الرئيسية > محليات > عام 2024: تتويجٌ لسجلٍ حافلٍ ومآثر خالدة في مسار البناء المؤسسي والتأهيل النوعي

عام 2024: تتويجٌ لسجلٍ حافلٍ ومآثر خالدة في مسار البناء المؤسسي والتأهيل النوعي

" class="main-news-image img

 

 

 

 

تقرير - عمرو الزين

 الأمجاد والمآثر الخالدة، لا تصنع إلا على يد أبطال عظماء، يتحلون بصفات الحزم والعزم والهمة العالية، ويتمسكون بمبادئهم في شتى الظروف والأحوال، ويؤمنون بقيمة أدوارهم في تحقيق الانتصار لقضايا الوطن العادلة، ويحملون هموم أمتهم وشعوبهم بأثقالها وتبعاتها، وهم دون سواهم المنصورون والظافرون بعواقب الأمور وإن تطاول العهد وزادت الكلفة.

ذلك ما تقتضيه سنة الله في كونه، وتؤكده حوادث التاريخ على مر عصوره، ولأن التاريخ يعيد نفسه، فها هي أحداثه تتجدد أمامنا رأي العين، لتؤكد لنا هذه الحقيقة ماثلة عبر أبطال خالدين كانوا من المستجيبين الأوائل لداعي الدين والوطن، وتمكنوا بصبرهم ومصابرتهم ورباطهم من إيقاف زحف الاحتلال الإيراني الغاشم الذي كاد أن يبتلع البلاد بثرواتها وأمنها واستقرارها ومستقبلها، وأثمرت تضحياتهم الجسيمة واللامحدودة إرساء أرضية صلبة لإعادة بناء القوات المسلحة ورسم ملامح مستقبل البلاد الذي يستحقه عموم الشعب اليمني العظيم.

في هذا التقرير الموجز، استعراض لأبرز المنجزات التي حققتها المنطقة العسكرية الثالثة في جانب البناء المؤسسي والتأهيل النوعي خلال العام 2024، باعتبار ما تحقق خلاله يعد تتويجا لسلسة النضالات الفريدة والتضحيات المستمرة والمآثر الخالدة، التي قادها المؤسس الأول والقائد الفذ اللواء الركن الشهيد عبد الرب الشدادي مؤسس الجيش الوطني، وتعاقب على قيادتها مجموعة من الأبطال الميامين، انتهاء باللواء الركن منصور بن عبد الله ثوابة قائد المنطقة العسكرية الثالثة، الذي تمكن من تتويج هذه الجهود من خلال توجيه العمل نحو بناء حاضر ومستقبل المؤسسة العسكرية كبوابة لتحقيق النصر الشامل والناجز.

 

*ثمرة التضحيات*

 

هذه المنجزات النوعية التي تحققها المنطقة العسكرية الثالثة، في البناء المؤسسي والتأهيل النوعي، تعد ثمرة مستحقة لتضحيات وبطولات المؤسس الأول ورفاق دربه والأبطال المتعاقبين على قيادة العمل في المنطقة، فعلى الرغم من ثقل المهمة التي اضطلع بها اللواء الركن الشهيد عبد الرب الشدادي ورفاق دربه في إيقاف زحف مليشيا الحوثي الإرهابية، وقيادة معركة التحرير، في ظل ظروف عسكرية وحربية قاسية، إلا أنهم بذلوا جهودا مضنية بالتوازي في وضع المداميك الأساسية لإعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس علمية ووطنية، ولا تزال هذه المداميك تمثل منطلقات رئيسية في العمل التحولي نحو بناء مستقبل القوات المسلحة.

إلى ذلك فقد كان لتضحيات الأبطال من أبناء القبائل اليمنية ومنتسبي المقاومة الشعبية بمحافظة مأرب دور محوري في حماية الكثير من المكتسبات التي شكلت الرافد الأساس لهذا البناء والإنجاز.

 

*تتويج لعقد من التضحيات*

 

تكمن أهمية المنجزات التي تحققت خلال العام 2024، في أنها تعد تتويجا لأكثر من عقد من التضحيات والنضالات والجهود المستمرة، في مؤشر واضح على أن قيادة المنطقة العسكرية الثالثة، ممثلة بالقائد اللواء الركن منصور بن عبد الله ثوابة، تمكنت بفضل جهود منتسبيها الأبطال، من الحفاظ على نتائج الجهود والتضحيات السابقة والبناء عليها بعمل منهجي ومستمر، ليثمر ذلك الوصول إلى محطة تحول هامة توفرت فيها إمكانيات بدء العمل في بناء مستقبل القوات المسلحة بما يمكنها من القيام بدورها على الوجه الأكمل، وتتمثل أبرز عناصر هذا التتويج في:

توفر البنية المؤسسية الأساسية والقوية التي يمكن البناء عليها باستمرار، وبما في ذلك البناء الهيكلي والتنظيمي، واستكمال قواعد البيانات والمعلومات وأتمتة العمل وحوكمة العمليات والإجراءات.

ابتكار وتفعيل آليات مرنة وعالية الكفاءة في رفد الجبهات وتعزيز المعركة الوطنية.

رفد المؤسسة العسكرية والجبهات بالكوادر النوعية، ومواكبة تطورات المعركة الحديثة.

وبطبيعة الحال فإن الوصول إلى هذه النتائج ليس بالأمر السهل في ظل المهام الاستثنائية الجسيمة، التي تتولاها المنطقة العسكرية الثالثة ضمن مسؤولياتها، في قيادة المعركة الوطنية بميادين القتال المتقدمة، ومواجهة تأثيرات التركة الثقيلة التي خلفتها حرب المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، غير أن إرادة صلبة لأبطالها الميامين، وحنكة عالية لقادتها المتعاقبين، جعلتها سباقة أيضا في ميدان التأهيل النوعي والبناء المؤسسي للقوات المسلحة.

خطط مرنة واستراتيجية شاملة

بخصوص تحقيق هذه المنجزات، يوضح اللواء الركن منصور بن عبد الله ثوابة قائد المنطقة العسكرية الثالثة بقوله: عملنا في هذا المسار يمضي وفقا لخطط سنوية دقيقة ومرنة في الآن نفسه، وذلك لمواكبة المتغيرات والمستجدات والأوضاع الطارئة، وقد تنشأ أيضا خطط أخرى طارئة لمواجهة هذه المتغيرات، كما تخضع هذه الخطط لعمليات مراقبة وتقييم واسعة، من خلال عقد لقاءات تشاورية بمشاركة رؤساء الشعب والإدارات والوحدات المتخصصة في قيادة المنطقة إلى جانب قيادات المحاور والألوية والوحدات، وهو ما أسهم في تجويد العمل وفاعليته وتحقيق الكثير من النتائج الإيجابية، فهذه اللقاءات التشاورية تضعنا أمام تقييم شامل لما تم إنجازه وما لم يتم، وتزودنا بالتوصيات والدروس المستفادة من أجل تطوير العمل والخطط.

يشير اللواء الركن ثوابة إلى أن العام المنصرم 2024 كان حافا بجهود البناء المؤسسي والتأهيل النوعي الملبي لمتطلبات واحتياجات المعركة الحديثة، والداعم للجهود الشاملة التي تقودها وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة ضمن استراتيجيتها الشاملة في إعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس علمية ووطنية خالصة، مؤكدا على أن هذه الجهود والمنجزات المحققة، تأتي بفضل الدعم الكبير التي توليه القيادة السياسية والعسكرية والإسناد الأخوي المستمر للأشقاء في دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، وبفعل جهود استثنائية لا يزال الأبطال الأماجد من منتسبي المنطقة العسكرية الثالثة، يجتهدون في بذلها بكل تفان وإخلاص.

 

*بوابة للنصر والتمكين*

 

يشير اللواء الركن منصور بن عبد الله ثوابة قائد المنطقة العسكرية الثالثة، إلى أن ما تبذله المؤسسة العسكرية من جهود استثنائية نشطة في جانب البناء المؤسسي الشامل والتأهيل النوعي للمنتسبين، يأتي في سياقات تعزيز القدرات النوعية للقوات المسلحة لتمكين جاهزيتها الشاملة في خوض معركة الخلاص من مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها، أيضا لبناء مؤسسة عسكرية قوية وقادرة على حماية مستقبل البلاد ومكتسبات الوطن، والتصدي لأي مخاطر قد تهدد أمن واستقرار ومصالح البلاد والمنطقة والعالم.

خدمة الميدان والمعركة الوطنية

العميد عبد الرقيب دبوان أركان المنطقة العسكرية الثالثة، يقول بأن الجهود المبذولة في سياق التأهيل النوعي والبناء المؤسسي، لا تهدف فقط إلى إيجاد مؤسسة عسكرية قوية قادرة على حماية مستقبل البلاد ومواجهة المخاطر المستقبلية، بل إنها تسعى بدرجة أساسية إلى رفد الميدان والمعركة الوطنية الحالية والتهيئة الشاملة لخوض معركة الخلاص من المليشيا الحوثية الإرهابية.

ويؤكد العميد دبوان، بأن ثمار ونتائج هذه الجهود انعكست على الميدان القتالي، حيث تم رفد الجبهات بالكوادر والقدرات النوعية، ومتطلبات المعركة الحديثة، كما تم إنشاء آليات فاعلة لتسهيل الاستجابة السريعة لاحتياجات ومتطلبات الميدان، وهو ما أسهم في قلب موازين ومعادلات المعركة، وعزز من قدرة الأبطال في التصدي للهجمات العدائية وإلحاق الخسائر الكبيرة بالعدو المتربص.

وأشار العميد دبوان، إلى أن قائد المنطقة اللواء الركن منصور ثوابة، يولي هذا الجانب اهتماما كبيرا، ويتابع باهتمام سير هذا العمل ونتائجه، موجها وداعما وملهما، الأمر الذي جعل المنطقة العسكرية الثالثة سباقة في تحقيق نتائج متفردة ضمن العمل باستراتيجية التأهيل النوعي والبناء المؤسسي للقوات المسلحة.

 

*نهج قويم*

 

يشير العميد ماجد شجون مساعد القائد للشؤون المالية والإدارية أيضا، إلى الاهتمام والدعم الكبير الذي توليه قيادة المنطقة لمسارات العمل في البناء المؤسسي والتأهيل النوعي، وحرصها الشديد على ضرورة أن تمضي كافة الخطوات في هذا السياق تبعا لخطط مدروسة ومحكمة لضمان الحصول على نتائج قوية وفاعلة.

 

يضيف العميد شجون: وبالفعل فقد تحققت الكثير من المخرجات والنتائج الجيدة، بفضل هذا النهج القويم الذي أرساه القائد الملهم، اللواء الركن منصور بن عبدالله ثوابه وتمثلت أبرز وأهم هذه النتائج حتى نهاية العام 2024 في:

 

استكمال أسس التنظيم الإداري لكافة الوحدات المتخصصة التي نشأت مؤخرا، وتنظيم العمليات والإجراءات إداريا وتقنيا، والتحول الرقمي والتكنولوجي في العمل، وإرساء آليات فاعلة لرفد الجبهات وخدمة الجمهور وتنظيم المهام الميدانية لتؤدي دورا تكامليا وفاعلا، إلى جانب تنظيم الشؤون والإجراءات المالية إداريا وتقنيا، ولا يزال العمل في تطوير هذه الجوانب مستمرا وبوتيرة عالية.

مكاسب نوعية

حفل العام 2024 بالكثير من المنجزات الفريدة التي حققتها المنطقة العسكرية الثالثة، وذلك ضمن خطوات العمل المستمرة بالاستراتيجية الوطنية الشاملة التي تقودها وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة في إعادة بناء المؤسسة العسكرية على أسس وطنية وعلمية خالصة، شملت هذه المنجزات جوانب التنظيم المؤسسي والميداني والبناء الهيكلي المعياري، إلى جانب التحول التقني والرقمي والتأهيل النوعي للمنتسبين، لتسهم محصلة هذه الجهود في رفد وتعزيز الميدان القتالي ومواكبة تطورات ومتطلبات المعركة الحديثة، في خطوات نوعية وفارقة باتجاه إيجاد مؤسسة قوية تمتلك قدرة فريدة في حماية المكتسبات ومواجهة المخاطر والتحديات والانتصار لقضايا الوطن وتمثيل إرادة الشعب وتطلعاته.

 

ولأن التأهيل والتدريب يمثل ركيزة أساسية في بناء المؤسسات القوية، فقد حظي أيضا بمساحة كبيرة واهتمام أوسع ضمن خطط العام 2024 وبشكل غير مسبوق وأكثر نوعية وتهديفا وبما يخدم متطلبات راهن ومستقبل الوطن وقواته المسلحة، ولذلك تعددت مسارات وجوانب العمل بهذا الميدان الأهم خلال العام لتشمل:

 

- التأهيل والتدريب الإداري والقيادي والمهاري بمستوياته ومجالاته المختلفة والمتعددة.

- التدريب القتالي والعسكري بالتركيز على إكساب المهارات النوعية والمتقدمة لمتطلبات الميدان والمؤسسة العسكرية.

 

- التأهيل التقني والفني في المهارات الأساسية والمتقدمة بموجب احتياجات الوحدات المختلفة وميدان المعركة.

 

- التأهيل النوعي المتخصص لتطوير القدرات في مجالات المعركة الحديثة، وشمل ذلك مجالات الطيران المسير والاستطلاع والأمن الرقمي ونظم المعلومات وغيرها.

 

- بناء القدرات من خلال تعزيز تبادل الخبرات والتجارب والدروس المستفادة، وذلك عبر العديد من الندوات وورش العمل واللقاءات التشاورية والتقييمية.

 

- الإعداد المعنوي وترسيخ العقيدة والمعرفة والثقافة العسكرية عبر مئات الندوات واللقاءات والمحاضرات الإرشادية والتوعوية والنشرات والإصدارات.

 

وما يجدر الإشارة إليه والإشادة به هنا، هو نظام العمل بمسارات وخطط التأهيل النوعي، حيث اتسم بدقته في تشخيص أوجه الاحتياج الفعلي حاضرا ومستقبلا، ومحددات العمل الاستراتيجي الشامل، وتوجيه العمل نحو تغطية الاحتياجات القائمة، لتتحقق بفضل ذلك مخرجات نوعية عالية الكفاءة، شكلت رافدا حقيقا للقوات المسلحة وميدان الفعل العسكري.

 

 

*الميدان أولا*

 

العميد الركن أحمد بن راجح أبو أصبع قائد لواء الزبير يؤكد من جهته على انعكاس ثمرة هذه الجهود في صالح ميدان المعركة الوطنية، كونها عززت من القدرات القتالية النوعية من نواحي توفير الأسلحة والتجهيزات المتطورة الملبية لاحتياجات الميدان ومتطلبات المعركة، كما أنها زودت الميدان القتالي بالكفاءات البشرية النوعية ذات الاختصاص، وأوضح العميد الركن أبو أصبع بأن الميدان ظل محور الاهتمام والأولوية ضمن هذه الجهود المباركة، فقد دأبت قيادة المنطقة على التقييم المستمر لاحتياجات الميدان وإعطاء هذه الاحتياجات أولوية قصوى وأهمية بالغة ضمن خطط وواقع العمل.

وذلك ما يؤكده أيضا العميد صادق معوضة قائد اللواء 312 مشاة، الذي أثنى على اهتمام قيادة المنطقة في تلمس احتياجات ومتطلبات الميدان القتالي، وجعلها موضع الاهتمام الأول ضمن خطط وأعمال البناء المؤسسي والتأهيل النوعي، وأضاف العميد معوضة: بفضل هذه الجهود نشأت وحدات متخصصة لرفد الميدان وتم تعزيز كفاءة الفعل القتالي والعملياتي عبر الآليات التي قامت قيادة المنطقة بتطويرها وتفعيلها لخدمة هذا الهدف

 

 

*جهود مستمرة*

 

يؤكد العميد دبوان بأن هذه الجهود ستظل مستمرة حتى تحقيق كامل أهداف الاستراتيجية الوطنية الشاملة بهذا الخصوص، وأن ما تم إنجازه خلال الأعوام السابقة بما فيها العام 2024، تعد جزءا من جهود واسعة وطويلة الأمد سيتم العمل عليها باستمرار ودون توقف.

 

أشار العميد دبوان كذلك، إلى أن العام المنصرم 2024 مثل محطة هامة على هذا المسار، حيث استكملت البنية الأساسية لكثير من أعمال البناء المؤسسي، ما يتيح المجال للبدء ببذل جهود أكثر نوعية في هذا الجانب، وهو ما سيتم العمل عليه باستمرار، حيث يولي القائد اللواء الركن منصور ثوابة اهتماما فريدا ودعما واسعا للعمل في هذا المسار المهم.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي