كصدقة جارية!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ٠٨ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١١:٠١ صباحاً

طلع امامي ارقام العمرة في الانترنيت من مواقع اخبارية وذهب فكري الى مكان اخر وهم الفقراء حولنا والذين عليهم ان يظلوا فقراء الى ان يتوافهم الله لاننا لانفكر بحلول لهم بحدود الممكن حتى ولو لم تتواجد الدولة معنا.

فبلغ عدد المعتمرين خلال شهر رمضان الحالي أكثر من 30 مليون معتمر بمعدل انفاق كل معتمر 1200 دولار، اذا قربنا ذلك هنا يكون انفاق المعتمرين خلال شهر الفضيلة وهو رمضان يتجاوز 30 مليار دولار وبحكم ان الكثير من داخل المملكة فلنقل ان المبلغ لن يكن اقل من 20 مليار دولار. ثم اتبع ذلك زكاة الفطر ولم اقل زكاة المال منهم ومن اسرهم بمعدل 5 الى 10 دولار لكل فرد فيكون منهم ليس اقل من 2 مليار دولار. انا لم اتحدث الا عن زكاة الفطر للمعتمرين فقط . في شهر نريد ان تكون اعمالنا كصدقة جارية تنفعنا وتنفع الامة وفي شهر عظيم كان الاجدر ان يساعدنا على الشعور بالمحتاجين والفقراء ونضع حل عملي حقيقي منا، ينمي روح التآخي والإحساس بالغير بين المسلمين وبعضهم بحدود مانحتكم عليه نحن كمجتمع.

هنا كان الافضل من ناحية الاثر ان ينفق الشخص المال، الذي كان يريده انفاقه في العمرة لمساعدة اسرة فقيرة باطار منهجي مؤسسي، بدل من رحلة لن تساعدنا في اطعام فقير او محتاج او يتيم او ايجاد حل واثر دائم لاسيما والاحصائيات تقول ان في اليمن اكثر من 18 مليون تحت خط الفقر، وفي السودان 5 مليون على شفا المجاعة وفي الصومال وفي سوريا وفلسطين ونحن تركنا كل ذلك وذهبنا الى مكة نعتمر. لو هولاء ال 30 مليون ظلوا في بيوتهم، وتعبدوا رمضان بها وبشكل حقيقي لايجاد حلول لامتهم لكان اصلح امة. نقول أموال العمرة والسياحة وغيرها يجب أن تكون إلى بطون وعقول الفقراء والايتام والمساكين حولنا نبني بهم الأمة، وليس لشركات السياحة والفنادق والمطاعم وغيرها، والتي ينتهي ذلك في النهاية كاموال في سوق الاوراق المالية في الغرب والشرق بشكل غير مباشر.

لو انفقوا مثلا ماكلفهم من نفقات العمرة للفقراء والمساكين وزكاة الفطر في بناء وقف مؤسسي رمضاني كصدقة جارية تنتشل الفقراء والمساكين في عالمنا الاسلامي لكان اعظم العبادات، بمعنى نجمع به كل سنة فقط 20 مليار دولار ولم اقل 30 مليار او 32 مليار وفي شهر عبادة، وحتى وان تحققت نصف الفكرة التالية بنصف هذا المبلغ فذلك يحدث ترددات لاتنتهي من الخير والمساهمة والتحفيز للجميع في اصلاح امة وبشكل عملي ومن بوابة العبادة، لأننا سوف نعيش مشروع بناء أمة يتمدد اثره الكل شكله كوقف اسلامي بداية من بوابة صغيرة واحدة من العبادات المتعددة وفي حدود المتاح. وكلما شاهد الناس أثر العبادة في اصلاح حياتهم زاد تمسكهم بمشروع الدين، كمشروع حلول لمشاكل المجتمع وطريق السعادة للبشر وتخفيف الألم والمعاناة ورضوان الله، وهذا هو مفهوم الاستخلاف الحقيقي، في الأرض كما نص على ذلك القران.

