في عالم السياسة والدبلوماسية هناك شخصيات لا تكتفي بأداء دورها التقليدي بل تتحول إلى علامات فارقة يجمع عليها الجميع تترك أثرًا يصعب تجاوزه من بين هذه الشخصيات الدكتور شائع الزنداني برز هذا الرجل بمسيرة حافلة بالحكمة والاتزان ليصبح أحد أبرز وجوه العمل الدبلوماسي اليمني قديماً وحديثاً
ماشاء الله ذاكرة حديدية ورؤية متماسكة و رئي صائب
كان لقائي الأول به في ضيافة الشيخ عثمان مجلي برفقة العزيز ابو كهلان فهد الشرفي قبل الغداء استمعنا إليه وهو يستعرض تاريخ الخارجية اليمنية بعد الوحدة متحدثًا عن دوره في محطاتها المفصلية كان حديثه ممتعًا متسلسلًا كأنه يسرد فصولًا من كتاب مفتوح بأسلوب يجبرك على الإنصات والاستماع بأهتمام ذاكرته الحادة وقدرته على استحضار التفاصيل والمشاهد بدقة جعلت الجلسة أشبه بمحاضرة دبلوماسية من طراز رفيع وانيق كأناقته
أما اللقاء الثاني فكان خلال تكريمه في السفارة اليمنية عندما كان لايزال سفيراً مع وفد من اتحاد الإعلاميين اليمنيين هناك ازددت قناعة بأن هذا الرجل لم يكن مجرد سفير بل كان ينبغي أن يتولى وزارة الخارجية وصولاً للاعلى لم يطل الوقت حتى تحقق ذلك وسيتحقق البقيه ان شاء الله خلال أقل من عام نجح في استعادة بعض من هيبة الوزارة رغم التحديات الجسيمة والإرث الثقيل وكان من أبرز إنجازاته إسهامه بشكل كبير جداً في رفع العقوبات عن الزعيم رحمة الله ونجله أحمد وهو تحرك دبلوماسي له دلالاته العميقة ولاننسى العمل الذي يقوم بة في ترتيب وضع السفارات بالخارج حتى تستعيد هيبتها وعملها الأساسي في خدمة المغتربين والدبلوماسية اليمنية
حين تم تعيينه سفيرًا في الرياض كانت العلاقات اليمنية السعودية تمر بمرحلة دقيقة في هذا الظرف الحساس لعب الرجل دورًا محوريًا حيث أعاد صياغة العمل في السفارة بشكل جذري محققًا نقلة نوعية شهد بها كل المغتربين اليمنيين في المملكة لم يكن حضوره شكليًا بل كان فاعلًا ومؤثرًا في تثبيت دعائم التعاون بين البلدين وخاصة كما قلت في طل وضع دقيقي وحساس بأسلوب يجمع بين الحنكة السياسية والقدرة على بناء جسور الثقة
اليوم كان لي شرف لقائه في مكتبه رغم قصر مدة اللقاء إلا أن بصمته كانت واضحة فهو رجل دولة بامتياز يتحدث بلغة الواثق ويحلل الأحداث برؤية متزنة كان اللقاء فرصة لاستكشاف شخصية فريدة في المشهد السياسي اليمني شخصية تجاوزت حدود المهام التقليدية لترسم ملامح دبلوماسية أكثر حضورًا وتأثيرًا وسيكون لها شأن كبير في مستقبل اليمن ان شاء الله كلامي ليس مجرد إشادة بل هو تسليط للضوء على نموذج نادر في الدبلوماسية اليمنية رجل أتقن فن التأثير وصناعة الفرق في أصعب الظروف وللحديث بقية عن انجازاتة في السفارة بالرياض و منذ تولية وزارة الخارجية .
-->