مأرب .. مرحباً بفخامة الرئيس

سعيد الصوفي
الأحد ، ٠٥ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٤٤ صباحاً

 

في توقيت حساس جدا.. وصل فخامة رئيس الجمهورية الدكتور رشاد العليمي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، واخوانه في مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي وعثمان مجلي ولأول مرة، إلى مأرب ، وصفت الزيارة من قبل بعض المراقبين بأنها زيارة تاريخية لمأرب التاريخ والصمود وحصن الجمهورية اليمنية الدفاعي الأول، وهي زيارة بالغة الأهمية، لها دلالتها العظيمة، وفي هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن ؛ بسبب الحرب، ومآلاتها على اليمن أرضا وانسانا.

تلك الحرب التي يرفضها كل اليمنيين، وفرضتها عليهم جماعة تنظيم الحوثي الارهابية الفارسية، التي تستند إلى مشروع ايراني توسعي يستهدف اليمن والمنطقة العربية كلها دون استثناء. 

اللحظة الراهنة استدعت هذه الزيارة، استنفار كل الطاقات وحشد كل القوى الوطنية وتوحيد الصف الوطني، للوقوف إلى جانب القيادة السياسية والى جانب أبطال القوات المسلحة، حيث لم يعد بمقدور أحد تحمل هذا الصلف والغطرسة التي تمارسها  جماعة تنظيم الحوثي الارهابية، من سفك الدماء وقتل اليمنيين ونهب الممتلكات العامة والخاصة.

زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وعدد من أعضاء المجلس الرئاسي الى مارب هادفة بالدرجة الأولى، وتحمل في طياتها رسائل كثيرة، لها أبعادها الاستراتيجية.. وباعتبار مأرب حاضنة لكل اليمنيين، بل وتشكل الأرضية الصلبة لانطلاق معركة استعادة مؤسسات الدولة، وتحرير العاصمة صنعاء والمحافظات غير المحررة.

ولأن موضوع حسم المعركة خيار لابد منه، وصل الرئيس إلى مأرب للاطلاع عن قرب على واقع الجبهات في المحافظة والالتقاء بقيادات القوات المسلحة والأمن وقيادات السلطات المحلية وزعماء القبائل والشخصيات السياسية والاجتماعية.

بالطبع للزيارة تفاصيل كثيرة.. وأهداف بالغة الأهمية، جميعها تركز على وحدة الصف الوطني، والاستعداد لمعركة الحسم، بعد رفض جماعة تنظيم الحوثي الارهابية  الانصياع لمبادرات السلام.

بالتأكيد أن هذه زيارة تحاكي الجميع، وتلزمهم بضرورة استشعار المسؤولية الوطنية والاستعداد لمرحلة مصيرية.. حيث لم يعد أمام اليمنيين من خيار غير الحسم العسكري، وتخليص اليمن واليمنيين من الإرهاب الحوثي الفارسي وتحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات واستعادة مؤسسات الدولة، بعد ان بلغ العذاب باليمنيين مبلغه وسالت الدماء أنهارا، وازهقت الأرواح دون ذنب غير رفضهم العبودية وحكم الإمامة الكهنوتية، فضلا عن توقهم للحرية والكرامة.

لقد نفد صبر اليمنيين.. ولحظة الحسم يبدو أنها قرُبت، مع قرب الرئيس من قادة الجيش وابطال الجبهات في مأرب والجوف وصنعاء والبيضاء وغيرهما من المحافظات.

فحديث الرئيس إليهم مباشر، والاستماع منهم عن قُرب، والاطلاع على كثير من التفاصيل في هذا الشأن، أمر له غاياته من الترتيبات والإعداد والتجهيز للحظة الحسم.

مأرب- بمن فيها من قادة القوات المسلحة والأمن والسلطة المحلية وزعماء القبائل وكل اليمنيين فيها- تعاهد الله والوطن والشعب وقيادته السياسية والعسكرية بأنها ستبقى صمام أمان وحصن حصين للدفاع عن الجمهورية وعن الحرية والكرامة لكل اليمنيين، ولن تألو جهدا في سبيل ذلك.

لماذا مأرب؟

لأنها حاضنة لكل اليمنيين، ولها رمزية وطنية عظيمة في معركتنا الوطنية المقدسة ضد جماعة تنظيم الحوثي الإرهابية المدعومة من ايران.

ولأن مأرب وأبناءها وكل أحرار اليمن الساكنين فيها، وهم من مختلف محافظات الجمهورية، لهم مواقف وطنية مشرفة وتضحيات جسيمة دونتها صفحات المجد وسيخلدها التاريخ في ذاكرة لا تنسى، ليتصفحها اليمنيون، جيل بعد آخر.

ولأن مأرب حاضرة في كل مراحل النضال الوطني، ولها دور فاعل وريادي في مراحل مختلفة دفاعا عن اليمن أرضا وانسانا.. ولأنها.. صامدة في وجه العدو، وصخرة صلبة تحطمت أمامها كل التحديات والمخاطر، وظلت رمزا للجمهورية ووحدتها وصمام أمانها، وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة،  ومنطلقا لتحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات غير المحررة. ولأنها- مأرب- تميزت بوحدة الصف الوطني، وتماسك مجتمعها، واصطفاف كل قواها الوطنية والسياسية والاجتماعية والقبلية إلى جانب الوطن وقيادته السياسية وحكومته الشرعية. بالتأكيد كل ذلك له وقع خاص في وجدان رئيس الجمهورية، علاوة على إعجابه بما شهدته المحافظة من نهضة في كافة القطاعات، التعليمية والخدمية، والاقتصادية، والتنموية والعمرانية. 

ولأن ثمة شخصية وطنية وازنة ممثلة بالشيخ سلطان العرادة كقائد ومحافظ  لمأرب، احتوى الجميع، بعيدا عن الانتماءات، والولاءات الضيقة، والحسابات الشخصية،  فكان نعم الرجل الذي أدار المرحلة بحكمة واقتدار، وحظي باحترام ابناء مأرب والوطن عموما.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي