{ أبشرك يا بن مبارك شعبك يتهالـَك }

     السيد رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك لا أخفيك سراً بأن سلفك معين عبد الملك أعانه الله على تصريح قوي جداً نال كم هائل من الإعجاب والتصفيق وإرتفع رصيده عنان السماء وبلغ الآفاق حينما قال أنا سأناى بنفسي عن السياسة وسأسخر كل جهودي في الخدمات ، أما أنت أيها الخـَلـَف المصون من العتب من قـِبـَلنا فقط فكان تصريحك مغاير تماماً لتصريح سلفك معين ولن أقول عبد الملك بل المملوك لغيره لأنه كان مسلوب القرار فقد سـَخـَّرت كل جهدك في القضاء على الفساد ، والنتيجة كانت لا معين المملوك وفر الخدمات وترك لك إرث ثقيل ولا أنت قضيت على الفساد بل رأينا الفساد قد تفاقم وتعاظم ، وكما قيل في الذكر الحكيم يقولون ما لا يفعلون .. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .

     دعني أسألك سؤالين يا دكتور القضاء على الفساد :1) هل كانت جهودك في القضاء على الفساد ومطاردة الفاسدين تعني بأنه لا علاقة لك في توفير الخدمات ؟ .. 2 ) هل وصلك خبر بإنهيار الكهرباء في محافظة عدن حتى وصل إنقطاعها حتى اللحظة 44 ساعة ويتبقى أربع ساعات لتصل إلى يومين كاملين ؟ .. طبعاً هذا في محافظة عدن وقـِس عليها في باقي المحافظات المحررة كما تقولون ، وماكتبت عن عدن إلا لأن لها خصوصيتان الأولى لأنها عاصمة اليمن والثانية لأنها ساحلية وفيها نفحة من جهنم ، فماذا أنت فاعل في هذه المعضلة التي أرهقت أهالي عدن ؟ وماهي الحلول المتاحة التي يمكن أن تستحضرها لفك طلاسم هذا اللغز المـُحيـِّر ؟ .

     عزيزي الدكتور الموقر أظنك تتذكر لقائي بك في الشارع حينما كنت تتجول في الشوارع لتتلمس إحتياجات الناس ومشاكلهم وحينها سألتك عن ملف الكهرباء وأجبتني بأنه إرث ثقيل من أيام الرئيس الراحل الزعيم علي عبدالله صالح وكنت أنت من ضمن الخارجين عن طاعته وضده لإقتلاعه من كرسيه الذي ذَحـَّل كما كانت شعاراتكم وهتافاتكم مع أن الكهرباء كانت تطفى في عهده ساعتين في اليوم فقط والآن في عهدكم أنتم أيها الثوار تطفى يومين ، إذاً أين هو الإرث الثقيل ؟ وإن كان إرث ثقيل كما تدعي فلماذا أنتم فاقمتم ثـُقلهُ على الشعب بدلاً من تخفيفه ؟ مع العلم بأن طيب الذكر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي قد قطع ثلاثة أرباع المسافة ليجعله خفيفاً على كواهلكم حينما وفر لكم محطة ضخمة لا ينقصها إلا وقود لتشغيلها ، فهل قيمة الوقود لا تستطيعون توفيرها ؟ إذاً كيف لديكم إستطاعة بتوفير رواتب حكومتكم الموقرة وبقية المسؤولين وبإنتظام ؟ مع أن رواتبكم لشهر واحد فقط تغطي نفقات توفير الوقود لأكثر من ثلاثة أشهر ، وهل يعني ذلك بأن لديكم شريعة قد تجاوزت شريعة حمورابي في الظلم ؟ .

     وأخيراً أود أن أهمس في أذنك وأقولها لك بكل صراحة وبلا محاباة بأن جـُل ما ينقصكم هو سيادة قراراتكم وشجاعة الرمزين الشجاعين الدكتور أحمد عبيد بن دغر ونائبه ووزير داخليته المهندس أحمد بن أحمد الميسري ، اللذين وقفا بكل صلابة وإقدام وكأنهما صرحين شامخين في وجه تلك القوى الظلامية المتآمرة التي عبثت في اليمن ونــَكـَّلـَت بشعبه ولم يخشا فقدان منصبيهما ، بخلافكم أنتم القائمين على الحكومة الذين ترتعد فرائصكم بمجرد أن تفكرون بقول كلمة لا لكل من يملي عليكم فرض سياساته التدميرية لوطنكم الأم اليمن الكبير ، بل وقبلتم على أنفسكم أن تكونوا كخيال مآتة حتى لا تفقدوا مناصبكم والتي لم تكتسبوها إلا بعد رحيل الزعيم الراحل الفقيد علي عبدالله صالح طيب الله ثراه .. وإلى لقاء آخر معك ومع مقال لاذع سأكون فيه أكثر جرأة وتعدي لحدود اللباقة واللياقة لمسؤول كبير في منصبك ومكانتك .

2025/2/6 م

علي هيثم الميسري