الرئيسية > عربية ودولية > مؤشرات على فشل مباحثات التهدئة في غزة

مؤشرات على فشل مباحثات التهدئة في غزة

" class="main-news-image img

تكثف إسرائيل ضغوطها العسكرية والسياسية فيما يتعلق بحربها في قطاع غزة، في حين تواصل حركة حماس بحثها عن مخرج للحرب التي اندلعت عقب هجوم عناصرها على بلدات ومواقع إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي.

 

ويأتي ذلك، بالتزامن مع مؤشرات فشل مباحثات التهدئة بين طرفي النزاع في غزة، والتي تجري بوساطة دولية وإقليمية، خاصة في ظل التباين الكبير بين مطالبهما والشروط التي يسعى كل طرف لفرضها على الآخر.

 

وبحسب تقارير إعلامية، فإن هناك خلافات كبيرة بين حماس وإسرائيل بشأن التهدئة، خاصة أن الأخيرة ترفض وقف أعمالها العسكرية وانسحاب القوات وعودة النازحين للشمال دون قيود، وتطالب بالإفراج عن 40 إسرائيليًا من الأحياء، وأن تكون الصفقة بثلاث مراحل مختلفة.

 

ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، فإن "إسرائيل اشترطت الاحتفاظ بحق ترحيل الأسرى الفلسطينيين ذوي المؤبدات الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن صفقة للخارج، ورفضت طلب حماس الإفراج عن 30 سجينًا محكومًا بالسجن المؤبد مقابل كل مجندة".

 

وتؤكد القناة، أن "إسرائيل لن تفرج إلا عن 5 من ذوي المؤبدات مقابل كل مجندة، كما قبلت بالسماح بعودة 2000 شخص يوميًا، وذلك بعد أسبوعين من بدء الصفقة، فيما أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن إسرائيل وافقت على مقترحًا أمريكيًا للتهدئة فيما لم يصل حتى الآن رد حماس عبر الوسطاء.

 

وبحسب وكالة "رويترز"، فإن "الفجوات بين ما تستعد إسرائيل لقبوله ومطالب حركة حماس خلال المفاوضات الجارية بينهما في العاصمة القطرية الدوحة بشأن المحتجزين، من جانب الطرفين لا تزال كبيرة".

 

اتفاق بعيد المنال

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن "التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل في الوقت الحالي لا يزال بعيد المنال"، مشيرًا إلى أن الطرفين لم يحققا أي من شروطهما من أجل التوصل لاتفاق شامل.

 

وأوضح البطة، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تعمل على تكثيف الضغط العسكري على حماس في مختلف المناطق، وهو ما ظهر بشكل واضح في عمليات جيشها بمدينة غزة ومناطق الوسط والجنوب"، قائلاً: "إسرائيل ترى في العمليات العسكرية الأسلوب الأنسب للضغط على حماس.

 

 

وأضاف: "بتقديري حماس تدرك جيدًا رفض إسرائيل التي تعامل جيشها بالقوة المفرطة مع غزة وقف الحرب دون شن عملية عسكرية برفح، وهو الأمر الذي يدفعها للتأني في القبول بأي عرض إقليمي أو دولي للتهدئة".

 

ووفق المحلل السياسي، فإن "حماس تسعى لاستغلال الخلافات الأمريكية الإسرائيلية بشأن عملية رفح للتوصل لاتفاق تهدئة؛ لكن على أن يشمل الاتفاق عودة النازحين، وصفقة يمكن أن تعيد للحركة توازنها السياسي".

 

وأشار إلى أنه "من المستبعد أن يتم الإعلان عن اتفاق للتهدئة في الوقت الراهن، خاصة أن النقاط الخلافية بين حماس وإسرائيل جوهرية، ويمكن أن تؤدي لانهيار جهود الوسطاء، ورفع وتيرة الحرب الإسرائيلية ضد غزة".

 

مخرج حماس

ويرى المحلل السياسي، جهاد حرب، "أن حماس تبحث بشكل أساس عن مخرج من هذه الحرب، التي تسببت بخسارتها جزءًا كبيرًا من قدراتها السياسية والعسكرية"، مبينًا أن المخرج الوحيد لها يتمثل بالتوصل لاتفاق شامل للتهدئة.

 

وأوضح حرب لـ"إرم نيوز"، "أن هذا الاتفاق يجب أن يضمن عودة النازحين والتوافق على صفقة تبادل أسرى تحتوى على أسماء كبار الأسرى الفلسطينيين، وإعادة إعمار القطاع"، مؤكدًا أن حماس قد تقبل بحلول جزئية في هذا الإطار.

 

وأضاف: "بتقديري جولة المفاوضات الحالية محكومة بالفشل، خاصة أن إسرائيل ترى أنها المنتصر بالحرب والطرف الأقوى، الأمر الذي يجعلها قادرة على رفض جميع شروط حماس، ووقف القتال وفق شروطها الخاصة".

 

ووفق المحلل السياسي، فإن "ما تبحث حماس عنه في الوقت الحالي يتمثل في اتفاق يضمن لها عدم خسارة حكم غزة، والعودة إلى النظام الذي فرضته منذ سنوات وانهار عقب أحداث السابع من أكتوبر"، مبينًا أن إسرائيل لن تقبل بذلك.

 

وزاد: "المخرج الوحيد لحماس من هذه الحرب يتمثل في تقديم التنازلات، والقبول بالحلول الجزئية التي يطرحها الوسطاء، كما أنها قد تكون مضطرة للقبول بترحيل قيادات عسكرية وسياسية بارزة من غزة للخارج".


الحجر الصحفي في زمن الحوثي