طبخة في اليمن..!(1)

د. علي العسلي
الاربعاء ، ١٩ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٥ مساءً

 

تُشم رائحة لطبخة في اليمن، رائحتها مرّت من عُمان ووصلت لأمريكا..وربما البارز فيها الروائح لا غير.

 ترى.. ما هي الطبخة؟ وما مكوناتها؟ وما ضررها؟!؛ وللإجابة على مثل هكذا أسئلة.. دعونا نتناقش ونحلل معاً لما حصل في المدّة المنقضية، ولبعض الأحداث والمواقف والإحاطات.

الطبخة لليمن؛ اسمها لليمن، وحقيتها تطبخ، لتقدم للحوثي وإيران.. والطبخة اخذت وقتاً طويلاً في التجهيز والإعداد، ولا تزال تطبخ بنار هادئة ، ورعي فيها إرضاء الحوثي.. الطبخة ليست محلية الصنع ولا تراعي أذواق كل اليمنيين ومصالحهم وتطلعاتهم ابداً .. وقد يؤخذ على من يحكم عليها، قبل تقديمها؟!؛

نعم! إننا بنينا الحكم والإستنتاج بناءً على :

تصريحات الحوثيين وتغريداتهم وتعليقاتهم واستعراضاتهم؛ فهم يقولون بكل غرور وتكبر، بأنه قدمت لهم عروضاً كثيرة من بينها الاعتراف بهم وبشرعيتهم وباعطائهم الأموال التي يستطيعون بها شراء كل المرتزقة ولخمسين مرّة، لو وافقوا فقط على التوقف عن دعم غزّة.. فإن كانوا صادقين، فمعناه ان العرض ساري الَمفعول؛ خصوصاً وغزة هي على موعد بصفقة قد توقف العدوان وتنهي الحصار!؛

عموماً، فإن الطبخة التي تُعدّ، هي طبخة مفتقدة للمقاييس الدستورية والقانونية ،وللمعايير التوافقية، وبالتالي فقد لا تحقق المصلحة العليا لليمن واليمنيين.. ولذا.. وجب تنبيه الوسطاء والراعيين والمشرفين، تعديل مكونات الطبخة، بحيث تراعي خصوصية اليمنيين!؛

الشعب اليمني يريد طبخة سليمة صحية، دستورية وقانونية، لا طبخة تٌدخله مرّة أخرى في أتون حرب أهلية لسنوات عجاف جديدة، لا يريد طبخة تُكثر الموت، وتُدمّر نسيجه، وتُدنِّي قِيَمَه!؛ فيا أيها العالم ويا كل الطباخين المحترفين بالعالم!؛

اصنعوا لأهل اليمن طعاماً حلالاً سليماً-حلاً وسلاماً- فاليمنيون فعلاً منكوبون، منذ الواحد والعشرين من سبتمبر 2014، وفي شتى المجالات: "الانسانية والاقتصادية والغذائية والسياسية وحتى العسكرية" .. فحذار.. حذار .. من أية شرعنة لأي متمرد أو منقلب او مغامر، أو إرهابي.. فمالكم وقد جمع الحوثي الأوصاف السابقة مجتمعة؟!؛

فإذا رضيتم بهم، وراضيتموهم رغم استخدامهم العنف والسلاح ، اليوم، فحققتم لهم مقاصدهم ومبتغاهم!؛

فهل ستفعلون الأمر ذاته مع من سار على نهجهم واقتدى بهم غداً؟!؛ وهل ذلك سينقذ اليمن والمنطقة باعتقادكم ؟!؛

فالمنطق والعقل، يقتضي ألا يكافئ أي ممن ذكرت ؛ ألا يكافئ من اغتصب السلطة ونهب المعسكرات والمؤسسات بقوة السلاح ، ويريد تغيير قناعات وعقيدة وعادات الشعب اليمني بالقوة، ويريد فرض رأيه وأيدلوجيته بالقوة كذلك..

 فالظلم كل الظلم أن يُمكّن أو أن يحكُم أو حتى أن يُشرك في الحكم إرهابي، قاتل، مغامر، مجنون، قبل نزع سلاحه ومخالبه وهزيمته؟!؛

فكيف لمن زعزع الأمن والإستقرار، ومزق البلد وكان سببا في كل الدمار الذي خصل؟؛ أن يكون هو من صناع المستقبل!؛ بطبخة تستوعبه ،وتقر له بأنه قوة مؤثرة وفاعل على الأرض ، ومن أنه من حقه أن يكون شريك أساسي في الحكم في المستقبل؟!؛

إن كانت الطبخة هي هذه ، دون أن ينتهي انقلابه، ودون أن يجرد الحوثي من سلاحه، وتقص كل مخالبه؛ فهي طبخة فاسدة ومفسدة ومميتة للشعب اليمني ..

ولله درّ القائل: إذا كثر الطباخون فسد المرق وحرق اللحم"!؛

فهذه إذاً طبخة ظاهرها إقامة السلام، وباطنها الحرب وزيادة المعاناة!؛

وبنينا حكمنا واستنتاجنا كذلك على قراءة ما يظهر للاعلام من اللقاءات والتصريحات .. فتعالوا معي لتشبيكها، لتقريب الصورة والمشهد، ولتحكوموا أنتم بأنفسكم مما يجري وما قد يجري؟!؛

أليس الحوثي باستمرار؟! يعطّل كل اتفاق وكل بند مكتوب قد اتفق عليه؛ يتعمّد إحراقه قبل أن يرى النور، وإذا أخرج؛ فيتحايل عليه ويفسره على هواه ، مالم فيتجاهله ويرفض تنفيذه.

ثمّ .. أليس الحوثي وافق في (ستوكهولم) على توريد عائدات موانئ الحديدة بحساب خاص بالبنك المركزي فرع الحديدة؟؛ لصالح دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، وما نقص يتم استيفاءه من إيرادات النفط.. إلا أنه صادر المليارات من ذلكم الحساب، وهاجم الموانئ التي تصدر النفط ، فأعاق ومنع التصدير، فكانت النتيجة ألا رواتب تدفع؟!

.. يتبع..2..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي