إلى أبناء شمال اليمن: كيف نحافظ على الوحدة؟

تيسير السامعي
الاثنين ، ٢٢ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠١:٠٢ صباحاً

 

إلى إخواننا في شمال الوطن، وبالذات في شمال الشمال، الذين يتباكون على الوحدة؛ أقول لهم: لن يفيد البكاء؛ فأنتم السبب الرئيس في ما وصلت إليه الأمور اليوم؛ أنتم سبب الانفصال.

لو أنكم وقفتم موقفا رجوليا في عام 2015، ودافعتم عن الجمهورية، ومنعتم  الانقلاب على الدولة، ونفذتم ما توافق عليه اليمنيون في وثيقة الحوار الوطني الشامل، وتمسكتم بالرئيس التوافقي المنتخب، عبد ربه منصور هادي، الذي تعرَّض للحصار، والطرد، لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه الآن.

فأنا -ومثلي الكثير- أرى أن ما يحدث في عدن هو رد فعل لما حدث في صنعاء. 

فالانقلاب على الجمهورية في الشمال نتج عنه انقلاب عن الوحدة في الجنوب.

وكل ذلك مرده إلى أن الوحدة تحققت في ظل الجمهورية، ولا يمكن أن تستمر إلا في ظلها.

فقيام السلطة الطائفية في صنعاء بإجراءات تتنافى مع مبادئ الجمهورية، يقابله قيام الجماعات المناطقية في عدن بإجراءات ضد الوحدة.

إذا كان أبناء شمال اليمن، لاسيما قبائل شمال الشمال الذين يتباكون اليوم عليها، صادقين وحريصين عليها فلا خيار أمامهم للحفاظ عليها إلا خيار واحد لا غير: الالتزام بمبادئ النظام الجمهوري، والعودة الصادقة إلى مشروع الدولة الاتحادية، التي توافق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني، والعودة إلى صوت العقل، وتقديم التنازلات من أجل تحقيق السلام، وإعطاء الضمانات الكاملة لكل أبناء اليمن عامة، وأبناء الجنوب  خاصة، وذلك بتحقيق الشراكة الحقيقية، والتوزيع العادل للثروة والسلطة..

فاستمرار الوضع الانقلابي في صنعاء، والسير في إجراءات طائفية تتنافى مع قيم ومبادئ الجمهورية، يضعف التوجُّه الوحدوي في عدن، ويقوِّي التوجُّه الانفصالي كل يوم.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي