الأحد ، ١٦ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ٠٩:١٢ صباحاً

   منذ أكثر من ثمان سنوات ومدينة تعز تعيش حصار مطبق من قبل جماعة الحوثي التي استماتت بتعذيب سكان المدينة بدء من معبر الدحي الذي كان بالنسبة للجماعة أدات تعذيب وامتهان ، وسفك للدماء وزرع العبوات وقتل الأطفال والنساء ، وفرض الجبايات وانتهاءً بإغلاق كل المنافذ الرئيسية وفرض الحصار كل ذلك فقط لأن تعز كانت المدينة التي أبت الخضوع وجعلت من شبابها نهجها المقاوم ، فكانت النتيجة أنها قابلت ذلك بحصار مستمر لم ينتهي حتى اللحظة.  ليس هذا فقط بل أن ذلك الحصار قوبل بصمت دولي وكأن تعز تستحق ذلك فهي المدينة العصية على الركوك فكان ذلك بالنسبة لهم وللجماعة بمثابة تركيع وإذلال، لكن ذلك لم يزدها إلا رفعة فكانت المدينة الصابرة والصامدة في وجه الحوثي وأمام كل ما خطط للنيل منها .

تنوعت سياسة الحوثي في إذلال المدينة ، فزرعت الخلايا النائمة وأقلقت السكينة ،واغلقت المنافذ، ومنعت عنها كل سبل العيش ،فلا ماء ولا دواء ولا كهرباء كل ذلك على أمل منهم أن يطفئوا نور هذه المدينة لكن الله قد أتم نورها فلا ذل ولا خنوع ،بل إن المدينة رغم الحصار المطبق تجابه كل ذلك الظلم والحصار من  أجل كرامتها فهي تقاوم حتى آخر نفس فيها  .

لم يكن نهج المقاومة الذي اتخذته المدينة جرم عليها بل حق في الدفاع وواجب عليها فعله ،  ومن حق المقاومة أن تبادر ايضاً بكسر الحصار وهو حق   تكفله القوانين الدولية لأن كسر أي حصار في العرف الدولي ليس جرماً إنما الجرم هو المشاركة في إبقائه وإطالة أمده على مدينة تعاني على مر ثماني سنوات من أبشع الجرائم الإنسانية في ظل صمت دولي ودون أي ردة فعل إنساني تجاه تلك الجماعة التي إنتهكت كل الأعراف الدولية والإنسانية وجعلت من تلك القوانين مجرد حروف على الورق .

3000 يوم من الحصار الذي آن الأوان كي ينفك قيده بعد أن تسبب في مقتل الأطفال والنساء والشيوخ إثر منع الدواء والغذاء وهو في نظر القانون الدولي أحد أبشع الجرائم ضد الإنسانية،قوانين وإن بدت واضحة لكنها تغيب عند أول مفاوضات لإحلال السلام وليكتفوا فقط  بالتنديد والاعراب عن الأسف .

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي