قراءة حول كلمة سيادة رئيس مجلس الرئاسة

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ١٤ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٣٧ مساءً

أثناء سماعي لكلمة سيادة رئيس المجلس الرئاسي سعادة الدكتور رشاد العليمي في إجتماعه برئيس وأعضاء مجلس الوزراء شعرت ببارقة أمل في فكفكة الأزمة اليمنية وحلها جذرياً ، وواضعاً نبراس الطريق أمام مجلس الوزراء حتى يسيرون عليه وراسماً معالم وملامح الأمل للجماهير اليمنية ومستقبل وطنهم المكلوم اليمن الكبير ، ومن لديه رؤية ثاقبة سيجد أنه قد يكون هناك خارطة طريق إتفقت عليها القوى الدولية والإقليمية والمجتمع الدولي لحل الأزمة اليمنية بشكل من أشكال الحل وأتمنى أن يكون ذلك حدساً في محله وواقع حال نراه قبل أن تفقدنا المنايا من رؤيته .

 

في رأيي المتواضع أقول أن كلمة سيادة الرئيس التاريخية قد تردد صداها في نفوس غالبية من سمعها وهذا حدسي بذلك ، ولكن أظنه لن يتحقق كل ما جاء في كلمته إلا بمحورين رئيسيين سيادته ذكر إحداهما وأنا في مخيلتي طرأ المحور الآخر ، فخاصية محوره هو ( وحدة الصف أو الإصطفاف الوطني ) أو كما قال ، أما ما طرأ في مخيلتي من محور آخر فهو سيادة القرار الوطني فيما يخص أي قضية وطنية أو قرار رئاسي يختص بتعيين أو إقالة وزير أو مسؤول حكومي .

 

 يأتي بعد ذلك مسألة إسقاط الإنقلاب وإستعادة الدولة ومؤسساتها ومسألة الموارد والضرائب والتعيينات بالمحسوبية وتقنين النفقات وإتباع سياسة التقشف وتقليص الوظائف والبعثات الدبلوماسية والملحقيات والسفارات ، كل ذلك من السهل جداً أن يتحقق إذا ما تـَجـَلـَّت المسؤولية الوطنية في نفوس كافة أعضاء المجلسين الرئاسي والوزاري وأيضاً السلك الدبلوماسي المتعلق بوزارة الخارجية ، ثم يأتي بعد ذلك الحنين للوطن والعمل من الداخل على تحقيق كل تلك القضايا وأهم قضية والقضية الأم وهي تـَلـَمـُّس متطلبات ما يخص الحياة المعيشية الكريمة للمواطن اليمني من توفير الخدمات وتعزيز قيمة العملة الوطنية وتوفير الرواتب مع نهاية كل شهر ، أما العمل من الخارج أظنه لن يجدي نفعاً فالإحساس بمعاناة المواطن سـَيـُفقـَد طالما وأن هناك حدود ومسافات بين المسؤول والمواطن .

ثمة عبارة مأساوية قالها سيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي وكانت في محلها وهي صعوبة الظروف التي تواجهها الدولة ، بالفعل هناك ظروف صعبة ولكن يجب أن نعترف بأننا نحن من صنع تلك الظروف وإستسلمنا لها وأظنه يقصد الظروف المادية ، وبالتأكيد ستكمن المعاناة طالما وأننا إتكلنا على الخارج في توفير السيولة وأهملنا ما نمتلكه من تحصيل الضرائب وتصدير النفط وتشغيل الموانئ ، وتركنا كل ذلك لعناصر فاسدة ولجهات غير كفؤة أو لجهات تصل لمستوى المليشيات تدير مسؤولية التحصيل الضريبي ، ولطالما أننا تركنا الحبل على الغارب فمن الطبيعي أن نصل لهذه الظروف الصعبة التي تعانيها الدولة .

 

وفي كلمة سيادة الرئيس المتعلقة بإنقلاب جماعة الحوثي وفي السعي لتصنيفها كمنظمة إرهابية أظن أن التصنيف لن يفيد بل الفائدة تـَكمـُن في القضاء على الإنقلاب في ميدان المعركة ، فنحن جنحنا بالسلم مع هذه الجماعة في كل منعطفات الأزمة منذُ ثمان سنوات وخلال تلك السنوات قـَوَت شوكتهم عسكرياً وسخروا كل إمكانياتهم إعلامياً لإستعطاف المجتمع الدولي وبالفعل نجحوا إلى حد ما في مبتغاهم ، وساعدهم ذلك هو العمل الرتيب في أجهزة إعلام السلك الدبلوماسي ووزارة الإعلام في الحكومة اليمنية ، فلو لاحظنا أن إعلاميي السلك الدبلوماسي ووزارة الإعلام كل إمكانياتهم هي كتابة تغريدات على منصات التواصل الإجتماعي ، أضف إلى ذلك بأن غالبية إعلاميينا لا يصلون لمستوى الحد الأدنى من الكفاءة في الصحافة والإعلام ، وماهي النتيجة ؟ كانت النتيجة هي الإستعطاف الدولي لجماعة الحوثية بنسبة مرضية لهم ونحن نتيجتنا صفر في المائة .

 

وأخيراً أقول لسيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي حقيقةً كلمتك بعثت فينا الأمل وأحيتنا من جديد بعد أن فقدنا الأمل ، وأتمنى من سعادتك أن تصيغ كلمتك وتجعلها ورقة عمل وحبذا لو تلغي عبارة الجنوح للسلم مع جماعة الحوثي ، فمن نافلة القول لا سلم ولا سلام مع جماعات إنقلابية وصدقني لن يتأتى السلام إلا بالحرب ، وأعلنها صراحة مع كل من يقف مع الشرعية اليمنية بأن الجنوح للسلم مع مليشيات إنقلابية لن يثمر بثمرة السلام بل سنجني معها أشواك الألم والكوارث الإنسانية للشعب اليمني ستضاف لمعاناته وأزماته ، ولا ننسى تذكيرك بأن كلمتك بعد أن تجعلها ورقة عمل لإصلاح ما تم إفساده ويراها الشعب اليمني واقع حال يومي  ستجعل كل الجماهير تقف معك قلباً وقالباً وستصبر على جوعها الذي أصبح رفيقهم اليومي ولن نرى ثورة الجياع الذي نرى فتيلها على وشك الإشتعال .

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي