والتراجع والهروب.. من المسؤول؟

د. محمد شداد
الثلاثاء ، ٢٨ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٤٧ مساءً

 

قالوها بوضوح ودون مواربة ولازالوا الجغرافيا التاريخية التي لنا أصبحت بأيدينا، فلا يقصد بذلك الجبال والشوارع والسهول بل يدركوا ما يقولون، أي الجغرافيا وما تحمل من خيرٍ وبشر، شيعتنا كما قالها المحضوري في مقابلة له مع المبدع عارف الصرمي سنحان شيعتنا!! وهم على قمة السلطة وأسياد الجمهورية حينها ولو كان يعلم إخلاصهم وإيمانهم لما قالها.. قالها نكراناً للفضل ولما أغدقه عليهم النظام الجمهوري جميعهم بل وميزهم بالوظائف الحساسة والغنية على باقي فئات الشعب ومناضليه.

 تخادم الطرفان ملياً ولا زالت آثار الهيمنة تسري في عروق الضحايا وأصحاب دعوى الحق الإلهي، رأينا انفلات زمام الحرس الجمهوري من يد المؤسس له وانسياقه مع الموجه الجهوية وتمرد الملصي ورفضه لأوامر قادته واتباع الطارئين، لأنه لم يترب جمهورياً ووطنياً..

 حُذفت مادة التربية الوطنية من المناهج الدراسية ولم تُدرس عبر قنوات التوجيه المعنوي والاعلام الرسمي بكل وسائله، قيم الدولة والثورة والجمهورية، لم يتفقه بأمر الواجب الوطني عبر ما تقدم برغم ضخامة الانفاق عليها ومكنتها الميادية..ولم تُدرس أهمية التضحيات في سبيل الوطن والكفر بالداعي القبلي السلالي المذهبي الجهوي أو البرجماتي الزائل..

رأينا سائلة البخيتي تستقبل بعض من كانوا معهم من الحرس ثم فروا إلى الساحل ثم عادوا أفراداً وقادة إليها مرةً أخرى، وبالأمس هرب المذيعون من قناة اليمن اليوم والذين كانوا بالأمس حلفاء المسيرة عوداً إلى السائلة..

ليستقبلهم البخيتي مرحباً بالعودة إلى أحضان الوطن! ولا ندري ما تعريف الوطن وفلسفته عندهم أجمعين وما تعريفهم للكهنوت والنظام الجمهورية والحرية والديموقراطية وا تعريفهم لكل اليمن المحرر بكل شعبه ورجاله وسهوله وما حكم العائدين إليه؟! أم كما يتقيأ  البعض على أحرفه وينعته بالعمالة والاحتلال؟

إنها المهزلة السياسية والوطنية والفكرية بكل عاهاتها، أبعادها، وإنه الجهل ببشاعته وأنيابه المغروسة في عقول البعض، قامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر بدعمٍ مصريٍ كامل وكلما سمعت أحد المصريين يندب قتلاهم وورطتهم  كما يفسرها البعض في دعم الثورة اليمنية ضد أيام القيامة، والليل الدامس...

 نشعر بالأسى والخجل معاً ممن وقف ضد الثورة وحاربها حينها، واليوم عند الشعور بفقدان المصلحة تآمروا عليها بعيداً عن قيم الوفاء، أريد من الجمهورية أن تكون جمعية خيرية بقرة حلوب إما أن تصرف وتُرضع أو ننهيها ونحقرها بعنف ولها الخيار..

  الحفر المعرفي والعلمي والثقافي في العقول الفارغة والكسولة  يجب أن يستمر، من قبل كل الوطنيين الكتاب المثقفين الخُلَّص، وأن يتواصل التثقيف والتجيز إلى صف الوطن والشعب  كل الشعب..

 كما يجب تشخيص أعطاب الأمة اليمنية، من الداخل والوقوف على أسباب ظواهر الصراع المستدامة، من المنظور الديني والوطني والاجتماعي السليم، والعمل على تحويل الأفكار إلى واقعٍ عملي ملموس وهجر الشعارات، ونسف بذور التنافر، والكره وإسناد الأمر إلى من لديه استعداد أن يكون خادماً للجميع دون تمييز على أساس.. وإلا فالملامة على من ولى لا على من تولى..

لا تلم قادتنا إن ظلموا*** ولم الشعب الذي أعطى الزماما

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي