"٢٢ مايو" يومٌ لا يُنسى

تيسير السامعي
الثلاثاء ، ٢١ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٦ مساءً

 

لو لَم تتحقق الوحدة في "٢٢ مايو ١٩٩٠"، كانت ستظل مطلباً جماهيرياً وهدفاً يمنياً يسعى اليمنيون في الشمال والجنوب إلى تحقيقه، وكانت ستتحقق حتماً، لأنها كانت هدفاً من أهداف الجمهوريين؛ لن يهدأ اليمنيون حتى يحققوه.

لم يكن أمام اليمنيين من خيار غير الوحدة؛ لأنها كانت توجها دينيا ومطلبا شعبيا.

 

لذلك لا داعي اليوم للحديث عن الأخطاء التي رافقت الوحدة؛ لأنها شيء طبيعي، فكل عمل بشري لا بُد وأن يكون فيه أخطاء وسلبيات.

 

علينا اليوم أن نتذكّر ذلك اليوم الذي رُفع فيه علم دولة الوحدة في سماء مدينة عدن، عندها انهمرت الدموع فرحا، ورقصت القلوب ابتهاجا، وغنت الأفئدة أغنية الشموع اليماني القادم من أعماق التاريخ.

 

لقد كان يوما عظيما بكل ما تحمله الكلمة معنى، يوما لا يمكن أن يُنسى أو أن يمحى من ذكرة الوجدان اليمني.

 

يوما فيه شعر اليمني من صعدة إلى المهرة أنه يعانق عنان السماء، ويكتب أنشودة المجد الخالدة.

 

لقد عانق تُبع ذي يزن، وابتهجت بلقيس فى قبرها، وفرح أولئك الفاتحون العظماء، الذين فتحوا أقطار الدينا، ونشروا فيها عقيدة الإسلام.

 

قُل ما تشاء عن الأخطاء والخطايا التي حدث بعد الوحدة، تحدَّث عن المآسي والحروب والمعاناة، كل ذلك لا يمكن أن يمحي أو يقلل من ذلك اليوم.

 

إنه يوم الأمل العربي، الذي أعاد الأمل إلى كل بيت عربي، بأن الوحدة العربية، التي يحلم بها كل عربي، ممكن أن تحقق يوما ما.

 

إنه يوم عطائي..

فيه أغنيت تاريخي حياة ووجودا

 

وبه مارست جودي..

وأطعتُ سماحاتي وبَرَّيت الجدودا 

 

وبه مديت كفيَّا

والحمت شطريّا..

 وحطمت القيود

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي