ‬خطوط‭ ‬الملاحة‭ ‬الدولية‭.‬

وسُجلت‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الماضية‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬اصطدام‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬وقوارب‭ ‬الصيد‭ ‬بالألغام‭ ‬البحرية،‭ ‬ومقتل‭ ‬وإصابة‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الصيادين‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الشريط‭ ‬الساحلي‭.‬

وأعلنت‭ ‬القوات‭ ‬المشتركة‭ ‬للتحالف‭ – ‬تحالف‭ ‬دعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭- ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬عن‭ ‬اكتشاف‭ ‬وتدمير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬150‭) ‬لغم‭ ‬بحري‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهودها‭ ‬لتأمين‭ ‬سلامة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭.‬

تطهير‭ ‬حقول‭ ‬الموت‭ ‬

لقد‭ ‬قامت‭ ‬الحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬وعبر‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الألغام‭ ‬والفرق‭ ‬الهندسية‭ ‬العسكرية‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع،‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬البرنامج‭ ‬الإنمائي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمشروع‭ ‬السعودي‭ ‬“مسام”‭ ‬لتطهير‭ ‬الأراضي‭ ‬اليمنية‭ ‬من‭ ‬الألغام،‭ ‬والدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الداعمة،‭ ‬بقطع‭ ‬أشواط‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬نزع‭ ‬وإتلاف‭ ‬الألغام،‭ ‬والتوعية‭ ‬بمخاطرها،‭ ‬وتقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬للضحايا‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاضطرابات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬سببتها‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬،‭ ‬تمكنت‭ ‬الفرق‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬مساعدة‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراء‭ ‬الجراحة‭ ‬التجميلية‭ ‬وتركيب‭ ‬الأطراف‭ ‬الصناعية‭ ‬وتوفير‭ ‬خدمات‭ ‬إعادة‭ ‬التأهيل‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬خطة‭ ‬الاستجابة‭ ‬الطارئة‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الحكومة‭ ‬استطاع‭ ‬البرنامج‭ ‬الوطني‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الالغام‭ ‬بدعم‭ ‬الأشقاء‭ ‬والأصدقاء‭ ‬تطهير‭ ‬اراضي‭ ‬شاسعة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬الالغام‭. ‬وحتى‭ ‬آب‭ /‬أوغسطس‭ ‬2020‭ ‬تم‭ ‬تدمير‭ (‬14,031‭) ‬لغم‭ ‬مضاد‭ ‬للأفراد،‭ ‬و‭ (‬621,531‭) ‬لغم‭ ‬مضاد‭ ‬للآليات‭. ‬وشملت‭ ‬حملة‭ ‬توعية‭ ‬مدعومة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬اليونسيف‭ ‬قرابة‭ ‬ال‭ ‬1‭.‬3‭ ‬مليون‭ ‬يمني‭. ‬

هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬انجازه‭ ‬من‭ ‬فرق‭ ‬النزع‭ ‬والتطهير‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬الإنمائي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الذي‭ ‬ساعد‭ ‬في‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬35,000‭ ‬لغم‭ ‬ومخلفات‭ ‬حرب‭ ‬غير‭ ‬متفجرة‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬

واستطاع‭ ‬مشروع‭ ‬“مسام”‭ ‬لتطهير‭ ‬الأراضي‭ ‬اليمنية‭ ‬من‭ ‬الألغام‭ ‬التابع‭ ‬لمركز‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬للاغاثة‭ ‬والأعمال‭ ‬الانسانية،‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬رئيسي‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬اليمنيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمكين‭ ‬النازحين‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬لمنازلهم،‭ ‬وتقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬والدعم‭ ‬الانساني‭ ‬لضحايا‭ ‬الالغام‭.‬

إن‭ ‬الاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية‭ ‬للألغام‭ ‬المضادة‭ ‬للأفراد‭ ‬والآليات‭ ‬والألغام‭ ‬المعدلة‭ ‬والعبوات‭ ‬الناسفة‭ ‬وزراعتها‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي‭ -‬دون‭ ‬خرائط‭- ‬في‭ ‬القرى‭ ‬والمدن‭ ‬الآهلة‭ ‬بالسكان‭ ‬وانتشار‭ ‬مخلفات‭ ‬الحرب،‭ ‬يشكل‭ ‬خطر‭ ‬مستدام‭ ‬يهدد‭ ‬حياة‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬ويصيب‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭ ‬بالشلل‭ ‬ويعطل‭ ‬مصالح‭ ‬الناس‭ ‬ويفاقم‭ ‬معاناتهم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ويمثل‭ ‬عائقا‭ ‬أمام‭ ‬جهود‭ ‬التنمية،‭ ‬ويمتد‭ ‬بآثاره‭ ‬الكارثية‭ ‬ومخاطره‭ ‬البيئية‭ ‬لعشرات‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬الحرب‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬الغام‭ ‬الحوثيين‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬قضية‭ ‬جوهرية‭ ‬في‭ ‬مباحثات‭ ‬السلام،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المبعوث‭ ‬الأممي‭ ‬مارتن‭ ‬غريفيث‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬خيبة‭ ‬أمله‭ ‬لعرقلة‭ ‬الحوثيين‭ ‬وداعميهم‭ ‬الايرانيين‭ ‬تقدم‭ ‬المباحثات‭.‬

فهل‭ ‬سيدير‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والامم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ظهره‭ ‬لهذه‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬سقط‭ ‬من‭ ‬جرائها‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬ضحايا‭ ‬للألغام؟

وهل‭ ‬سيقدم‭ ‬العالم‭ ‬المسئولين‭ ‬عن‭ ‬هكذا‭ ‬جرائم‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬المليشيا‭ ‬الحوثية‭ ‬للمحاسبة‭ ‬باعتبارها‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬مرتكبة‭ ‬ضد‭ ‬الانسانية؟‭  

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي