السعودية.. مواقف خالدة تتناقلها الأجيال

معمر بن مطهر الإرياني
الثلاثاء ، ٢٦ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٣٥ مساءً

‏● نتذكر باجلال وعرفان مواقف المملكة العربية السعودية إلى جانب الحكومة والشعب اليمني في مختلف المحطات التي مرت بها بلادنا، وكيف أنه لولا موقفها الحاسم في دعم الشرعية الدستورية في معركة استعادة الدولة والحفاظ على الهوية الوطنية والعربية، واعلانها التاريخي انطلاق عمليات عاصفة الحزم واعادة الامل، والذي جسد الحكمة والنخوة والنجدة العربية في انصع صورها، لكان الوضع الآن أسوأ بكثير، وكانت سواحل اليمن بالكامل، مناطق نفوذ إيرانية ومنطلق لتنفيذ أعمال القرصنة والهجمات الإرهابية التي تطال السفن التجارية وناقلات النفط، وتمكن نظام طهران من شل حركة المرور البحرية وتعطيل التجارة وسلاسل التوريد العالمية.

● لقد تمكن تحالف دعم الشرعية بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية، منذ الانقلاب وحتى الهدنة الأممية (2015_ 2022)، ونيابة عن العالم اجمع، من تحييد تهديدات مليشيا الحوثي الإرهابية للسفن التجارية وناقلات النفط، وتأمين الممر الملاحي في البحر الاحمر وباب المندب وخليج عدن، عبر إحباط مئات الهجمات، وتدمير قرابة (100) زورق مسير مفخخ، وتفكيك (247) لغما بحريا، وتدمير عدد من المعامل والورش التي استخدمتها المليشيا وخبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني لصناعة الألغام البحرية وتجميع وتفخيخ الطائرات المسيرة والزوارق المفخخة.

● وبدعم واسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية تمكن الجيش الوطني من تحرير 80% من الاراضي اليمنية، وقرابة 90% من الشريط الساحلي البالغ قرابة (2200) كيلو متر على طول بحر العرب وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، وكان على وشك تحرير كامل الشريط الساحلي، لولا الضغوط الدولية لوقف العملية العسكرية التي انطلقت لتحرير مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة، وبدلاً من تقدير تلك الجهود الكبيرة والنجاح الكبير في حماية هذا الممر الدولي الهام، مارس المجتمع الدولي طيلة سنوات الحرب ضغوطا قاسية على التحالف والحكومة الشرعية للحيلولة دون حسم المعركة، وفرض فيتو على الجيش الوطني الذي كان على مشارف العاصمة المختطفة ‎صنعاء ومدينة الحديدة، بحجة الكلفة الإنسانية للحرب، كما تم الغاء تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ووقف تصدير الأسلحة الهجومية للمملكة.

● وهاهو العالم بعد قرابة عامين من الهدنة في 2 ابريل 2022 في مواجهة مباشرة مع الإرهاب الحوثي الذي كشر عن انيابه مع موجة الهجمات واعمال القرصنة البحرية التي طالت سفن مدنية، ومثلت تهديدا غير مسبوق للملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، كنتيجة مباشرة للتقديرات والحسابات الخاطئة، وتجاهل التحذيرات التي أطلقناها منذ الانقلاب من خطورة تدليل المليشيا واستمرار تواجدها ك "ذراع إيراني" على الشريط الساحلي.

● لقد حققت عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل أهدافها الاستراتيجية منذ وقت مبكر في وقف الانهيار الشامل للاوضاع في اليمن، وكسر الزحف الحوثي ومعه اوهام طهران في ابتلاع اليمن، والتي خرج مسؤولوها بعد ايام من الانقلاب مبشرين بسقوط العاصمة العربية الرابعة في أحضان المشروع الفارسي، كما قطع اليمنيون بدعم من اشقائهم اشواطا مهمة في معركتهم المصيرية عبر إعادة بناء مؤسسات الدولة، واستعادة 80% من الجغرافيا اليمنية، والعمل على توحيد قرارهم وارادتهم وجهودهم تحت سقف مجلس القيادة الرئاسي بقيادة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي، واخوانه اعضاء المجلس، وتحقيق تطلعاتهم في بناء دولتهم المدنية التي يسودها العدل والنظام والقانون والمواطنة المتساوية .

● لقد أكدت نجدة الاشقاء وتضحياتهم الجسيمة التي عمدت بالدم في جبهات القتال، استثنائية وخصوصية العلاقة وعمق الروابط بين اليمن واشقاءه في السعودية، وما يجمعهم من اواصر الجوار والتاريخ والقربى والنسب ووحدة الهدف والخطر والمصير المشترك، وعمق ارتباط اليمن بجواره الخليجي والعربي ولفظه للمشاريع الدخيلة، كما أكدت أن الاشقاء لن يتركوا اليمن فريسة لملالي طهران ومخططاتهم الرامية لاستلاب ارادته وقراره ومسخ هويته الوطنية والعربية.

● نثمن هذه المواقف التاريخية لأهلنا واشقائنا في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يحفظهم الله، وما قدموه ويقدموه من دعم مستمر لليمن واليمنيين لاستعادة الدولة، واسناد جهود الحكومة لتثبيت الأمن والاستقرار، وتوفير الخدمات، وتحسين الاوضاع المعيشية للمواطنين، ونؤكد انها محط تقدير وعرفان السواد الأعظم من اليمنيين، وستظل شاهدا حيا على خصوصية وعمق الروابط، وعلامة فارقة ونقطة مضيئة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وذكرى عطرة تتناقلها الأجيال القادمة جيلا بعد جيل.

 

* وزير الاعلام والثقافة والسياحة

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي