الأمن والعدل

تيسير السامعي
الأحد ، ٣٠ ابريل ٢٠٢٣ الساعة ٠٩:٤٦ صباحاً

 

يقول الله تبارك وتعالى "الذين ءامنو ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"..

الأمن غاية وهدف، تسعى إليه الأمم والشعوب، لأنه ركيزة أساسية من ركائز الاستقرار والتنمية، فلا يمكن أن تتحقق تنمية حقيقية إلا في ظله، والأمن لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل العدل. 

الظلم والقمع وانتهاك الحريات والزجّ بالناس في السجون والمعتقلات لا يحقق آمناً، من يعتقد غير ذلك فهو وأهم، ويخدع نفسه، ويخدع الناس.

فالعنف يدفع الناس إلى العنف، والظلم يُولد منه ظلم، وهذا حقيقة نقرأها في القرآن (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن..)، ويقولها الواقع وتقولها الدلائل والشواهد والأحداث. ِأنظروا إلى الدول المستقرة، التي تعيش تنمية حقيقية، كيف وصلت إلى حالة الاستقرار هذه!! ستجدون أن السبب الوحيد هو العدل وتطبيق النظام والقانون والقضاء المستقل، ثم انظروا إلى البلدان غير المستقرة ستجدون أن السبب هو غياب العدل وغياب النظام القانون، والانتهاكات غير الإنسانية، التي تُمارس ضد الناس. إنها سُنة الله في خلقه (ولن تجد لسنة الله تبديلاً).

الأمن والعدل قرينان، لا يتحقق أحدهما إلا إذا تحقق الآخر، فلا أمن بدون عدل، ولا عدل بدون أمن.

من يمارس الظلم على الناس ويقودهم إلى السجون والمعتقلات بحُجة الحفاظ على الأمن وحماية الأمن القومي، هو بالحقيقة بهذا التصرف يدمّر البلاد، ويعمل على إيجاد موجات جديدة من العنف، ويزرع بذور الإرهاب.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي