يمني الهوية سعودي الهوى ( 1)

فواز عبدالقادر الأديب
السبت ، ١٥ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٦:١٧ مساءً
يوميات من ذاكرة عاصفة الحزم
لست متنصلا من جذوري اليمنية  ولست متنكرا لأصلي و أحب بلدي اليمن في كل ظروفها في السلم والحرب والشبع والجوع لكني لا أخفي في قلبي حبي لبلدي الثاني المملكة العربية السعودية البلد الذي إحتضنني في لحظات تعبي وشقائي وبؤسي .
 جئت لهذا البلد منهكا بأحلام صادرها واقع بائس ومؤلم في بلدي اليمن المبلي بنخبه الفاسدة ، فاستقبلتني المملكة  بالترحاب ، فكبرت في داخلي  أحلام أخرى غير حلم منحة الدراسة الجامعية الذي صادره هوامير الفساد في بلدي . حلم العمل والكد لأجل حياة كريمة ومطمئنة في مملكة الخير ،  مرت السنوات ويكبر حب المملكة في أعماقي ، كل قطرة عرق في هذا البلد كانت نتيجتها خير ، تزوجت وانجبت في هذا البلد  من سعودية واستطعت أن أضمن لأسرتي في اليمن عيشة هانئة بعيدا عن الظروف الاقتصادية التي تعصف ببلدي . وأنا هنا اليوم أرى هذا البلد يكبر حبه  في اعماقي كل يوم ليصبح  بلدي الثاني . في بداية الاحداث في اليمن حين رأيت جموع مليشيا الحوثي تزحف من صعدة باتجاه صنعاء انتابني حالة قلق وذعر منهم لأنني كنت ادرك جيدا المآلات ، كنت أجري تواصلاتي مع أخي الأكبر  الصحفي وضاح عن آخر التطورات وكان يقول لي هذا مشروع طارئ سينتهي وجماعة طارئة مصيرها الزوال  .
 
 لكن دخول الحوثيين عدن كان قد أثار رعبي و قبلها كان أخي وضاح قد تعرض لاعتداء من قبل مليشيا الحوثي في ٢٤ مارس ٢٠١٥ إثر تغطيته لمظاهرة في جولة القصر و أمام بوابة الأمن المركزي في تعز رفضا لنزول قوات الأمن المركزي التيرسير عليها الحوثي من صنعاء لمدينة تعز والبدء لتجهيزات غزو عدن ، تواصلت بعدها بيومين أو ثلاثة أيام مع أخي وضاح ظهرا وتفاجأت بأن أخي وضاح خرج وهو مازال يعاني من أثر الاصابة لتغطية مواجهات المتظاهرين مع جماعة الحوثي أصابني بأنه سيتواصل معي لاحقا وبأنه محشورا في إحدى زقاق البيوت هاربا من رصاص مليشيا الحوثي وكنت حينها أريد أن اسأله عن حقيقة دخول الحوثي عدن.  تواصلت مع وضاح لاحقا بعد عودته للبيت وسألته عن دخول الحوثي عدن فقال لي :
 
 نعم  ، قلت له : والحل ، قال لي أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج لن تسكت ومن المحتمل أن تكون هناك ترتيبات عسكرية لمواجهة الحوثي بدعم سعودي خليجي قلت له ما الذي جعلك تجزم بذلك فالحوثي بدخوله عدن يكون قد فرض أمر واقع مثلما فرض علي عبدالله صالح ذلك في حرب صيف ٩٤ ، قال لي الوضع الآن مختلف والمعركة الآن ليست معركة اليمن ولكنها معركة أشقاءنا السعوديين والخليجيين ومصيرنا مشترك في مواجهة المشروع الإيراني واداته الحوثية وأتوقع أن تكون هناك ترتيبات الليلة لمعركة عسكرية مع جماعة الحوثي بدعم من أشقاءنا . تطمنت حينها لأني كنت أدرك قدرة أخي وضاح على قراءة الواقع والأحداث بقراءة خبير ومتابع ومحلل وصحفي متمكن. 
 
 وفي نفس اليوم من مكالمتي مع أخي وفي منتصف الليل  أعلنت عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية وهو أسعد خبر أثلج صدري وزاد من حب المملكة في قلبي فصحت حينها فرحا وقلت لمن كان جانبي أنا يمني الهوية سعودي الهوى  .. حفظ الله المملكة أرضا وإنسانا وقيادة، وحمى الله بلدي اليمن من هذه المليشيا الإجرامية .                                                     
-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي