في الأحداث الأخيرة التي وقعت في سوريا الشقيقة والتي فيها خرج الرئيس بشار الأسد من المشهد السياسي أنقسم الشارع اليمني إلى مؤيد ومعارض ، المؤيدون يتوهمون بسرور بأن هناك ثوار إنتفضوا ضد الرئيس بشار الأسد وطردوه من أرض سوريا ، والمعارضون يؤكدون بأن بشار الأسد خرج بعد تسوية سياسية صنعتها دول كبرى حسب مصالح تلك الدول ، وحسب رؤيتي ومن خلال الأحداث الأخيرة لا سيما منذ قيام ثورات الربيع العربي الفاشلة فإني أرجح رأي من قالوا ما حصل في سوريا لم تكُن إلا تسوية سياسية .
جميعنا يعرف أن في أثناء إنتشار الثوار في الأراضي السورية واكب المشهد تسلل الجيش الإسرائيلي الحدود السورية وسيطرته على بضعة مئات من الكيلو مترات ، بالإضافة إلى قصفه للترسانة العسكرية السورية وهنا تكمُن مصلحة الكيان السوري وهو أحد أركان هذه التسوية ، لذلك من يقول بأن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد سقط وأن الثوار السوريين قد نجحوا بثورتهم فهو واهم ، فالسقوط لم يكُن إلا للدولة السورية وسيادتها بأيادي أعدائها وعلى رأسهم الكيان الصهيوني الذي وصل لمبتغاه في وضع أذرعه في سوريا ومن ثم يبدأ في إلتهام باقي الدول التي في قائمة السقوط .
والذي نرغب في توضيحه لِتِلكُمُ الفئة الضالة المتوهمة بأن ما حصل في سوريا هي ثورة ناجحة أولاً نقول لهم نحن لا نقف في صف بشار الأسد ونظامه القمعي أو نتعاطف معهما بل نحن مع الأرض والإنسان والسيادة في سوريا ، ثانياً أنتم تكيلون بمكيالين فتسموا تلك المليشيات التي بسطت سيطرتها على البقاع السورية بثوار خرجوا ضد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد ، والذين خرجوا في صنعاء على الشرعية اليمنية أسميتموهم بمليشيات إنقلابية وهنا يكمُن الفرق بيننا وبينكم ، فنحن نقول على كل من خرج على الشرعية في أي دولة أنهم مليشيات خرجوا على النظام والقانون .
وأخيراً أود أن أنوه بأن في أحداث صنعاء في 2014 من ساعد على إسقاط صنعاء بأيادي جماعة أنصار الله دول معادية أرادت إسقاط الشرعية اليمنية لا سيما بعد يقينها بأن اليمن تسير في الإتجاه الصحيح للتغيير وإرساء نظام نموذجي من خلال نجاح مؤتمر الحوار الوطني ، وفي سوريا من ساعد تلك المليشيات المسماه بجماعات ثورية في إسقاط الدولة والسيادة هي أيضاً دول معادية لسوريا تطمح في تحقيق مخططاتها التوسعية بالإضافة إلى أنها ترى سوريا غصة في حناجرها لن تحقق ما تطمح إليه إلا بإسقاط الدولة السورية وسيادتها وقد نجحت ، والخلاصة هي أنه لا توجد ثورة ناجحة بمساعدة الدول المعادية ، بل النجاح يكون لِتِلكُمُ الأعداء بتحقيق مخططاتهم من خلال تلك الأثوار .
-->