من هذا المبلغ نؤمن مابين 6 الى 7 مليون اسرة في اليمن والسودان والصومال وسوريا وفلسطين وغيرها بمعدل 2228 دولار سنويا اي مايقارب 200 دولار شهريا. نكون انتشلنا في سنة في باب واحد 7 مليون اسرة بمعدل 4 الى 5 اشخاص اي نتحدث عن 30 مليون مسلم فقير ومسكين ففتحنا لهم افق واصلحنا امة وبمبلغ لم نتجاوز به 15 مليار دولار بمعنى نظام رعاية اجتماعية تنموي شامل لدعم الاسر لتهتم بتعليم وتأهيل ذاتها بصور مستقرة لتنتج، بمعنى دعم ليس لكي يستمروا بالاستجداء، وانما لتستقل بذاتها بعد سنوات من الخروج من دوائر الاحتياج، اقلها بتعليم ابنائها والاهتمام بهم عبر المحفزات وغيره ومن 20 مليار التي كانت يمكن ان نجمعها. نحن بذلك نحول المؤمن الضعيف إلى مؤمن قوي نحمي كرامته ونفتح افق لبناء خلايا الأمة واقصد الاسرة كما يجب أن تكن.

يبقى 5 مليار نبني بها للفقراء 20 الف ورشة مهنية وفنية بمبلغ 50 الف دولار دعم لكل ورشة وكل ورشة يكون بها 3 من الفقراء يتم تأهيلهم لينتجوا. هنا نكون صنعنا 60 الف يد عاملة محترفة ومنتجة بمعنى من 60 الف اسرة وبمبلغ لن يتجاوز مليار ونصف.

ويمكن نبني للشرائح الفقير 20 جامعة مع القوى التشغلية ل 6 سنوات والاستيعاب لابناء وبنات الفقراء والمساكين بمبلغ لن يتجاوز 2 مليار و 500 مليون دولار . كل جامعة تستوعب مابين 10 الى 15 الف طالب في العلوم التقنية . هنا نتحدث عن 250 الف طالب وطالبة سوف ننتشلهم من جحيم الفقر والحاجة ونصنع بهم معجزة بدل رحلة للعمرة ويظل معنا مليار دولار.

المليار دولار نبتعث بها جيش لمؤسسة الوقف من اولاد الفقراء والايتام والمساكين ماجستير ودكتوراة وغيره بتخصصات تقنية وطبية ونعطي الاولويات للشرائح الاكثر فقر او التي لايوجد داخلها داعم متعلم بعدد ليس اقل من 10 الف طالب الى المانيا بمعدل 1000 الى 1200 يورو شهريا ولمدة 6 سنوات ليعودوا بعلم نافع ومهارات نوزعهم على الجامعات بمعدل 500 شخص لكل جامعة. بعدها سوف نقف امام الله ونقول ما انفقناه بشهر وبرحلة غيرنا به امة كصدقة جارية.

وفي الاخير سوف يقول احدكم ليش ماتذكر الفقراء والمساكين الا بالعبادات وليش مايكون ايضا في امور اخرى، والاجابة بسيطة، فالعابد يريد ثواب عمله وكصدقة جارية، ولذا فهو يريد طريق للجنة ويتقمص الفضيلة، وعني اجد طريق الجنة في حماية كرامة انسان محتاج بجانبك ويتألم لانه لم يجد من يمد يده له، وعندما يكون العابد هو في المقدمة، فسوف تنتشر الاعمال الخيرة في كل شرائح المجتمع. اما تحدثني عن عبادات وملايين البشر من امتي حولي يموتون جوع فذلك لا يبني شيء للمجتمع ولايمكنني اتحدث انني اشعر بفقرهم وحرمانهم ولا اقول، ولذلك اصوم رمضان واريد ارتقي في الجنة.

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي