خفف السرعة يا "حوثي"!

د. علي العسلي
السبت ، ٠٤ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٧ مساءً

عبد الملك الحوثي أعلن التصعيد، في جولة رابعة.. فرمل شوية ياعبد الملك، الطرق اليمنية البرية وعرة ومقطعة والبحر الأبيض بعيد وبفصلك عنه دول ذات سيادة.. وناقلك البري والجوي بفعل (العطوان) ، يحتاج لصيانة ومفاقدة، والسرعة قد تقلب وسيلتك في الوصول للأهداف، وتقلبك معها!

والسرعة تحتاج عقل وتحكم وسيطرة،وانت مسرع لو قطع أمام سيارتك (أي كائن) لتشقلبت يا عبد الملك!

وثبت أنك تسابق حتى في المواقف لتكسب شعب اليمن قبل غيره، وربما أن بعضاً من محور المقاومة قد زودوك ببعض المعلومات، لتتحدث بها لحشد الناس للسبعين، غير ان فريقك ما فهم قصدك، وراح بيكحلها فأعماها، وقد تكون أنت السبب، لم تزودهم بالمعلومات التي حصلت عليها، فضرونك بغرض إرضاءك، فسارعوا لتلبية ما دعيت إليه، فسببوا الضرر الجسيم لفكرتك وما ابتغيت منها!

إذ انك في حديثك الأخير، فقط، سارعت لإعلان التحضير لجولة رابعة من التصعيد، وربما غرضك كان دعماً لمفاوضة حماس. او استباقاً لتصعيد (النتن ياهو)، ومسكت كعادتك بشعرة من تكرهه (معاوية)، فقلت: "عندما نصل إلى نهاية هذه الجولة مع العدو الإسرائيلي فسيبقى الصراع مع العدو الإسرائيلي مستمراً"..

ولربما أيضاً انت من أوعزت لفريقك بأن يشتغلوا على إنتقال الاستهدافات إلى البحر الأبيض المتوسط أو وتوسيعها إلى هناك .. أتدري أن هذا اعتراف منكم بفشلكم وعدم تحقيق المرجو من مسرح عملياتكم العسكرية في مياه اليمن الإقليمية والمحيط الهندي؟!؛ فالتشتت والتوسع دليل عدم نجاح لا دليل قوة يا (عبد الملك الحوثي).. ولو استعرضنا تحليلك واستنتاجك، لسبب ومبرر هذا الانتقال لوجدنا مصيبتكم أعظم!؛ إذ قلت أن أمريكا تريد التحكم عبر الممر البحري بما تقدم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من مساعدات، ولها أطماع في الثروات.. ومن أن أمريكا تسعى تحت عنوان الرصيف العائم أن يكون لها ولبريطانيا حضور عسكري في شواطئ غزة .. فلو كنت صادقاً في استهداف أمريكا ومصالحها، فهي قريبة منكم كما هي قواعد اسرائيل لكنكم لا تستهدفونهما.. فأمريكا في مياهنا وهي المسيطرة والمهيمنة ولديها اطماع.. تريدون تمنعونها هناك وترحبون بهما هنا، فالأمر لا يستقيم، ويظهركم مزايدين!؛

فقط لأن الإعلام والعالم مهتم التغطية هناك، فتعتقدون أن تصعيد كم هناك لما أسميتموه جولة رابعة، سيقلب الطاولة ويعيق المخطط يا زعم!؛ يالله طيّب عشّق الرابع ودوس البنزين، ورّونا ذلك!

ليسا عادك قلت.. إنكم: " تحضروا لجولة رابعة من التصعيد - فقط-، واشترطم؛

إذا استمر العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي في التعنّت، واذا لم يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة وعلى الامريكي أن يحذر"..

وكلامك مفهوم ومعلوم، خطاب سياسي تعبوي من شأن الناس تحضر إلي السبعين، لانه عيب الناس تتناقص، وما يجتمعوا وأنت من دعيتهم.. وبعدين كلامك هو حديث للاستهلاك، وفيه تحذير وحرص على الامريكان من شأن ما يتهوروا مثلكم، وكما يقال من باب الحرب النفسية، كما يقولوا في الحروب!

غير أن اصحابك بالغوا زيادة.. وكانوا أكثر منك تهوراً، وأنت كنت العاقل فيهم، عادك قلت أنكم تحضّروا، لكن هم قد حضروا وجهزوا وأعلنوا سريان التنفيذ وما نفذوا، وحنبوا!

و(سريع) هذه المزّة تشيك وتنعمّ، وظهر سمين ما شاء الله، وذهب إلى السبعين مُسرعاً، بكتيبة مسلحة وأعلن ببيان عسكري تدشين التصعيد بجولة رابعة من تاريخ إعلانه للبيان، وذهب هو وبيانه دون تنفيذ..

طيب ليش مستعجلين، كانوا يخلوا لكلامك زمن معين، لتتناوله وسائل الاعلام أكثر، ويحللوه.. ما أسرع إفشالهم وتبخيسهم لك!؛ فجعلوا حديثك ببيانهم يقرح جو!؛

ولا عاد ينفعه لا الحروف المتقطعة حق (الحوثي محمد) ، ولا حلف الشام-اليمن حق (البخيتي) ، ولا فلسفة (حسين العزي) ، ولا بهررة (القحوم) على الأحزاب لإصدار بيان التأييد، ولا بتهديد المملكة باستهداف أعيانها ومنشآتها الحيوية، ولا هم يحزنون!

ومن شدةّ الحنبّة، في حديثك يا (عبد الملك) وفي بيان (سريع)، حصّله فرصة (نصر الدين عامر)، للظهور ليزيد من مشاهديه ومتابعيه، وهات يا نشر.. قال: أن الناس لم يفهموا البيان على حقيقته، فقام هو بتوضيحه، تبرير وشرح وكيف سينفذ التصعيد؟ ومتى؟ وكيف؟ فعطّل مفاعيل حديث سيده عبده، وأفقد عنصر المفاجأة لو كانوا ناويين تنفيذ التهديد.. قد اسمه بيان، فماذا وضحت يا (ابن عامر) .. ملأت الدنيا نشراً لتوضيحك (ياعامر)، والدنيا عوافي، كان لو سكتّ أفضل مما شرحت ووضحت.. فالواضح لا يوضح يا فضيحة.. أمّا البيان فقد تعطّل من لحظته، لأنه لا تزامنت معه عمليه ما، ولا لحقته، لتوحي بسريان التنفيذ المُعلن!

والغريب أن البيان الصادرٌ عن القوات المسلحة، طلع بيان سياسي وتحليلي، فانقلب العسكر والميليشاويين سياسيين ومحلليين، ولمّا يحصل مثل هكذا.. تكون وقعت الواقعة، وسيدهم سيُوقع لا محالة!؛

ومن تحليل (سريع)، قال في بيانه: ان التحضير الجدي هو تنفيذ عملية عسكرية عدوانية ضد منطقة رفح، من قِبل إسرائيل وأمريكا، وقال كذلك أن القوات المسلحة اليمنية تتابع العرض المطروح على المقاومة والذي يريدُ فيه العدوُّ انتزاعَ ورقةِ الأسرى دونَ وقفٍ دائم لإطلاقِ النار – فما دخل القوات المسلحة اليمنية.. تتابع العرض؟! -.

فهل تحضير عملية دخول رفح يقابله فرض عقوبات حوثية شاملةٍ على جميع سُفُن الشركات التي لها علاقةٌ بالإمداد والدخول للموانئِ الفلسطينيةِ المحتلةِ من أيِّ جنسيةٍ كانت، واسنَتهداف السفن في البحر الأبيض المتوسط، هو لإيقاف الضغط من انتزاع الأسرى الاسرئليين من دون وقف اطلاق النار.. هل هذه هي معادلة الردع ..؟!؛ وهل هذه ستوقف العملية وستفشل انتزاع الأسرى بدون توقيف الحرب..؟!؛ إن كان الأمر كذلك، لننتظر ونرى النتيجة!

ويا (سريع) .. البحر الأبيض لا يزال سليماً معافاً وبيانك كأنه لم يكن، حيث أنه لم يتم تنفيذ الفقرة ثانياً منه حتى الآن.. انت من اسقطه، وليس الدفاعات المصرية أو السعودية أو الأردنية التي ستمر مسيراتك وصواريخك من أجوائها، لو اتيح لكم تنفيذ ما وعدتم به!!

وها هي يا (سريع) قد مرتّ أكثر من أربعة وعشرين ساعة ولم يتم استهداف السفن بالبحر الأبيض المتوسط، فالآلاف من الذين احتشدوا أمس في السبعين، هم منتظرين تنفيذ ما وعدت!؛

لا شك انكم تطمحون للزعامة والشرعنة، لكنها لا تأتي لخائف، اعترفوا أنكم خائفون؟؛

إذ لو كنتم جاديين في دعم وإسناد غزة كما تتكلمون.. لكان عليكم فقط اتخاذ قرار وحيد و أوحد "إغلاق مضيق باب المندب في وجه العالم" ، ثمّ مطالبته من أجل استئناف الفتح، لابد فوراً بوقف الإبادة على غزة ورفع الحصار وسحب القوات المعادية.. فهذا القرار وحده يستطيع منع اقتحام رفح وفك الحصار وانهاء العدوان، لكنكم جبناء تخافون العالم.. فلا تزايدون إذاً بشجاعتكم وأنتم جبناء - إلا على اليمنيين-، وبوقوفكم ودعمكم ومساندتكم لغزة وانتأ مستغلين انتهازيين لها!

 وكملت القصة واقتلبت أو تفجرت أو تبخرت وسيلة (عبد الملك)، قبل أن تصل إلى البحر الأبيض، بسبب التسرع والسرعة ..وسلامتكم ولا جاكم شر..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي