زين العابدين الضبيبي.. والشعراء الشباب

د. محمد شداد
الخميس ، ٢٧ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٢ صباحاً

من الشعراء الثوار الشاعر العبقري جريح الوطن، حمل الضبيبي هم اليمن وأساها طاف بخاطره الدنيا حاكها مرتجفًا هام مكلومًا طاف حواليها واحتمى برباها،  اليمن ولاَّدة العمالقة خلَّدها الفضول عبدالله عبدالوهاب نعمان "كلما ولّى عن الساحة فيكِ..عظيمٌ،شهدت منا عظيما" ثم رحل..

كنت دائم التفكير أتساءل من سيملأ فراغ البردوني وينقش اليمن قصائًدا ويصيغها أشعار وحروفا، ومن سيحل في كرسي المقالح ويكتب خواطره الرمضانية ويكتب مقاله الأسبوعي صبيحة كل ثلاثاء من كل أسبوع على الصفحة الأخيرة لجريدة الثورة، من سيتغزل ويكتب القصائد الوطنية الثورية بعد الفضول؟

من سيحل محل المرشدي والحارثي والسنيدار من سيمتلك الحنجرة الذهبية بعد أيوب طارش؟ وينشد للوطن ويغني للعاشقين من سيخلف الأستاذ خالد الرويشان صوت الحق في عصر الظلام والخوف من البوح بالأسى والمآسي.

بيد أنا بصدد نبوغ شعراء سيملؤون الدنيا شعراً، شديد الضبط عالي الجودة رصين العبارة بديع المعاني واسع الخيال ملهم الفكرة الوطنية،

السعيدي – الحمادي – السكري –أسامه الرضي _ عمار القيسي – منير العمري – ومن فتيات الشعر الشاعرة المبدعة خالدة النسيري..

اختير القيل الشاعر زين الدين الضبيبي موضوعنا نموذجًا، ابن ريمة الغناء موطن العشب والطير والدوالي والغلال لتميُزه ونشاطه الوطني المكثف على منصات التواصل الاجتماعي من خلال صفحاته يوقظ المشاعر ويرفع من منسوب الوعي الوطني والقومي ويحيي الآمال وإن كلَّ سيفه سيعقبه آلاف الفحول الشعرية الفنية والأدبية.. لن تموت اليمن وإن تعسرت الولادة والمخاض، سيعقبها الفرج حتمًا ستطلق الأمة صيحتها، وبها سيصحوا لها الملائك والبشر وينخلع لها قلوب الطارئين  مهما عاثوا.. 

قادهم البردوني حملها على كتفيه وطاف بها غنَّاها   "قبري ومأساة ميلادي على كتفي... وحولي العدم المنفوخ والصخب"  رحل وبقيت اليمن وستبقى وسيحملها على أكتافهم آلاف النوابغ بعده أكدها الراحل أبو عثمان أبو ماهر وأقسم   "يميناً بمجدك يا موطني.. ويا مهد كل فتىً مؤمن

سأمضي على الدرب لا أنحني ... ولن أتوانى ولن أنثني

شعاري الفدا والوفا والتقى... مدى الدهر أخدمه موطني"

بهذا وبذاك سيزداد الإيمان بأهمية تحرير اليمن ليعيش حرًا لأبنائه الأحرار المبدعين ولن يعودوا مرة أخرى لعالم الزيف والتمائم والقطران وللأقيال معهم ألف جولة وإن غدًا لناظره لقريب..

وذلك لأن الشاعر نواة الثقافة والثقافة المكون الرئيس لوعي المجتمع ولأنهم كليةً يمثلون حجر الزاوية في انتشاء الذات الوطنية المغذية لروح الشعوب واستقرارها..ومنها أخضوضرت القصائد العاطفية والأناشيد الوطنية النعمانية واللحن الأيوبي في قلوب اليمنيين، أزهرت حباً للوطن وعشقاً للأرض والهوى والجمال  جسدت القصائد الزبيرية والنعمانية والبردونية اليمن بكل تفاصيلها معالمها قراها ومدنها قاماتها، حزنها فرحها ثوراتها دوليها قمحها بنها عصافيرها، حملها في قلبه طافَ بها في المحافل والمنتديات في حواضر الشعر والأدب العربي بغداد القاهرة الموصل دمشق القاهرة الدوحة أبو ظبي مسقط وغيرها وكانت ملهمًا رئيس للشعراء الواعدين الشباب..

ذرفت عيونهم في منافيهم كما ذرفت عيون المقالح في غربته حنيناً إبان دراسته في مصر وبدمعهم كتبوا اليمن قصائدًا وروائع وبيمينهم ويمينيتهم خُطت العناوين وبرحلتهم النضالية سيختمون أسفارهم كما اختتم المقالح سفره طالبًا خارج الوطن، وكما نذر روحه وألقى بها بين كتبه ودواوينه وجامعته ومركز أبحاثه سينذرون أرواحهم وأقلامهم، وسيصنعون الدور البارز في تعافي الروح القومية الوطنية اليمنية وتحرير كل الوطن بعد طول هدمٍ ودمار.. 

اليمن حبلى وستلد بطلقةٍ واحدة سينطلق النور وشمس الضحى وسيتولى أخلص الرجال أقواهم وأقدرهم، لن نستسلم للظلام وللكهنوت ولن تعود عقارب الساعة للوراء سيحملها أبناءها شعراً تاريخاً كفاحًا على أكتافهم ضحايا قبور، وصقور أعالي الحيود ولن يتركوها للعقارب والذئاب..

قصيدة باختصار وإلى مسك الختام عنوان المقالة وشاعرنا الضبيبي :

تحت رجلي 

أبدًا  كلُّ افتخارٍ

بسلالةْ كلُّ حزبٍ ملكيٍ

كلُّ فكرٍ طائفيٍ

كلُّ عرقٍ عنصري

وانتماءٍ همجيٍ

لهدىً أو لضلالةْ

وصلاةُ اللهِ تغشى

يمن العزةِ ديني ويقيني

 والذي شكل روحي

من نقيَّاتِ رُؤاهُ منذُّ عانقتُ رمالهْ

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي