أعلنت وزارة الخارجية اليمنية إستعدادها لإرسال وفد رسمي إلى العاصمة السورية دمشق خلال أيام، لاستكمال الترتيبات الفنية واللوجستية لإعادة فتح سفارة اليمن هناك، واستعادة مبناها الذي كانت تسيطر عليه مليشيات إيران قبل طردها من دمشق.
وأكد وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني، في تصريحات صحفية، ان هناك تواصل مباشر جرى بينه وبين نظيره السوري، أعقبته تحركات أولية لإعادة تنشيط العلاقات الرسمية.
وأوضح الوزير الزنداني، بأن التواصل مع السلطات السورية بدأ منذ اللحظات الأولى لتولي القيادة الجديدة مهامها، في إشارة إلى إعادة تموضع النظام السوري سياسيًا في محيطه العربي.
وأضاف الزنداني أن الوفد اليمني المزمع إيفاده إلى دمشق سيزور العاصمة السورية في 21 أو 23 من الشهر الجاري، بهدف استلام مبنى السفارة والتحضير لإعادة فتح أبوابها رسميًا.
كما أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أن الوزارة تمضي قدمًا في تنفيذ خطة شاملة لإعادة هيكلة العمل الدبلوماسي اليمني في الداخل والخارج، تشمل تقليص البعثات الخارجية بنسبة تتراوح بين 20% إلى 25%.
وأشار الوزير الزنداني إلى ان الوزارة بدأت فعليًا تنسيق التنقلات الدبلوماسية، وإعادة المبعوثين من الخارج، وتعيين بدلاء من الداخل، إلى جانب إعادة تشكيل الدوائر الداخلية للوزارة في العاصمة المؤقتة عدن، ضمن رؤية جديدة لرفع كفاءة الأداء وتقليل النفقات.
وأكد أن الوزارة تعمل على إعادة هيكلة السفارات وفق متطلبات المرحلة، في مسار موازٍ يهدف إلى استعادة الثقة الدولية بالسلطة الشرعية وتوسيع حضور اليمن الإيجابي في الساحة الخارجية.
واعتبر الوزير أن أحد أبرز أهداف هذه الإصلاحات هو تقليل الضغط على موارد النقد الأجنبي، وضمان إنفاق أكثر فاعلية للموارد العامة، في ظل التحديات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وقال إن الوزارة ماضية في عملها من العاصمة المؤقتة عدن، بما يعكس توجه الحكومة نحو تعزيز الحضور المؤسسي في الداخل، وتحقيق السيادة الإدارية والتنظيمية على مختلف قطاعاتها.
وأشار الدكتور شائع الزنداني إلى أن الإصلاحات الجارية بدأت تؤتي ثمارها على الصعيد الدولي، لافتًا إلى استئناف عدد من الدول إرسال سفرائها إلى العاصمة المؤقتة عدن، في خطوة تعكس الاعتراف المتزايد بالحكومة الشرعية، والثقة المتجددة في قدرتها على إدارة شؤون الدولة بفعالية.
كما شدد على أهمية مواصلة التحقيق في عدد من الملفات المتعلقة بأداء البعثات الخارجية، من أجل بناء منظومة دبلوماسية أكثر شفافية وانضباطًا، وقادرة على تمثيل اليمن بشكل مشرّف في المحافل الدولية.
الجدير بالذكر ان هذه الخطوة، تعد جزءًا من توجه يمني أوسع لإعادة تمثيلها الدبلوماسي في العواصم التي غاب حضورها عنها خلال سنوات الحرب، وتعكس في الوقت ذاته تفاعلًا محسوبًا مع ما يشبه الإجماع العربي على إعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي، بعد أكثر من عقد من العزلة.