أمة غارقة في أعماق الماضي!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ٠٣ مارس ٢٠٢٥ الساعة ٠٨:٥٣ مساءً

النقاشات الدائرة حول مسلسل "معاوية" تُبرز بوضوح حقيقة مؤسفة وهي اننا أمة غارقة في أعماق الماضي وصراعاته، بحثًا عن هويةٍ ضاعت بين متاهات الزمن. شعورنا بالإخفاق والغربة في الحاضر، وفقدان مكاننا الواضح بين الأمم، يدفعنا بشدة إلى الانشغال المفرط بما مضى؛ ذلك لأن الماضي هو المكان الذي لا تنافسنا فيه بقية البشر اليوم. نحن عاجزون اليوم عن امتلاك الأدوات اللازمة لصناعة مستقبلٍ يليق بأجيالنا القادمة، فنغرق في نقاشاتٍ لا تنتهي حول أحداثٍ انتهت، ترسم كوارث لحاضرنا وأزمنةٍ لن تعود. 

 

وبدل أن نركز على قضايا وكوارث الحاضر الملحة، وعلى بناء رؤية تنموية واضحة للمستقبل، يستخدم أعداؤنا الماضي كمصيدة لبرمجتنا، وكأداة فعّالة لجرّنا إليه. بذلك، يعمقون انفصالنا عن واقعنا ومتطلبات عصرنا، ويُفاقمون انقساماتنا ويوسعون فجواتنا، حتى أصبحنا وكأننا مجرد قصاصات ورقٍ بلا قيمة. كل يومٍ يمر يجعلنا أكثر بعدًا عن متطلبات واقعنا، وأكثر بعدًا عن بعضنا البعض، وأكثر كراهيةً لبعضنا "هذا سني وهذا شيعي". النتيجة هي غرقنا الأعمق في دوامة صراعات لا طائل منها، ولن تصنع لنا أي كرامة. بهذه الطريقة، نفقد القواسم المشتركة التي يمكن أن تكون أساسًا لوحدةٍ حقيقية وتقدمٍ مشترك، وندخل مرة أخرى في حلقة مفرغة من التشرذم والاستنزاف الذاتي. وبذلك، نصبح أمام أطماع الأمم، نحن السلعة المطروحة على طاولة الغنيمة او المفاوضات.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي