المدونة الهاشمية .. صناعة إيرانية

عارف أبو حاتم
السبت ، ١٢ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٨:١٤ مساءً

‏بالنسبة للمدونة الهاشمية للسلوك فإن لي فيها وجهة نظر ورؤية استشرافية:

أما وجهة النظر فهي: اكاد أجزم أن هذه مدونة لم تأتِ فكرتها ولا صياغتها من الداخل اليمني بل صيغت وكُتِبَتْ بأيدي إيرانية ولبنانية في ضاحية حزب الله جنوب لبنان، وما حدث في اليمن هو إعادة النظر في بعض بنود هذه المدونة بما يتناسب مع الخصوصية اليمنية.

هذه المدونة العنصرية تستند إلى فكرة إسماعيل الصفوي الأول وهو الحاكم الإيراني الذي تشيع وانتقل من الحالة السنية إلى التشيع في القرن السادس عشر، وحين وجد أنه من الصعب عليه إقناع الشعب بتبني المذهب الاثنا عشري الجعفري عمل على إنزال التشيع من أعلى إلى أسفل فعمد إلى تشييع رجال الدولة والجيش والأمن ثم استخدم يد الدولة الضاربة وإرهاب الدولة من أجل تشييع بقيت الشعب بقوة السلاح.

اليوم الحوثي يعمل نفس الفكرة تماما، ووفقاً لهذه المدونة المتداولة فإن عليك أن تؤمن بخرافة الولاية والثقافة القرآنية من وجهة النظر الحوثية، وإلا فأنت خارج السلوك والنظام والقانون، وبالتالي من حق الدولة أن تمارس بحقك كل انواع التعذيب والتنكيل حتى تؤمن بما أرادت نخبتها الحاكمة.

ووفقاً لهذه المدونة فإنه كل الشعب مدان بالتمرد على فكرة الولاية حتى يؤمن بها… وفكرة الولاية لا تتعارض مع الديمقراطية فحسب بل تتعارض مع جوهر الإسلام وتطعن في عدالة الله بشكل مباشر، وتتهمه سبحانه وتعالى بأنه فضّل سلالة من الناس على بقية خلقه، وهذا يتعارض مع عدالة الله بأنه خلق الناس سواسية.

‏ وبالمناسبة لا يمكن أن تجدوا منظمة أو دولة غربية واحدة تعترض على هذه المدونة لأنهم هم الرعاة الرسميين لكل هذا الخراب والدمار وكل هذا التجريف العقائدي لليمنيين نكاية واستعداء لدول الجوار.

أما الرؤية الاستشرافية فهي من وجهة نظري كالتالي:

إذا مرت هذه المدونة بسلام سيصل بنا الهاشميين في اليمن إلى حالة من التمييز العنصري أكثر قذارة وحقارة مما عاناه الأفارقة السود في أمريكا قبل إلغاء نظام التميز العنصري، بمعنى أننا سنصل إلى مرحلة تخصيص وظائف خاصة للهاشميين محرمة على غيرهم، وأول تلك الوظائف القضاء وهو حاليا بيد الهاشميين فقط فقط، والخارجية والتعليم العالي والجيش والأمن والمخابرات، والتخصصات العلمية والمنح الدراسية الهامة، وصولاً إلى تخصيص مقاعد في الباصات والطائرات للهاشميين وأخرى لليمنيين.

هذه النُذر السوداء التي تلوح في أفق اليمنيين تدفعهم إلى تبني خيار الكفاح المسلح دون غيره، باعتباره أقرب وأسهل الطرق إلى الحرية والانعتاق وضمان المستقبل الآمن لهم ولأولادهم وأحفادهم.

* من صفحة فيسبوك الكاتب

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي