وقفات تأمل في "اليوم العالمي للسرطان" 

تيسير السامعي
الاثنين ، ٠٣ فبراير ٢٠٢٥ الساعة ٠٨:٤٧ مساءً

 

السرطان إحدى المشاكل الصحية، التي صارت تهدد حياة الإنسان، لاسيما في بلادنا (اليمن).

 

الإحصاءات تقول إن أعداد الإصابة تتزايد كل عام، ففي العام الفائت (٢٠٢٤)، تم تسجيل ألف و626 حالة إصابة في محافظة تعز؛ بنسبة زيادة بلغت 34 بالمائة عن العام 2023.

 

حيث كان عدد الإصابة ألفا و211 حالة.         

 

من بين حالات الإصابة، التي سُجلت في 2024، 150 طفلًا؛ هنا تمكن المأساة الحقيقية، التي يجب أن نقف أمامها جميعًا.

 

كيف نحمي أنفسنا وأطفالنا من السرطان؟

 

للإجابة عن هذا السؤال؛ يجب علينا أولا تغيير نمط حياتنا، بحيث تكون حياة صحية بعيدة عن كل مسببات هذا الداء.

 

من تلك المسببات: المبيدات الزراعية، التي تدخل إلى بلادنا دون حسيب أو رقيب، المعلّبات المخالفة لمعايير الجودة، التدخين الذي انتشر بين الشباب بشكل كبير ومخيف، نمط الحياة العصرية حيث صارت التكنولوجيا هي من يتحكم بكل شيء في حياتنا.

 

الأمر الآخر، الذي يجب أن نركِّز عليه، هو كيف نحقق المشاركة المجتمعية من أجل مواجهة هذا الدّاء؟

 

لا ينبغي ترك من ابتلاءهم الله بهذا المرض يصارعونه وحدهم؛ واجبنا الدِّيني والأخلاقي والاجتماعي هو الوقوف معهم من خلال الدعم المادي والمعنوي.

 

فالظروف الاقتصادية سيِّئة للغاية، وتكاليف العلاج باهظة الثمن.

 

وهنا نوجّه دعوة لرجال المال والأعمال، ورجال الخير، إلى الوقوف مع المرضى؛ فمكافحة السرطان مسؤوليتنا جميعًا.

 

يا رجال الخير؛ جودوا بأموالكم، وأنفقوا في هذا الباب، فهو باب عظيم عند الله.

 

واعلموا أن "من فرَّج عن مسلمٍ كُربةً من كُرب الدّنيا فرّج الله عنه كُربة من كُرب الآخرة"؛ وهل هناك أعظم كُربة من داء السرطان؟!

 

يوجد في محافظة تعز (أكبر محافظات الجمهورية سكانًا) مركز الأمل لعلاج الأورام؛ تُشرف عليه المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان؛ يقوم بجهود كبيرة في تقديم الخدمات العلاجية والوقائية، لكنَّه اليوم لم يعد قادرًا على استقبال الكم الهائل من المرضى.

 

فبحسب الإحصاءات الرسمية، متوسط ما يستقبله المركز -في الشهر الواحد- 135 حالة، وهذا يفوق بكثير طاقته الاستيعابية.

 

لذلك نقول إن تعز بحاجة إلى مركز أوسع؛ بإمكانيات أكبر، وهذا ما يجب أن نعمل عليه جميعًا.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي