كلما قلنا أن الحوثي عقل وتعلم وارعوى.. جاءت الأخبار بنثرة من نثراته.
صباح هذا اليوم استيقظت على خبر يخص الحجاج، ومن هو مصدر الخبر وزير الأوقاف والإرشاد، رئيس بعثة الحج، الخبر مقاده أن الحوثي يحتجز أربع طائرات في مطار صنعاء الدولي ويمنع عودتها إلى مطار جدة لنقل حجاج بلادنا الذين يريدون الرجوع إلى صنعاء!
----------------------
أقوم بسرعة لأفتح الصحافة نت، لافتش عن تناول الموضوع والأسباب والتكهنات، فأرى في صدر الصحافة نت خبر أخر، فإن كان صحيحاً فهو خبر قد يدخل لليمنيين السرور بإنهاء المعاناة وانهاء انقلاب الحوثي بعملية سياسية شاملة وبضمانة دولية وفقا للمرجعيات الثلاث المعتمدة.
الخبر الثاني مضاد للأول في الاتجاه وغير مساؤ لها بالمقدار؛ فخبر الفعل السيء الحوثي بالاحتجاز؛ يدخض ويفند اي خبر مفرح وسار؛ وطالما قد أشرت إلى الخبر، فمفاده.. بأن مصادر مطلعة كشفت عن مساع سعودية الاستئناف المفاوضات مع الحوثي، وبأن السعودية تستعد لتفعيل الوساطة العمانية من جديد، والتوقع بوصول وفد سعودي إلى صنعاء للتشطيب النهائي للاتفاق..
ويبدو ان مسرب هذا الخبر قد استنتج و تأثر بتغريدة الحوثي محمد الذي قال فيها بأن المفاوضات مع السعودية لن تبقى كالمفاوضات الفلسطينية إلى ما لا نهاية!
----------------------
الخبر الأول مؤكد كونه من مصدر رسمي. من رئيس بعثة الحج، ويدحض الخبر الثاني المنسوب لمصدر مطلع غير معروف..
وعلى كل الأحوال فإن الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة عندما شدّت مأزرها، قد أظهرت الحوثي مهزوزاً، وصاحب ردة فعل سلبية بعد ان كان يحاول الظهور بمظهر القول والفعل والقرار والمبادرة والمبادءه!
----------------------
إن نقل المركز القانوني والمالي للخطوط الجوية اليمنية؛ أظنه هو السبب، غير ان الحوثي اتخذ قرار الحجز على حجاج بيت الله الحرام ليكون وقعه كبير، كونه إنساني، وحلّه حالة مستعجلة، فظهر الحوثي وكانه سجل نقاط لصالحه، عبر مساومة المملكة والشرعية بتفاهمات، تبقيه مقاسما ومنازعا المركز القانوني والمالي لبعض مؤسسات الدولة، نحذر بشدة من الخضوع له في هذا الجانب؛ وهذا في ظني انه من أكبر المستحيلات ان ترتضيه الشرعية..
----------------------
وحسنا في متن الخبر أن فعل وزير الأوقاف والإرشاد، حين أكد على جميع الوكالات إبقاء حجاجهم في مساكنهم والمكوث في مكة المكرمة حتى عودة الطائرات المختطفة!
----------------------
اقول لتكون سلطنة عمان جارة مفيدة للخير، فهي الوسيطة، وهي التي بيدها إنهاء هذه المشكلة من دون ابتزاز حوثي، عليها طالما أبوابها ونوافذها مفتوحة للحوثي ان تنصحه بالتخلي عن عمليات القرصنة الإرهابية في احتجاز الطائرات.. وحتى لا يساء لوساطتها..
فقد كثر الحديث عن استفادة الحوثيين منها اكثر مما استفاده مجموع اليمنيين؛
اثق بعروبة وحب قابوسها لجميع اليمنيين، وبأنه لا يقبل ابداً بأن تكون السلطنة غطاءً سياسياً لكل قبح حوثي، واثق أنه لن يسمح بملف حجاج بيت الله الحرام بالابتزاز!
في الختام.. إن ما فعله الحوثي باحتجازه للطائرات الأربع دليل ضعف وجبن وانهزامية ، ولا شجاعة فيه البتة!
فيا أيها الحوثي وانت تدّعي الوقوف مع غزة،فاكبر بكبرها، واترفع عن ممارساتك للإرهاب والقرصنة، ولو على الأقل مع (ناقل) حجاج بيت الله الحرام!
ويا أيتها الشرعية ويا قائدة التحالف العربي، ويا سلطنة عمان الوسيطة.. ثقوا جميعاً بأن الحوثي إرهابي، مستفز ومبتز، ولا يمكن أن يكون إلا في موقعه الصحيح إرهابي من الدرجة الأولى، فتعاملوا معه على هذا الأساس، لا على اساس السلام والحوار والتفاوض.. و انتم يا حجاج بيت الله الحرام، اصبروا مأجورين، وابقوا في مكة حتى يجدون الحل المناسب دون تقديم تنازلات للإرهابي الحوثي!
فقيادة الشرعية والمملكة بحسب (شبيبة)، يُولون هذه الموضوع عناية خاصة ومتابعة حثيثة..
-->
