منذ أيام ووسائل الإعلام التابعة لمليشيات الحوثي صحفًا مواقع وقنوات تستعرض بشكل شبه يومي ما ينشر على وسائل الإعلام الصهيونية والإمريكية من تقارير وأخبار وتحليلات سياسية وعسكرية واقتصادية. ينتقي رؤساء التحرير ومدراء البرامج المؤدلجين حوثيًا وتحت إشراف مشرفين عقائديين، وضباط يتبعون جهاز الأمن والمخابرات-حسب زميل يعمل في احدى وسائل الإعلام التابعة لهم- في اختيار التقارير التي تسهم في تبيان اثار الضرب الحوثي وعسكرة البحر الأحمر لإيهام الشعب اليمني والشعوب العربية بأهمية ما يقوموا به من بطولات وفروسية ازاء القضية الفلسطينية ونصرةً للشعب الفلسطيني. الأمر الذي يجد ترحاب كبير في صفوف اليمنيين الجوعى إلى أي انجاز والمُثارون عاطفيًا للقضية المحورية - حسب ما تسميه الأغلبية العربية- ما يستغله الحوثيين في التخفيف من السخط الناتج عن ممارساتهم الكهنوتية داخليًا. إضافة إلى صناع المحتوى وناشطي وسائل التواصل الإجتماعي من العرب الذين يهرعون إلى تعظيم دور الحوثيين في مناصرة القضية الأولى تأثرًا بما يصدر من تقارير وأخبار وتحليلات تكن المسيرة مصدرها.
قمت بعملية بحث وتقصي لأجد أن غالبية اولئك العرب ممن يتعمد مدح واستعراض تأريخ وجمال اليمن لإستقطاب وجمع أكبر قدر من الإعجابات والمشاهدات - وهذا الأمر أصبح ظاهرة منتشرة لكل من يريد الشهر أن يمدح اليمنيين- وليس حب واحترام حقيقي لليمن شعبًا ودولة وتأريخ وحضارة. اتت الأحداث الأخيرة لتكن مادة دسمة لتصوير فيديوهات تجمع أكبر قدر من الإعجابات والمشاهدات.
المثير للذكر أن اليمنيين حسب خبراء وعلماء نفس وعلماء اجتماعيين فإن غالبية اليمنيين يعاونون من حالة من الشوفينية - تعظيم وحب الذات بشكل مبالغ فيه- بالرغم من واقعهم المزري.
كما وأن القنوات العربية وبعض القنوات التابعة لبقية أطراف الصراع اليمني تبرز بعض جوانب قوة الحوثيين في مناصرة القضية الفلسطينية.
بعد اجراء بحث وتقصي تبين لي اثار خيوط لما ينم عن اتفاقات سرية بين الحوثيين من طرف وأخرى تتبع مجلس الرئاسة "الشرعية"
وقطر وتركيا والجناح العلماني من الإخوان المسلمون في اليمن "الإصلاح فرع توكل كرمان" برعاية عمان روسيا؛ وذلك ما يبين سبب تغيير صفة الحوثيين في وسائل اعلامهم وفي تأييد ما يقوموا به ليس حبًا في القضية الفلسطينية التي تم استغلالها منذ النكبة. ولكن -كما تبين- لأغراض سياسية بحتة.
اما ما ينشر على وسائل الإعلام الصهيوني والإمريكي ما هو سوى - بغض النظر عن كل شيء- دلالة على حرية التعبير والرأي، وذلك في السماح بنشر ما يمكن استغلاله من قبل الأعداء الشيء الذي لا يمكن السماح به عربيًا فضلا عن المليشيا التي تحرم الإختلاف لا استعراض ما يمكن استغلاله من قبل الأعداء هذا اولًا.
ثانيًا - وهذا ما اتوقعه وارجحه- أن تلك التقارير والتحليلات ما هي سوى محاولات لقراءة ودراسة المعطيات كما هي للمساهمة في اتخاذ قرارات قوية وواعية ضد التهديدات.
الدول ذات السيادة والتي تتمتع ببنية تحتية جيدة تتأثر بأبسط الإستهدفات وأن لم تصل. فالإقتصاد العالمي يقوم على الآمان.
فتلك التقارير ليست عن قوة الحوثيين ولا عن قدراتهم. ولكنها مساهمه في سد الثغرات التي تسللت منها الصواريخ النافذة.
إضافة لتبرير ما قد تشنه من غارات جوية ستحرق اليمنيين وما تبقى من البنية التحتية.
-->