تساؤلات لسيادة الرئيس في ذكريان الوحدة اليمنية وفك الإرتباط

علي هيثم الميسري
الاربعاء ، ٢٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٢٥ مساءً

في الذكرى الثلاثون لفك الإرتباط ألقى رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي نائب رئيس المجلس الرئاسي اليمني كلمة لأنصاره هنأهم فيها بهذه الذكرى وحثهم على الصبر والسلوان حتى يتحقق فك الإرتباط وإعلان دولة الجنوب ، وقبل أيام معدودات ألقى ذات الرئيس كلمة مقتضبة مـُلـَمـِّحاً لأنصاره بأن الجنوب قد يأتي بعد 20 عاماً ، وقبل عدة أشهر أعلن لنفس أنصاره الحالمين بعودة دولتهم الجنوبية المضمحلة مخاطباً إياهم بأن حلم إستعادة دولة الجنوب إن لم نحققه نحن ونستعيده فإن أولادنا أو أحفادنا هم من سيحققوا هذا الحلم بإستعادة دولة الجنوب ، والغريب في الأمر بأنهم وفي كل مرة يصفقون ويهللون ويكبرون وهم يتصببون عرقاً غير مكترثين بإنعدام الخدمات من كهرباء وماء وإنهيار العملة وإرتفاع الأسعار في الوقت الذي فيه زعيمهم الروحي لا يلقي لهم خطاباً إلا وأسنانه تصطك برداً جراء قوة المكيفات المحاطة به والتي ترسل له نسيمها العليل .

 

     وفي اليوم التالي أطـَلَّ علينا رئيس المجلس الرئاسي بمحياه البهي وصوته الشجي يلقي خطابه لشعبه الوحدوي يهنئهم فيه بالذكرى ال 34 لتحقيق الوحدة اليمنية ، وفي نفس الطقس البارد سيادته ألقى خطابه بكلمة مطولة لم أقراها إلا عابراً في سطورها لمعرفتي المسبقة ما سيتخللها من وعود ومواعيد وآمال وطموحات يصـَبـِّر فيهم الشعب اليمني المكلوم صبراً إضافياً ، فقد صبر الشعب اليمني منذ أن خرج على الرئيس الراحل علي عبدالله صالح بثورة عنوانها أرحل من سنينَ عجاف فاقت الإثنى عشر سنة كان قبلها لا يشعر بالفاقة أو العوز أو إنقطاع الكهرباء وشحة الماء ومرارة الغلاء وكانت العملة في زمانه مستقرة مقابل العملات الأجنبية ، وبكلامنا هذا لا نزكي الراحل بترف عيشنا وطيب مأكلنا مقارنةً مع يمتلكه وطننا وتكتنزه أرضنا من ثروات نشعر بها أننا من أغنى شعوب العالم ، لا ورب محمد بن عبداللاه ولكن كان فيها الشعب اليمني يعيش الحد الأدنى من الحياة الكريمة ولكنه تجبر وبطر وطغى وأستكبر وقال إن هذا وضع لا يؤثر فكانت أعماله بما كسبت رهينة ، فأمسى ساهراً يردد أغنية الراحل أبوبكر سالم بلفقيه : أنا سبب نفسي بنفسي جبت صبعي صوب عيني وقلت يا حافظ على عيني بعد أن كان يصبح ضامناً لقمة عيش كريمة لا يتسولها من الجمعيات الخيرية أو المنظمات الإنسانية .

 

     أما أنا أختم مقالي قائلاً لسيادة رئيس المجلس الرئاسي وأنا أتصبب عرقاً بعد أن إنطفأت الكهرباء قبل ساعات ليستمر إنطفائها سبع ساعات : أولاً يا سيادة الرئيس ألا ترى أن من عجائب وغرائب الأمور ومن المضحك في شر البلايا أن نائبك الإنفصالي يحمل صفة أخرى وهي رئيس ما يسمى بالمجلس الإنتقالي ويلقي كلمة في مناسبة عقيمة وهي فك الإرتباط ؟ ، ثانياً أليس لك الصلاحية المطلقة في إقامة إحتفال رسمي بذكرى تحقيق الوحدة اليمنية وولادة الجمهورية اليمنية ورفع علمها في سماء العاصمة عدن ؟ وحتى لا أطيل عليك ففي جعبتي الكثير من التساؤلات ولكنني سأكتفي بثالثاً : سلفك الصالح وطيب الذكر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي في عهده كان الفاسدون في ملف الكهرباء يبررون الإنطفاءات الكهربائية بتهالك محطات التوليد فأستخدم صلاحياته وسلطاته كرئيس وأصدر أوامره على الفور بشراء محطة كهربائية تغطي العاصمة وما جاورها ، وبما أن عصابة الفساد القائمين على الكهرباء لم يشبعوا بعد ولم يكتفوا بما لديهم من أموال إستمرأوا الفساد وإستمروا فيه فقطعوا الكهرباء ثانيةً بحجة عدم توفر الوقود .. السؤال : هل تستطيع إستخدام صلاحياتك كرئيس للجمهورية والقائد الأعلى وتوفر الوقود لتشغيل محطة الرئيس طيب الذكر ونستمر بوصفنا لك بخير خلف لخير سلف ؟ أم أن كهرباء عدن ملفها شائك كما قال لي رئيس الوزراء وسورها عالي ومحاط بألغام ستنفجر صوب من سيقترب منها ؟  نرجو الإفادة يا سيادة الرئيس حتى لا نعاود مجدداً ونكتب في هذا الشأن الشائك .

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي